من كواليس "أنا وهو وهي".. مسرحية كُتبت على "قهوة" وصنعت "الزعيم"

كتب: دينا عبدالخالق

من كواليس "أنا وهو وهي".. مسرحية كُتبت على "قهوة" وصنعت "الزعيم"

من كواليس "أنا وهو وهي".. مسرحية كُتبت على "قهوة" وصنعت "الزعيم"

"تتجوزيني يا بسكوتة".. الخروج عن النص المفاجئ بطلب الزواج على خشبة المسرح وأمام الجمهور من الفنان الراحل فؤاد المهندس بهذه الكلمات للنجمة شويكار، فضلا عن الجملة الشهيرة للزعيم عادل إمام "دي بلد شهادات صحيح"، ربما من أكثر ما ارتبط في الأذهان بمسرحية "أنا وهو وهي" الشهيرة، إلا أنها حملت في طياتها علامات مميزة أخرى في قلوب صناعها.

"أنا وهو وهي".. واحدة من أكثر من الأعمال الفنية التي أحدثت نقلة نوعية بعالم المسرح، ورغم ذلك فهي لم تكتب في مكتب فخم وإنما دونها المؤلف والمنتج المسرحي سمير خفاجي، ومؤسس فرقتي "ساعة لقلبك" و"الفنانين المتحدين"، أثناء جلوسه على "قهوة بديع" صباحا، على حد قوله.

لم يكن المؤلف المسرحي انتهى من كتابة المسرحية بعد، حتى وجد الفنان عبدالمنعم مدبولي يهرول إلى المقهى ويطلب منه تقديمها على المسرح "وهي مكتوبة بالقلم الرصاص"، ليقدمها إلى الأستاذ سيد بدير ليكون أبطالها فؤاد المهندس وشويكار، حسبما كتبه خفاجي في كتابه "أوراق من عمري"، والذي يسرد من خلاله مذكراته، ومحطاته الفنية.

ورغم النجاح الضخم الذي حققه الفنان عادل إمام في دور "دسوقي" بالمسرحية إلا أنه لم يكن مقدورا له أن يؤدي ذلك الدور، حيث أجمع صناع العمل في بداية الأمر على الكوميديان محمد عوض، ولكن ارتفاع أجره لـ400 جنيه كان مبلغا ضخما في ذلك الوقت، بحسب خفاجي، قائلا: "فرشح لها قاسم وجدي، ريجيسير الممثلين المشهور في ذلك الوقت، شابا صغيرا في العشرين اسمه عادل إمام، جرت المقارنة بينه وبين شاب آخر جديد في ذلك الوقت اسمه سعيد صالح، ولكن وجدي انحاز لإمام بعد أن شاهده في مسرحية (ثورة قرية)، التي كان يظهر فيها ليقول جملة واحدة، وهي (العسلية بمليم الوقية)".

ويروي خفاجي، أن المسرحية التي تم عرضها لأول مرة في عام 1964، على مسرح الأوبرا، الذي اعتبره "قمة المسارح المصرية"، لمدة ثلاثة أيام، انتقلت بعدها إلى مسرح الهوسابير ونالت نجاحا غير مسبوق، مضيفا أن عادل إمام لمع في دوره بشدة، حتى وصفه "أنه ودسوقي بديا كشخصية واحدة لا ينفصلان".

وتابع قائلا إن المسرحية تحولت فيما بعد إلى فيلم سينمائي أخرجه فطين عبدالوهاب، لافتا إلى أن "عادل إمام أدى فيه دور دسوقي أيضا، وكان هذا أول عمل سينمائي يقوم به، كما كان الفيلم أول ظهور للضيف أحمد وقد تقاضى كل منهما 50 جنيها، وانهالت فيما بعد العروض على إمام من مكاتب الإنتاج تطلب منه أن يحضر ومعه بدلة وطربوش دسوقي لتصوير فيلم جديد، ولكنه رفض كل هذه العروض لفطنته بعدم حصر نفسه في ذلك الدور".

والمسرحية تدور أحداثها في إطار كوميدي، حول محامٍ يقع في غرام سيدة يقابلها أثناء رحلة بالفيوم في ليلة رأس السنة، وتضطر بسبب سوء الأحوال الجوية، وعدم وجود أماكن للمبيت في صالون الغرفة الملحقة بغرفته في الفندق، ولكن يحدث سوء تفاهم، حيث يعتقد أنها زوجة البلطجي التي يبحث عنها زوجها ويقسم على قتلها، ولكنه يقع في حبها فيما بعد، وكانت من إخراج عبدالمنعم مدبولي ونور الدمرداش.


مواضيع متعلقة