"فارس" رحال يبحث عن محارة: "الشقا عارف ناسه"

كتب: هبة وهدان

"فارس" رحال يبحث عن محارة: "الشقا عارف ناسه"

"فارس" رحال يبحث عن محارة: "الشقا عارف ناسه"

داخل قطار الصعيد تجده يجلس على حافة الباب يحمل أدواته على قدميه، فالبارحة كان يُشيد منزلا في المنيا، واليوم يُعيد ترميم آخر في سوهاج، وما إن ينتهي من هذا وذاك يبدأ قِبلة جديدة داخل محافظات الصعيد في رحلة البحث عن لقمة عيشه، فعمل فارس الإسناوي، ابن محافظة الأقصر يشبه الرحالة ولكن تلك المرة رحالة في مجال المحارة.

الغربة والتنقل بين محافظة وأخرى لم يثنيا الشاب العشريني عن مواصلة كفاحه، فجميع من يعرفونه يصفونه بـ"الإسناوي حمال القاسية"، لتحمله أعباء الأنفاق على أسرته دون اللجوء إلى مساعدات خارجية: "الشقا عارف ناسه.. ده أنا اللي شغالين في محطات الصعيد عارفني وأول ما يشوفوني في أسوان ولا أسيوط يقولولي الله يعينك يا رحال".

لم يرَ "فارس" مشقة في عمله فهو يؤمن أن العمل عبادة، فمع اقتراب شهر رمضان الجميع يفكر في أخذ راحة، إلا أن الشاب العشريني يعكف على مواصلة تجواله بين محافظة وأخرى، ففي بعض الأحيان يُؤذن مدفع الإفطار وهو يحمل "المونه" على رأسه ويصعد بها أدراج السلالم، وما إن ينتهي يواصل السير إلى أقرب منطقة بها مواطنين ليشتري طعاما يسد به جوعه.

رغم العمل الشاق الذي يقوم به "فارس" إلا أنه يحاول في أوقات فراغه أن يحضر دروس محو الأمية، ليطور من نفسه، فهو يطمح لأن يستطيع أن يقرأ ويكتب ليبدأ تعليمه ويحصل على شهادة، تُعينه على تطوير نفسه: "للسفر فوائد كتير فعلا... وأنا اتعرفت على ناس كتير في القطر وأنا رايح وأنا جاي قالولي ليه متبقاش متعلم فحستني قليل وقررت أساعد نفسي بنفسي"، ويستكمل بابتسامة: "هتعلم وأبقى محار بدرجة امتياز".


مواضيع متعلقة