"ربا" الفلسطينية.. تصنع الدمى وتحضر الدكتوراه في غزة

"ربا" الفلسطينية.. تصنع الدمى وتحضر الدكتوراه في غزة
- أزمة الكهرباء
- أزمة كهرباء
- ألعاب الأطفال
- إعادة الحياة
- الانتخابات التشريعية
- التيار الكهربائي
- الجغرافيا السياسية
- الشخصيات الكرتونية
- الشرائح الاجتماعية
- أزمة الكهرباء
- أزمة كهرباء
- ألعاب الأطفال
- إعادة الحياة
- الانتخابات التشريعية
- التيار الكهربائي
- الجغرافيا السياسية
- الشخصيات الكرتونية
- الشرائح الاجتماعية
بالرغم من انشغالها بوظيفتها الحكومية وتحضيرها لرسالة الدكتوراه فضلًا عن كونها زوجة وأم، إلا أن هذا لم يثن رُبا أبوحطب عن امتهان صناعة الدمى، بهدف تحصيل رزق إضافي يعينها على الأوضاع المعيشية الصعبة في قطاع غزة.
وعلى المكتب ذاته الذي تُصارع فيه الفلسطينية الثلاثينية أبوحطب، الوقت لاستكمال دراساتها العُليا، تُعيد ترتيب كرات الصوف وتلميع الصنانير المعدنية التي تستخدمها في حياكة "دُمى الأطفال".
وبكثيرٍ من التركيز، تحاول أبوحطب حياكة قبعة من الصوف الرماديّ، كي تضعها على رأس دُمية، اعتنت باختيار ألوانها، لتهديها لاحقًا، إلى ابنها عبدالمجيد صاحب الست سنوات.
وتستغل الشابة أوقات فراغها، بعد انتهائها من دوامها الحكومي في وزارة الزراعة والتحضير لبرنامج "الدكتوراه بتخصص الجغرافيا السياسية"، في حياكة دُمى للأطفال، بصنارةٍ "كروشيه".
وإلى جانب الأطفال، تُحيك أبوحطب دُمى للشابات في غزة، بناءً على طلبهنّ، وبالألوان اللاتي يحبذنها.
ورغم أن صناعة دُمى الأطفال هي هواية أبوحطب، إلا أنها توفر لها دخلاً إضافيًا، يساعدها على تحمّل مشاق الحياة المعيشية في غزة، في ظل تفاقم الأزمات الإنسانية في القطاع.
ولمعت فكرة صناعة الدُمى باستخدام صنارة الكروشيه والصوف، لدى السيدة، من اعتماد محال الألعاب في قطاع غزة، على الدُمى المستوردة غالبًا من الصين، إلى جانب دول أخرى مورّدة، وخلوّ معظم المحال من الدُمى المصنّعة محليًا.
ويعتمد قطاع غزة، على استيراد ألعاب الأطفال من الصين نظرا لانخفاض تكلفتها، إضافة إلى ندرة تصنيع الألعاب في القطاع، جرّاء الحصار الإسرائيلي المفروض عليه للعام الحادي عشر على التوالي، ومنع إدخال المواد الخام اللازمة لصناعتها.
وتعتقد أبوحطب أن توفير دُمى للأطفال في غزة، بجودة عالية، وبأدوات بسيطة، فيه تحدٍ لحالة الحصار المفروض، وإعادة الحياة لـ"الأمل في عيونهم".
وذكرت وكالة "الأناضول" أن أولى محاولاتها في صناعة الدمى، باستخدام صنانير الكروشيه، كانت قبل نحو سنتين، وجاءت النتائج التي حصلتُ عليها من قِبَل الأطفال الذين امتلكوا تلك الدمى رائعة، ما دفعها إلى الاستمرار، مشيرة إلى أن شغفها بعالم الأطفال وتنسيق الألوان التي يُفضلها الطفل دفعها للمواصلة، وتطوير الشخصيات الكرتونية التي تُجسّدها بوساطة "الدُمى"، فيما لفتت إلى أنها عملت في السابق، في مجال رسم الكاريكاتير، وقصص الأطفال المصورة.
و"تحتاج عملية حياكة الدُمى باستخدام الصوف والصنانير عينا فنية، قادرة على تخيّل شخصيات كرتونية جديدة للأطفال، ودمج الألوان مع بعضها بطريقة جذابة"، وفق أبوحطب، التي عبرت عن سعادتها حينما تنتهي من صناعة دُمية معينة، ويتسارع أطفال المنطقة التي تقطنها، لاقتنائها.
ومن الشخصيات الكرتونية التي صنعتها على شكل دمى "عبقور، "عروس البحر"، "شخصية الأرنوب" و"المهرجين".
وتختار أبوحطب ألوان كرات الصوف التي تستخدمها في صناعة "الدمى"، حسب الفئة العمرية التي تستهدفها، موضحةً أن صناعة دمية لطفل يحتاج إلى ألوان فاتحة، ومفرحة، وجذابة، وتشير إلى بساطة عملية صناعة الدُمى باستخدام الصنانير، لافتة إلى أن عدم حاجتها لماكينات الخياطة التي تعمل على الكهرباء، سهّل عليها عملية الحياكة، نظرا لأزمة الكهرباء التي يمرّ بها قطاع غزة، وتضيف بهذا الخصوص أن هذا العمل لا يحتاج إلى إمكانيات عالية ولا آلات تعمل بالكهرباء في ظل الحصار وانقطاع التيار الكهربائي، في وقت يعاني فيه قطاع غزة الذي يقطنه نحو مليوني نسمة، منذ 10 سنوات من أزمة كهرباء حادة.
ويستغرق الانتهاء من صناعة دُمية واحدة بشكلها الكامل من ثلاثة إلى أربعة أيام، حسب أبوحطب، فيما تقول إن سعرها ليس مرتفعا، وفي متناول جميع الشرائح الاجتماعية، وتصدّر الفلسطينية بعض الدُمى التي حاكتها مؤخرا، إلى دول خارج قطاع غزة، كـ"الأدرن" و"الولايات المتحدة الأمريكية"، بناء على طلبات بعض الزبائن.
وعبر صفحتها الشخصية على موقع "فيس بوك" باسم (Fekraa toy)، تصل طلبات خاصة من زبائن محليين وبالخارج إلى أبوحطب، لتصنيع دمىً بمواصفات، وأشكال وألوان معينة.
وتطمح أبوحطب إلى افتتاح ورشة عمل لصناعة الدمى بغزة، توفر من خلالها فرص عمل للنساء.
وتُحاصر إسرائيل قطاع غزة، منذ فوز حركة "حماس"، بالانتخابات التشريعية عام 2006، وشددت من حصارها عقب سيطرة الحركة على القطاع بالكامل.