"زيزو".. 75 عاما بيصنع مفاتيح وسط البلد: "أكتر واحد جالي حرامية شقق"

05:17 م | الخميس 25 مايو 2017

منذ نعومة أظافره وحتى المشيب وهوه يقف أمام "فاترينة" في منطقة وسط البلد لا يفارقها، وعلى الرغم من أن الزبائن باتت تتردد بقلة فإن مرزوق عبدالحميد شبل، الشهير بـ"زيزو"، يضع كرسيا أمام "الفاترينة" ويجلس منتظرًا الفرج، فيوم يطرق بابه زبون وعشرة "يهش وينش"، بحسب وصفه.

عمل "شبل" منذ فترة السبعينيات في مجال تصنيع مفاتيح الأبواب، جعله يتعرض للكثير من المواقف، فيتذكرها الرجل السبعيني والابتسامة تملأ وجهه، ويقول إنه تعرض عدة مرات للنصب من خلال اصطحابه إلى أحد المنازل لاستخراج مفتاح بديل، إلا أنه يتفاجأ وهو أمام الشقة أن هذا الشخص "حرامي" وأصحاب الشقة بالخارج.

"أنا أكتر واحد جالي حرامية شقق، ومن كتر ما أضّحك عليا وبيطلعوا في الآخر حرامية بقيت أميز بين صاحب الشقة الحقيقي والحرامي، وبقيت خبرة زي ضباط المباحث بالضبط".. وبهذه الكلمات أوضح "زيزو" أنه تعرض للكثير من الاحتيال عليه من قبل لصوص الشقق لاستخراج مفاتيح بديلة، لكنه بات على دراية بهم بمجرد رؤيتهم.

خوف الرجل السبعيني، على أهالي منطقة عابدين التي ينتمي إليها، جعله يلجأ إلى قسم الشرطة التابع له، في حال شكه في تصرفات أحد المواطنين الذين يترددون إليه: "لما يجي واحد بمفتاح على صابونة أو صلصال أو عجينة بشك فيه فورا وبقعده واطلب له شاي، واتصل بقسم عابدين ييجوا يدوه الطريحة على طول".

لم ينس "شبل" أنه ورث المهنة و"الفاتيرنه" عن معمله الحاج "محمد فهمي"، الذي ترك له كل شيء بعد وفاته، فقرر الرجل السبعيني أن يرد له الجميل بتربية أولاده والإنفاق عليهم، إذ إن أبيهم هو من علم "شبل" أصول المهنة ورباه أيضا بعد وفاة والده: "أنا أخذت الفاتيرنة دي إيجار من الحاج محمد وقتها كانت بـ80 قرشا ودلوقتي بقيت بـ80 جنيها".

ويستكمل: "السوق زمان كان نضيف جدا، والمحلات بتفتح 24 ساعة وكان في شغل كتير، إنما دلوقتي فيه ناس بتفتح نص اليوم".