«الداخلية» تدفع فاتورة الحفاظ على مصر خلال خمسة أعوام: 20 ألف شهيد ومصاب

«الداخلية» تدفع فاتورة الحفاظ على مصر خلال خمسة أعوام: 20 ألف شهيد ومصاب
- أرض الوطن
- أرواح الشهداء
- أفراد الشرطة
- إطلاق الرصاص
- الأسلحة والذخيرة
- الخوف من الموت
- السيارة المفخخة
- الشيخ زويد
- العناصر الإرهابية
- القضاء على الإرهاب
- أرض الوطن
- أرواح الشهداء
- أفراد الشرطة
- إطلاق الرصاص
- الأسلحة والذخيرة
- الخوف من الموت
- السيارة المفخخة
- الشيخ زويد
- العناصر الإرهابية
- القضاء على الإرهاب
إنها «فاتورة الحفاظ على الوطن» تلك التى يدفعها ضباط الجيش وأفراد الشرطة نيابة عن أبناء وطنهم، لا يخافون الموت لأنهم يعلمون أنه جهاد فى سبيل الله، ويعلمون قول رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام «مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ دِينِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ دَمِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ أَهْلِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ»، حيث ارتفع عدد الشهداء والمصابين من أبناء وزارة الداخلية إلى ما يقرب من 1000 شهيد و19 ألف مصاب خلال 5 أعوام.
«أبطال الداخلية» لم يجدوا أغلى من أرواحهم يقدمونه لوطنهم، مثلما فعل أسلافهم الشهداء فى حرب أكتوبر 1973 المجيدة، غير أن من يحارب الآن يستحق أعلى الأوسمة، فهو يواجه فخاخ الإرهاب ومافيا المخدرات معاً، بجانب مهمتهم الأصلية وهى حماية أرواح المواطنين وممتلكاتهم من عصابات البلطجة وتأمين الممتلكات والمنشآت، وهدفهم إما النصر أو الشهادة، كما أن لهم مواقف لا تنسى، فالتاريخ سيكتب تضحياتهم بكل فخر واعتزاز.
{long_qoute_1}
ومنذ ثورة 25 يناير 2011 وحتى الآن، هناك 20 ألف شهيد ومصاب من رجال وزارة الداخلية، كتبوا أسمائهم بأحرف من ذهب فى تاريخ مصر الحديث، منهم من فقد عينه أو قدمه، ولكنهم لم يهابوا الموت، فكل من يلتحق بالشرطة أو الجيش يعلم أن من الممكن أن تنتهى حياته فى لحظه، لذلك فهو لا يعرف معنى الخوف من الموت.
وعلى مدار الأيام الماضية، استهدفت العناصر الإرهابية ضباط الشرطة فى سيناء، وفى الغربية بمدينة طنطا بمركز التدريب، وأمام الكنيسة المرقسية بالإسكندرية، وهو ما يرفع عدد الشهداء يوما بعد يوم، حتى يتم القضاء على الإرهاب نهائيا.
ولم يكن الإرهاب فقط هو الذى يحصد أرواح الشهداء، لكن العصابات المسلحة التى تمارس نشاطها الإجرامى فى تجارة المخدرات والسلاح والسطو على ممتلكات المواطنين، دخلت على خط المواجهة، وأصبحت شريكاً للإرهاب فى مواجهة ضباط الشرطة، فمنهم من استشهد على يد عصابات المخدرات والسلاح.
ومن المواقف والتضحيات نتذكر المجند الشهيد محمد أيمن البطل، وهو من أبناء محافظة دمياط، وكان يبلغ من العمر 22 عاما، عندما احتضن الإرهابيين فى مدينة العريش، وأنقذ 8 من زملائه، 2 ضباط، و4 جنود واثنين من السائقين، وكانت مهمة «أيمن» هو وزملائه تمشيط منطقة «زارع الخير» فى قرية المساعيد بمدينة العريش، وفى حينها ترجل أيمن من السيارة «الهامر» فى مقدمة القوة، حمل سلاحه وتوجه لتفتيش «عشة»، وشعر الإرهابى به، وفوجئ الضباط بـ«أيمن» يحتضن الإرهابى فانفجرت القنبلة، ولم يتبق من «أيمن» إلا أشلاء، غير أنه أنقذ زملاءه مؤثرا إياهم على نفسه.
كما نتذكر المجند حسام جمال، الذى كان معينا خدمة لحراسة كمين سدرة أبوحجاج بسيناء، عندما شاهد سيارة تقترب محاوِلة اقتحام الكمين، فأطلق عليها الرصاص، بعد أن رفض قائدها الامتثال لأمر التوقف. وكانت السيارة مفخخة بنصف طن متفجرات، اقترب منها المجند البطل وواصل إطلاق الرصاص من مسافة قريبة حتى انفجرت، وكانت النتيجة استشهاد البطل، لكنه أنقذ 26 من زملائه فى الكمين. ولم يتم التعرف على أشلاء «حسام» لقربه الشديد من السيارة المفخخة التى فجرها قبل دخول الكمين فتناثرت أشلاؤه فى أماكن متفرقة.
وقال قادة الشهيد حسام جمال إن عمله البطولى أنقذ زملاءه الذين كانوا سيلقون حتفهم إذا دخلت السيارة الكمين، حيث دفع صوت تفجير السيارة زملاءه للانتباه، ومواجهة العناصر الإرهابية وقتل عدد كبير منهم.
ومن القصص البطولية أيضاً قصة الرائد كريم بدر الذى فقد ذراعه خلال التصدى للهجوم الإرهابى على كمين «أبو رفاعى» بالشيخ زويد، فقد أصيب كريم بشظية كبيرة تسببت فى بتر إحدى ذراعيه، ومع ذلك لم يستسلم وحارب بيد واحدة، حتى نجح مع زملائه الضباط وجنوده فى السيطرة على الكمين وتدمير سيارتين للإرهابيين وقتل اثنين منهم ومنعهم من الاستيلاء على الأسلحة والذخيرة الخاصة بهم، وتم تكريم الرائد كريم بدر من قبل وزير الدفاع تقدير له على شجاعته.
أما المقدم أحمد عبدالحميد الدرديرى فقرر أن تكون حياته ثمناً لإنقاذ جنوده، وهو ما رواه زملاؤه بأنفسهم، حيث أعطى «الدرديرى» الأوامر إلى الجنود بإخلاء الكمين وركوب المدرعات للاحتماء بداخلها والانسحاب بها حتى لا تسقط إحداها أو جنوده فى أيدى الإرهابيين، وطلب منهم الذهاب لمكان آمن. واندفع بمفرده ومعه سلاحه ناحية الإرهابيين ليلهيهم وتشتيتهم بسلاحه، حتى يطمئن أن جنوده قد تخطوا الخطر ولا يهلك الجميع.
غير أن «الدرديرى» وجد فردا من الجنود يصرخ ويقول «لا يا فندم مش هسيبك لوحدك»، وبالفعل ظل البطلان فى عملية تشتيت المهاجمين عن الجنود حتى اطمأنوا أن باقى القوة من الجنود فى أمان، وظلا يقاتلان حتى نفدت الذخيرة التى كانت معهما، ونالا الشهادة دفاعاً عن باقى الجنود وعن أرض الوطن.