بروفايل| «حمدتو».. قاهر الإعاقة

كتب: نانسى على

بروفايل| «حمدتو».. قاهر الإعاقة

بروفايل| «حمدتو».. قاهر الإعاقة

«قاهر الإعاقة».. هكذا وصفته الصحف العالمية، الذى صدّرت صورته على أغلفتها خلال مشاركته بدورة الألعاب البارالمبية الأخيرة، ليصبح قصة مصرية جديدة فى سلسلة التحدى وإثبات الوجود رغم إعاقة جسدية حرمته من ذراعيه إثر حادث قطار.

لم يكن يعلم إبراهيم الحسينى حمدتو، أن المأساة التى تعرض لها وهو لم يتجاوز العاشرة من عمره، وتحديداً عام 1983، بعدما أصيب فى حادث قطار فقد ذراعيه فيه، ستكون هى الحافز الأساسى له ليكون معجزة رياضية يتحاكى بها العالم.

مر «حمدتو» بحالة نفسية لمدة ثلاث سنوات بعد الحادث، إلى أن قرر الخروج منها بممارسة الرياضة، فكان دخول عالم كرة القدم هو الخيار الأول له، قبل أن يتجه لممارسة تنس الطاولة، التى حاول فى البداية ممارستها بوضع المضرب تحت «إبطه»، قبل أن يستقر على الخيار الأصعب، وهو ممارسة اللعبة بـ«فمه».

بعد ثلاث سنوات من المحاولة، يرفع الكرة بقدمه ويرسلها عن طريق المضرب بفمه، نجح ابن مدينة «كفر سعد» أخيراً فى مزاولة الرياضة، لم يستسلم وقرر أن يصبح بطلاً فى اللعبة، ويكون اللاعب الوحيد فى العالم الذى يمارس رياضة تنس الطاولة بـ«فمه»، ليصبح البطل الأكثر إبهاراً فى الكرة الأرضية.

«لا شىء مستحيل».. تحت هذا العنوان أصبح الفيديو الذى يحمل اسم البطل المصرى على «يوتيوب»، والذى تخطى حاجز الـ3 ملايين مشاهدة، من أهم القصص التى يتحدث عنها العالم الرياضى، خاصة بعد أن تمكن من حصد العديد من الألقاب، ورفع العلم المصرى فى المحافل الدولية بحصده ذهبية البطولة الأفريقية موسم 1991، فضلاً عن المركز الرابع ببطولة العالم لمتحدى الإعاقة عام 2006، ثم التتويج بفضية نفس البطولة عام 2011، وأخيراً مشاركته بدورة الألعاب البارالمبية الأخيرة بـ«ريو دى جانيرو».

«كان التحدى الأكبر فى حياتى».. هكذا وصف «حمدتو» بداية دخوله مجال الرياضة، وتحديداً تنس الطاولة، وقال: «كنت أقوم بتحكيم إحدى المباريات لأصدقائى، وقال لى أحدهم: لماذا تتكلم فى شىء لا تقدر على ممارسته؟»، وتابع البطل العالمى: «كانت الكلمة دى بمثابة التحدى الأكبر ليا فقررت ممارسة اللعبة بفمى».

الطريق لم يكن مفروشاً بالورود، ليس فقط بسبب صعوبة ممارسة اللعبة بـ«فمه»، بل أزمات التدريب والأدوات كانت من أبرز المعوقات التى قابلته، ويقول البطل صاحب الـ43 عاماً: «واجهت صعوبات عديدة أبرزها عدم توافر أدوات التدريب والأماكن من أجل ممارسة اللعبة»، مضيفاً: «الشركة الراعية كانت المنقذ لى بعد أن وفرت لى طاولة خاصة للتدريب عليها، وهو ما ساعدنى على تطوير مستواى».

البطل المصرى أصبح أيقونة للرياضيين، أصحاء وذوى إعاقة، بعدم الاستسلام لأى كلمات سلبية ومواقف محبطة قد يواجهها أى منهم فى مسيرته.


مواضيع متعلقة