«ترامب» يسعى لامتصاص غضب الأمريكيين بعد الإطاحة بمدير «إف بى آى»

كتب: محمد حسن عامر، ووكالات

«ترامب» يسعى لامتصاص غضب الأمريكيين بعد الإطاحة بمدير «إف بى آى»

«ترامب» يسعى لامتصاص غضب الأمريكيين بعد الإطاحة بمدير «إف بى آى»

لا تزال تداعيات مزاعم التدخل الروسى فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية تطارد الرئيس الجمهورى دونالد ترامب، وتفاقمت بعد قرار إدارته الإطاحة بمدير مكتب التحقيقات الفيدرالية «إف بى آى»، فيما يحاول «ترامب» امتصاص الانتقادات الواسعة التى أعقبت قراره. فعلى وقع تجمع عشرات المحتجين أمام «البيت الأبيض» على قرار الإدارة الأمريكية بإقالة جيمس كومى، مساء الثلاثاء الماضى، وفى محاولة لتهدئة الرأى العام الأمريكى، أعلنت وزارة العدل أسباب إقالته، واتهمته بارتكاب عدد من الأخطاء أثناء قيادته التحقيق فى قضية مراسلات هيلارى كلينتون، أبرزها تجاوز الصلاحيات. وقال النائب الأول لوزير العدل الأمريكى، رود روزينشتاين، فى بيان نقلته وكالة أنباء «سبوتينيك» الروسية أمس: «لا أستطيع تبرير التلاعب بالاستنتاجات المتعلقة بقضية البريد الإلكترونى لوزيرة الخارجية السابقة هيلارى كلينتون، ولا أفهم رفض جيمس كومى قبول الرأى المشترك تقريباً القائل إنه أخطأ». وحدد «روزينشتاين» طبيعة الخطأ المرتكب من قبَل «كومى» بالقول: «إن المدير كان مخطئاً حين قام باستحواذ صلاحيات المدعى العام يوم 5 يوليو من عام 2016 بالإعلان عن استنتاجه بوجوب إغلاق قضية كلينتون، دون المضى فى ملاحقتها جنائياً»، مشيراً إلى أن مدير الـ«إف بى آى» غير مفوض للإدلاء بمثل هذه التصريحات.

{long_qoute_1}

إلا أن مصدراً بـ«الكونجرس» قال، أمس الأول، إن «كومى أبلغ مشرعين، قبل أيام من قرار ترامب، بأنه سعى لمزيد من الموارد للتحقيق الذى يجريه المكتب فى تواطؤ محتمل بين حملة ترامب وروسيا للتأثير على انتخابات الرئاسة الأمريكية فى 2016»، وفقاً لوكالة أنباء «رويترز». وأكد المصدر أن «كومى» طلب من وزارة العدل إتاحة موارد إضافية، وبالأخص مزيد من الموظفين من أجل تحقيق روسيا. وأضاف أن «كومى» أبلغ المشرعين بهذا الطلب بعد أن طلبت لجنة المخابرات بمجلس الشيوخ، التى تجرى تحقيقاً منفصلاً فى الأمر، من مكتب التحقيقات الاتحادى الإسراع بإتمام تحقيقه بشأن روسيا. بينما قال مسئولون أمريكيون فى «البيت الأبيض»، أمس الأول، إن غضب «ترامب» من «كومى» يتراكم منذ شهور، لكنهم أشاروا إلى أن نقطة التحول بالعلاقة بينهما كانت حين رفض مدير «إف بى آى» إطلاع كبار مساعدى الرئيس على شهادته قبل الإدلاء بها أمام «مجلس الشيوخ» فى 3 مايو، بشأن رسائل هيلارى كلينتون الإلكترونية. واعتبر «ترامب» ومساعدوه رفض «كومى» هذا «عملاً من أعمال العصيان». وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، سارة هاكابى ساندرز، إن «ترامب يدرس عزل كومى منذ يوم انتخابه» فى نوفمبر، وفق ما نقلت قناة «سكاى نيوز».

فى السياق ذاته، أصدر اثنان من أعضاء «الشيوخ» مذكرات استدعاء لمستندات من مستشار الأمن القومى الأمريكى السابق، مايكل فلين، ضمن تحقيق فى التدخل الروسى المزعوم فى انتخابات الرئاسة الأمريكية. وقال السيناتور الجمهورى، رئيس لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ، ريتشارد بور، والسيناتور الديمقراطى مارك وارنر، نائب رئيس اللجنة، إن طلبات الاستدعاء تتعلق بوثائق ذات صلة بالتحقيق. فيما اعتبر «البيت الأبيض»، أمس الأول، أن تسمية نائب عام خاص للتحقيق فى علاقات محتملة حدثت سابقاً بين مقربين من الرئيس الأمريكى دونالد ترامب وموسكو «ليست ضرورية». وذكر «البيت الأبيض» أنه «لا يوجد أى دليل حول وجود علاقة بين حملة ترامب وروسيا».

من جهته، قال مدير مركز دراسات المناطق الدولية، الدكتور محمد كمال، فى اتصال لـ«الوطن»، إن «ما يدور فى الولايات المتحدة بخصوص مزاعم تدخل روسيا فى الانتخابات الرئاسية يعود إلى انقسام بين فريقين داخل الإدارة الأمريكية تجاه العلاقة مع موسكو، لكنه لن يرقى إلى حد الإطاحة بترامب أو تتحول إلى ووترجيت جديدة». وأضاف «كمال»: «هناك فريق متشدد فى الإدارة الأمريكية يرفض التعاون مع روسيا ولا يزال يعتبرها العدو الأول وعلى رأسه جهاز الاستخبارات (سى آى إيه).


مواضيع متعلقة