أحد أبطال «أكتوبر»: شاهدت لحظة انكسار جنود إسرائيل أثناء مغادرتهم مطار «المليز»

كتب: مروة عبدالله

أحد أبطال «أكتوبر»: شاهدت لحظة انكسار جنود إسرائيل أثناء مغادرتهم مطار «المليز»

أحد أبطال «أكتوبر»: شاهدت لحظة انكسار جنود إسرائيل أثناء مغادرتهم مطار «المليز»

أكد اللواء أركان حرب، منير حامد، أحد أبطال حرب أكتوبر، وعضو المجلس المصرى للشئون الخارجية، أن انتصار الجيش المصرى فى حرب أكتوبر بمثابة الخطوة الأولى ومفتاح النصر واسترداد الأرض، مؤكداً أن عودة سيناء التى نحتفل بعيدها الـ35 تمت عبر 3 مراحل أهمها الانتصار فى الحرب، ثم سلسلة من المفاوضات السياسية، أعقبها الإجراءات القانونية، موضحاً أن الإرادة المصرية والعزيمة هى التى أعادت لنا الأرض.

{long_qoute_1}

وأضاف «حامد»، فى حوار لـ«الوطن»، أنه كان شاهداً على خروج القوات الجوية الإسرائيلية من مطار «المليز» وهم «منكسرون»، موضحاً أن تعمير وتنمية سيناء مسئولية الشباب، منوهاً بأن سيناء زاخرة بالعديد من المجالات التى يمكن أن توفر العديد من فرص العمل الجادة والواعدة لهم، سواء صناعية أو تعدينية أو سياحية وأيضاً زراعية وتجارية. وإلى نص الحوار..

■ حرب أكتوبر قادتنا إلى تحرير سيناء.. فكيف ترى تلك المرحلة المهمة فى تاريخ مصر؟

- لا يمكن إنكار أن انتصار الجيش المصرى العظيم فى حرب أكتوبر 1973 أجبر إسرائيل على الجلوس إلى طاولة المفاوضات، ويمكن أن نقسم ما مرت به المعركة إلى 3 مراحل، الأولى: حرب أكتوبر وما سبقها، والنتيجة التى أدت إليها من قيام معركة عسكرية أساسية، والثانية: معركة سياسية بالاشتراك مع الجانب العسكرى وهو الإعداد لمفاوضات لإجلاء القوات الإسرائيلية من سيناء، وذلك نتيجة توقيع اتفاقية كامب ديفيد 1979، ثم خروج القوات الإسرائيلية فى 25 أبريل عام 1982، والثالثة: مفاوضات طابا من خلال معركة قانونية لا تقل شراسة عن المعركة العسكرية، وذلك فى إطار التحكيم الدولى، ما أدى إلى خروج إسرائيل من طابا وعودتها إلى السيادة المصرية عام 1989، إذاً المبدأ هو أن الجيش المصرى استطاع أن يردع العدو من خلال القوة العسكرى والمفاوضات السياسية والإجراءات القانونية، وهذه هى الإرادة المصرية السياسية التى تم بها إدارة حرب أكتوبر 1973 وبالتالى ما تم من نتائج هو الذى يتم استثماره.

■ وماذا عن شعورك كمقاتل فى حرب أكتوبر لحظة رفع العلم المصرى على سيناء يوم 25 أبريل؟

- لحظة لا تُنسى ولا تُوصف فى قلوب ومشاعر كل مقاتلى حرب أكتوبر، بل كل الشعب المصرى الذى كان خير العون والسند، وعندما شاركت فى الحرب بسلاح المدفعية قمت بوضع علم مصر على الجبهة أثناء حرب أكتوبر وقبّلته، وكانت لحظة ارتفاعه على سيناء بعد استرداها فى 25 أبريل، والعلم يرفرف عليها، لحظة تهتز لها أركان الوجدان والمشاعر وتُعتبر أغلى لحظة فى حياتى، وبعد خروج آخر جندى إسرائيلى فى 1982، كما أننى كنت شاهداً على خروج القوات الجوية الإسرائيلية من مطار «المليز» وهم «منكسرون»، وقمنا تطهيرها من كل «متعلقات العدو»، ورفعنا العلم على سيناء واستعدناها كلها باستثناء «طابا»، وكانت هناك غصة فى نفوسنا بسبب وجود العدو فى طابا، رغم أننا كعسكريين ندرس الطبوغرافيا جيداً كنا نعرف أن نتائج المعركة لصالحنا.

■ وأين كان موقعك أثناء استعادة سيناء؟

- كنت من ضمن أوائل القوات العسكرية المصرية التى تسلمت سيناء، ومررنا على جميع الوحدات، وكانت وحدتى من أول القوات التى دخلت «وادى فيران» و«سانت كاترين» و«منطقة السرة»، وشمالاً «وادى العريش»، وكنا نعرف ولدينا اليقين أننا بالإرادة السياسية نستطيع تحقيق أى شىء، وعملنا استطلاعاً ودراسة للأرض شمالاً وجنوباً، وكانت فرحة غامرة أن أحصل على ملكى والجزء الذى حاربت فيه، والمناطق التى حققت فيها نصراً، ربما لم أصل إليه بالقتال ولكننى انتصرت بالقتال والحرب لأحصل عليه سياسياً.

■ وكيف ترى مشروعات التنمية التى تتم فى سيناء بعد سنوات من الإهمال؟

- سيناء رغم فرحتنا بها تعرضت للإهمال، ولولا الإهمال الطويل ما كنا تعرضنا إلى الإرهاب الحالى، ولكن سيناء بدأت تشهد حركة إعادة للحياة وولادة جديدة لأنها بدأت تُعمر بشكر علمى ومنهجى مدروس، وطالبت به القوات المسلحة منذ فترات طويلة، وربما أول من دعا إلى عمل منهجى كان المشير أبوغزالة الذى دعا لإنشاء قرى دفاعية بسيناء لإحباط أى محاولة للعدو، وما نراه الآن هو إعادة الحياة إلى هذه المنطقة من خلال المشروعات التنموية والإسكان لاستقطاب جزء كبير من الكتلة السكانية إلى سيناء.

■ حدثنا عن أهمية قيام المشروعات التنموية فى الوقت الحالى.. وما يمكن أن تمنحه لأهالى سيناء؟

- تعمير سيناء فى الوقت الحالى تحديداً سيكون له العديد من النتائج الإيجابية، وأولها السيطرة الكاملة على الطرق والتى تمنع تماماً أى نظرة عدائية، فالسكان ومن تربطهم مصالح بهذه الأرض سيقومون بحمايتها والدفاع عنها، كما سيؤدى ذلك إلى خلق مجتمع سكانى كبير قادر على التنمية، خاصة أن سيناء زاخرة بالعديد من المجالات التى يمكن أن توفر العديد من فرص العمل الجادة والواعدة للشباب سواء صناعية أو تعدينية أو سياحية وأيضاً زراعية وتجارية، وبالتالى فهى مدينة تتوافر بها مقومات التنمية الشاملة، وما يتم الآن من بنية أساسية ومشروعات تنموية متقدمة هو فكر متطور من القيادة السياسية يجب التمسك به والإصرار عليه وتنفيذه.


مواضيع متعلقة