بروفايل| سمير فريد.. الزاوية الأخرى للنقد

بروفايل| سمير فريد.. الزاوية الأخرى للنقد
لا توجد صورة كاملة، دائمًا المشهد ينقصه ما يُكمله، "الزاوية الأخرى" موجودة في مشاهد الأفلام المصرية بالفعل، لكن لا يراها المشاهد، إلا إذا ارتدى تلك النظارة، وأمسك يده بيد "عميد النقاد العرب"، ليرى بوضوح ضعف الإضاءة في تلك الزاوية، وعدم مناسبة ذلك الدور للبطل، أو ركاكة السيناريو في ذلك المشهد، أو تلك النهاية التي لم تُحبك بدقة للعمل السينمائي، وفي النهاية يرى الجمهور - من خلال تلك النظارة فقط - البُعد الآخر للمشهد.
لم يكن النقد السينمائي وحده هو ما منح سمير فريد، جائزة الدولة للتفوق في الفنون، فهو مؤرخ سنيمائي أيضًا، وقبل كل ذلك هو ثوري وطني محب لبلاده، وعندما سئل في حوار صحفي مع شبكة "بي بي سي" عما إذا كانت كتابته النقدية تأثرت بالسياسة، قال فريد إنه من جيل شهد حرب 67 وفشل الاشتراكية وفشل الانفتاح، ما جعله ينغمس في السياسة، لكنه أكد أن معيار الناقد الناجح هو أن يكون له منهج محدد يحكم عمله.
كان سمير الذي رحل عن عالمنا اليوم، عن عمر ناهز 73 عامًا، تاركًا وراءه 50 كتابًا في النقد والتاريخ السينمائي، وعشرات المقالات التي تحلل ما يحدث في الساحة السينمائية، يستطيع أن يرقب ما خلف الكاميرا من وراء نظارته، يضع يده ببساطة على ما ينقص المشهد لكي يكون كاملًا، يرى العمل الفني من زاوية مختلفة دائمًا.
بخلاف كونه ناقدًا فنيًا فإن بدايته كانت من باب "صاحبة الجلالة"، فقد عمل صحفيًا في جريدة الجمهورية، في فترة بعد عام 1965، قبل أن يكشف الغطاء عن مكانه الحقيقي كعميد النقاد السنيمائيين العرب.
استغل الناقد السينمائي المولود عام 1943، فرصة مشاركته في ندوة "ربيع السينما العربية" ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي، ليؤكد للجميع أنه لا يزال يؤمن بالربيع العربي رغم كل المآسي، التي أعقبته لكونه فكرة قوية مرفقة بإرادة حقيقية وتغيير على أرض الواقع.
تخرج سمير فريد في قسم النقد بالمعهد العالي للفنون المسرحية عام 1965، وحصد العديد من الألقاب، أبرزها ميدالية مهرجان "كان" الذهبية بمناسبة الدورة الأخيرة في القرن الـ20 عام 2000، كما فاز بالجائزة التقديرية للنقد السينمائي في الهند، كأول عربي يحصد هذه الجائزة، واشترك في إصدار ثلاث مجلات سينمائية منذ 1969، كما صدر له 50 كتابا مؤلفا ومترجما.