بنى سويف: «الكليم» يحارب «شبح الاندثار»

بنى سويف: «الكليم» يحارب «شبح الاندثار»
- أصحاب الورش
- ارتفاع تكاليف
- الأزمات المالية
- البيات الشتوى
- التجار الكبار
- الرئيس جمال عبدالناصر
- السجاد اليدوى
- الصناعات اليدوية
- العملة الصعبة
- بنى سويف
- أصحاب الورش
- ارتفاع تكاليف
- الأزمات المالية
- البيات الشتوى
- التجار الكبار
- الرئيس جمال عبدالناصر
- السجاد اليدوى
- الصناعات اليدوية
- العملة الصعبة
- بنى سويف
لطالما اشتهرت محافظة بنى سويف بصناعة «الكليم» والسجاد اليدوى، منذ ستينات القرن الماضى، وبالتحديد فى فترة الرئيس جمال عبدالناصر، الذى أنشأ مصنعاً للسجاد اليدوى بقرية «الشناوية»، التابعة لمركز ناصر، شمال المحافظة، بهدف تدريب المتسربين من التعليم والأميين من الجنسين على تلك الحرفة المتوارثة عبر الأجيال، وإنتاج نوعيات فاخرة من السجاد وصلت للعالمية، قبل أن يتم إغلاق المصنع بنهاية التسعينات، بسبب الأزمات المالية، ثم بيع المصنع ليتحول إلى منازل ومنطقة سكنية.
وانتشرت حرفة صناعة السجاد فى مناطق مختلفة من المحافظة لسنوات طويلة، حتى بلغت أوجها فى منتصف التسعينات، واشتهرت العديد من القرى بها، ومنها قرى «أشمنت، وبنى زايد، ومطيرد، وإهناسيا الخضراء»، إلا أنها باتت الآن مهددة بـ«الاندثار»، بعد أن هجرها أصحابها، نتيجة ارتفاع تكاليف الإنتاج، ومشاكل التسويق، وانتشار البدائل الرخيصة من «الموكيت» والسجاد الصناعى، مما أدى إلى تدهورها وإصابتها بحالة من الركود، بعد أن كان يقبل عليها كثير من المواطنين، للعمل بها، أو لشراء المنتجات.
{long_qoute_1}
وتضم قرية «بنى زايد»، التابعة لمركز ناصر، أشهر منطقة لصناعة السجاد فى بنى سويف، حيث تنتشر تلك الحرفة فى العديد من منازل القرية على شكل ورش صغيرة يعمل فيها مئات الأطفال والشباب، خاصةً الفتيات، يصطفون أمام عشرات بل مئات الخيوط، لنسجها بشكل هندسى، على جهاز أو ماكينة يدوية تسمى «النول»، لتخرج فى النهاية سجادة يدوية رائعة الشكل، تباع بآلاف الجنيهات.
إلا أن «مشاكل الحرفة تهدد العاملين بها وأصحابها»، حسبما أكد محمد عبده محمود، أحد أصحاب الورش، قائلاً: «حرفة صناعة السجاد توارثناها عن أجدادنا، إلا أنها اختلفت الآن عن فترات سابقة بشكل كبير، فتحولت من صناعة وحرفة مُدرة للأموال لأصحابها إلى صناعة خاسرة الآن، بسبب المشاكل التى نواجهها، وعدم اهتمام الدولة بها»، مؤكداً ضعف العائد المادى، ووجود مشاكل فى التسويق، رغم أن غالبية التجار الكبار هم من يحصلون على العائد الأكبر والأرباح، حيث يشترون قطع السجاد المصنعة يدوياً بـ«أبخس الأسعار»، دون تقدير لأصحابها، مما أدى إلى هروب العمالة إلى صناعات أخرى، ربما تأتى بعائد لا بأس به.
وقال بكرى عبده عبدالونيس، صاحب ورشة لصناعة السجاد اليدوى: «بعد أن كانت صناعة السجاد اليدوى تدر أرباحاً بالعملة الصعبة على مصر، الآن لا يوجد دعم من أى جهة، وأصبحت معظم العمالة تتجه إلى مهنة البناء والخرسانة، لأن اليومية التى يحصل عليها عامل نسج السجاد لا تتعدى نصف ما يحصل عليه فى أى مهنة أخرى، لذا نضطر للاعتماد على الأطفال فى هذه المهن، وسرعان ما يتركنا الصغير فى فصل الشتاء للدراسة، وتدخل مهنة صناعة السجاد البيات الشتوى». ة كانت تعج فى الماضى بورش و«أنوال» صناعة السجاد، ولكنها «اغتيلت كلها»، بحسب وصفه، و«لم يتبق منها سوى القليل، بسبب قلة العمالة، خاصة أن السجادة الواحدة تحتاج لأكثر من شهرين للانتهاء منها».
وأضاف: «بسبب طول المدة لا نستطيع دفع مبالغ مالية تكفى العمال، فيضطرون لتركنا ومغادرتنا لعدم رضاهم بالعائد المادى».
من جانبه، أكد محافظ بنى سويف، المهندس شريف محمد حبيب، أن المحافظة بصدد وضع رؤية وخطة عامة، وأجندة عمل تنفيذية محددة، للنهوض بصناعة السجاد، وتكوين كيان يعمل بشكل متكامل، ويضم الجهات ذات الصلة والخبرات اللازمة للنهوض بهذه الصناعة، حيث إن المحافظة لديها خطة طموحة لاستغلال كافة مقومات التنمية، مشيراً إلى أهمية النهوض بالصناعات اليدوية والحرفية للدفع بالاقتصاد إلى الأمام، وتوفير فرص عمل لأبناء المحافظة.