"الوطن" تجري قراءة في بيان "القمة العربية".. والخلاصة: "لا جديد"

كتب: محمود عباس

"الوطن" تجري قراءة في بيان "القمة العربية".. والخلاصة: "لا جديد"

"الوطن" تجري قراءة في بيان "القمة العربية".. والخلاصة: "لا جديد"

تحل الأيام الأخيرة من شهر مارس كل عام، ويستبشر الملايين من أبناء الأمة العربية بحلول حقيقية لأزمات عديدة تعيشها المنطقة منذ عقود طويلة، غير أن تلك الأماني تنتهي بصدور بيان ختامي يلخص أعمال تلك القمة العربية ويصدر توصيات عديدة بشأن تلك الأزمات التي لا تجد حلا حقيقيا حتى انعقاد القمة العربية الجديدة في العام الذي يليه.

البيان الختامي للقمة العربية، في دورتها العادية الثامنة والعشرين، أكد دعم القادة العرب للحل السياسي في سوريا، وللحكومة الشرعية في اليمن، ولتحقيق مصالحة وطنية في ليبيا، إضافة إلى دعمهم للجهود الرامية إلى هزيمة "الإرهاب" في كل مكان، وهو ذاته الذي أقره البيان الختامي للقمة العربية، التي استضافتها موريتانيا في العام الماضي، والتي دعمت الحل السياسي للأزمة السورية وجددت احترامها لشرعية الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، ودعت الليبيين لاستكمال بناء دولتهم والتصدي للإرهاب.

ما حمله البيان الختامي لـ"قمة عمّان" بشأن القضية الفلسطينية كان تكرارا لما ذكرته بيانات القمم العربية السابقة، حيث أكدت "إعادة مفاوضات سلام فلسطينية إسرائيلية جادة وفاعلة تنهي الانسداد في الأفق السياسي وتسير وفق جدول زمني محدد"، مع اقتراح تطبيع من الدول العربية مع إسرائيل حيال انسحابها من كافة الأراضي العربية المحتلة منذ الخامس من يونيو عام 1967، وهو نفسه ما جاء في بيان القمة العربية الصادر عن مؤتمر "بيروت" عام 2002.

تعليقات متابعي الصفحة الرسمية للقمة العربية بالأردن، عبر موقع "فيس بوك"، اتسمت ما بين تمنيات بتنفيذ توصيات البيان الختامي للقمة وفقد للآمال في تحقيق تلك التوصيات، فتلك هي تدوينة أحد المتابعين تقول: "نفسي أنام وأستيقظ.. ألاقي الوطن العربي بلا حدود.. فقط"، لتقابله تدوينة أخرى تؤكد أن التوصيات التي صدرت عن مؤتمر القمة، "حبر على ورق".

بدوره، قال السفير علي جاروش، مدير الشئون العربية السابق بجامعة الدول العربية، أن البيان الختامي للقمة العربية، الذي صدر عن القادة العرب من الأردن أمس، لم يأت بأي جديد مثله مثل كل البيانات الختامية للقمم العربية السابقة، مرجعا ذلك لأن العرب، لا يملكون قرارهم، ويتحركون وفقا لاعتبارات متعلقة بجهات خارجية.

وأضاف جاروش، لـ"الوطن"، أن الفخر الوحيد للقادة العرب، في الوقت الحالي، يتمثل في عدد الملوك والرؤساء الذين يحضرون القمة، وأن هناك العديد من الزعماء لا يزالون يحتفظون بضرورة التواجد العربي في هذه المناسبة، ولكنهم يخرجون بكلمات مكررة عن الأوضاع في سوريا وليبيا والعراق واليمن، ولا يأتون بحل حقيقي للقضية الفلسطينية.

وشدد مدير الشؤون العربية السابق بالجامعة العربية على أن ذلك الحال لن يتغير إلا بوجود قيادة حقيقية لقاطرة العرب في المنطقة، متأملا أن تصمد مصر أمام المحاولات الخارجية لكسرها والنيل منها، لتعود للقيام بذلك الدور مرة أخرى وإحداث الفعالية العربية وامتلاك القرار الحقيقي لحل مشكلاتهم.

من جانبه، أكد الدكتور أيمن سلامة، أستاذ القانون الدولي العام وعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، أن الأمة العربية تمر، حاليا، بلحظة من الانقسام العربي الحاصل بشكل مؤسسي لم تشهده الأمة في تاريخها، موضحا أنه من المحال أن تأتي القمة العربية، التي تعكس السياق والواقع العربيين، بحلول فاعلة ناجزة، أو حتى تأتي بتسوية أو توافق عربي، في خلال ليلتين، لأزمات عربية عربية ونزاعات مسلحة مدوّلة في ليبيا واليمن وسوريا والعراق، وحتى في الصومال.

وأضاف سلامة، لـ"الوطن"، أنه من الصعب أيضا توافق الإرادات السياسية للحكومات العربية، ذات المصالح المتغايرة، في زمن قصير، بحيث يستطيعون اختراق العقبات العديدة في النزاع المسلح الواحد، مؤكدا أن القادة والزعماء العرب لا يمسكون بـ"عصا موسى"، حتى يلبوا طموحات وآمال الشعوب العربية.

وشدد عضو "المصري للشؤون الخارجية" على إن المقررات التي صدرت عن القمة العربية العادية السابقة، التي انعقدت في موريتانيا، لم تُنفذ في معظمها حتى الآن، مختتما: "الأمم المتحدة ذاتها لم تستطع، من خلال أجهزتها وهيئاتها ومبعوثيها الخصوصيين، أن تنهي النزاعات العربية المسلحة المدولة في الدول السابق ذكرها، فضلا عن القضية المركزية للأمة العربية وهي قضية فلسطين، ومن ثم فيجب أن لا تتخطى وتتجاوز الطموحات والآمال الوقائع والحقائق".


مواضيع متعلقة