أهالى «كفر العلو» بعد إزالة منازلهم المخالفة: «سنعيد بناءها.. أو وفروا لنا وحدات سكنية»

أهالى «كفر العلو» بعد إزالة منازلهم المخالفة: «سنعيد بناءها.. أو وفروا لنا وحدات سكنية»
- أنيميا البحر المتوسط
- أهالى المنطقة
- إزالة منازل
- القيادات الأمنية
- المساحات الشاسعة
- تقنين أوضاع
- حملة أمنية مكثفة
- آليات
- أراضى
- أنيميا البحر المتوسط
- أهالى المنطقة
- إزالة منازل
- القيادات الأمنية
- المساحات الشاسعة
- تقنين أوضاع
- حملة أمنية مكثفة
- آليات
- أراضى
مئات البنايات المخالفة تراصت جنباً إلى جنب على مساحة بلغت فى مجملها بحسب تقديرات المسئولين نحو 320 فداناً، بكفر العلو بمنطقة حلوان، استحوذ عليها مجموعة من واضعى اليد والمخالفين يطلق عليهم «العرب»، قاموا قبل 7 سنوات بتمهيد هذه الرقعة غير المستوية، ثم قاموا ببيعها إلى المواطنين الذين شرعوا فى بناء منازلهم فوقها دون مراعاة الشروط القانونية ودون الحصول على تصريحات بالبناء من الحى التابع لها، الأمر الذى جعلهم عرضة لقرار الإزالة الذى اتخذه المسئولون أمس الأول لكافة المناطق المخالفة واستعادة تلك الأراضى للدولة مرة أخرى، لتبدأ حملة مكثفة فى حضور عدد من القيادات الأمنية وقوات الأمن ومسئولين من محافظة القاهرة لتنفيذ الإزالة بتلك المناطق.
{long_qoute_1}
قبل سنوات كان يتم استغلال تلك المساحات الشاسعة لإلقاء مخلفات مصانع الأسمنت المجاورة فيها، إلى أن استغلها عدد ممن لُقبوا بـ«العرب» وقاموا بتخطيطها بصورة غير دقيقة من جانبهم، ثم بيعها بأسعار زهيدة، ما دفع الكثير من الأهالى الباحثين عن سكن بها لشراء مساحات بسيطة واتخاذها سكناً لهم.
أسفل سقف مهدم وأعمدة خشبية تتدلى من أطرافه ملفوفة بأسلاك كهربية، يجلس رجب عبدالتواب 39 عاماً، عامل بشركة أسمنت، متحدثاً عن المكان الذى أزالته الدولة فى حملة أمنية مكثفة: «العرب جم ونضفوا المنطقة، من ست سنين كانت كلها مخلفات مصانع جم شالوا المخلفات وظبطوا الأرض وسووها وبعدين بقوا يعرضوها للبيع وكان المتر بـ200 جنيه، اشتريت حتة أرض 100 متر، وجبت تمن الأرض من جمعية دخلتها وكانت بـ40 ألف، اشتريت بـ20 وبنيت بـ20 ألف»، مشيراً إلى أنه قام بشراء قطعة الأرض دون أى عقود أو مستندات من «العرب»، موضحاً أن «العرب» هم مجموعة من العائلات قامت بعد استيلائها على الأرض بتقسيم المساحات فيما بينهم قبل عرضها للبيع. وعن الأسباب التى دفعته إلى شراء قطعة من الأرض بدون عقود وبصورة غير قانونية، قال: «كنت عايز مكان أتلم فيه أنا وأولادى وهما 100 متر، بس أنا ما استولتش على فدادين ولا بعمل مشاريع، والحياة بقت صعبة وأنا مش بقدر أدفع 500 جنيه كل شهر إيجار أنا شغال أرزقى يعنى بشتغل يوم و10 لا، ولقيت حتة أرض المتر فيها بـ200 جنيه، لقيتها فرصة أشترى وألم نفسى أنا وعيالى السبعة ومراتى وأمى نقعد فيها». وعن المرافق التى تصل إلى المنطقة المخالفة، أضاف «عبدالتواب» أنه تم مد خط كهرباء ومواسير مياه كبيرة بالشوارع من قبل «العرب» وحصلوا على رسوم من كل السكان نحو 400 جنيه عن المرافق الممتدة إلى الشوارع، فيما يقوم كل ساكن بسحب المياه على نفقته من خلال مواسير صغيرة من الشارع إلى المنزل.
أما محمد سليمان شعبان، 39 عاماً، يعمل سائق تاكسى، فقد فوجئ صباح أمس الأول بمركبات وآليات مدرعة شرطية تدخل المنطقة وتتبعها عدد من البلدوزرات، حيث اتجهوا فى بداية الإزالة إلى منزله الكبير الذى يضم أسرته وأسرة شقيقه المتوفى، لكنه تقبل الصدمة وعلم أن الحملة مدعومة بقرار مسئول، ولم يعترض الحملة أو يحاول منعهم بالحديث، معلقاً: «أنا شفتهم جايين ما عملتش حاجة سبتهم يهدوا البيت، ما أنا متعود على كدة، هم جُم قبل كده». وأوضح «سليمان» أن هذه ليست المرة الأولى التى يواجه فيها قرار الإزالة، إذ تعرضت مبانيهم للإزالة قبل 6 أشهر إلا أن الأهالى قاموا بإعادة البناء من جديد، وكان هو من بينهم، حيث أقام منزل أخيه المهدم بعدما تم تحطيمه.
ومن أطراف شارع غير مستقيم تسير إيمان إسماعيل فرجانى 30 عاماً، تصرخ فى حالة من الغضب والتذمر، بعدما انهدم منزلها فى غياب زوجها، ولم تتمكن من منع أفراد الحملة من الهدم، مستنكرة قيام المحافظة بهدم منازلهم من دون سابق إنذار أو محاولة تقنين أوضاعهم ومراعاة الحالة الإنسانية، متابعة: «أنا عندى 5 عيال منهم بنتين عندهم أنيميا البحر المتوسط، وبجرى عليهم فى المستشفيات لأن واحدة من بناتى بتحتاج تغيير دم وفصيلتها مش موجودة، وكمان حالتنا المادية تعبانة، جوزى أرزقى وأنا شغالة فى الملابس علشان أساعد».
ويقول كامل عيد سليمان 55 عاماً، أحد أهالى المنطقة إن أسرته مكونة من 13 فرداً وإنه مقيم بالمنطقة منذ 4 سنوات، ولم يعثر هو وأسرته على أى مكان يقيمون فيه غير هذه المنطقة، متابعاً: «أصلاً المكان من الناحية البيئية ما ينفعش نقعد فيه، دى أرض مخلفات مصانع، ورغم إننا رضينا برضو عايزين يمشّونا طيب هنقعد فين».