"الأمم المتحدة ميكس".. تطالب بتوقيف البشير وأمينها العام يحضر معه القمة العربية

"الأمم المتحدة ميكس".. تطالب بتوقيف البشير وأمينها العام يحضر معه القمة العربية
في منتصف يونيو عام 2005، أصدر المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية السابق، لويس مورينو أوكامبو قرارًا بفتح التحقيق مع الرئيس السوداني عمر البشير، بتهمة ارتكاب جرائم خلال الحرب الأهلية في دارفور، وهي الحرب التي دارت بين الجيش السوداني من جهة وحركة تحرير السودان وحركة العدل والمساواة من جهة أخرى، وأدّت إلى سقوط نحو ثلاثمئة ألف قتيل ونزوح ما يزيد عن مليوني شخص.
منذ ذلك التاريخ، ومذكرات الاعتقال ومطالب التوقيف تطارد البشير الذي أصبح يتجنب القيام بجولات خارجية، خاصة للدول الأعضاء بالمحكمة، وفي العام 2013، وبينما كان البشير في زيارة لنيجيريا، طالبت المحكمة من نيجيريا الموقعة على معاهدة روما، والتي تنص على تسليم المطلوبين للمحكمة، رفضت نيجيريا اعتقال البشير.
وخلال مشاركة البشير في القمة العربية الـ28 المنعقدة حاليًا في منطقة البحر الميت بالأردن، طالبت الأمم المتحدة من الأردن تسليم عمر البشير للمحكمة الجنائية الدولية، مؤكدة أن موقف الأمم المتحدة ثابت ولم يتغير إزاء الرئيس السوداني.
وبينما صدر بيان الأمم المتحدة الذي طالب بضرورة تسليم البشير، كان أنطونيو جوتيرس الأمين العام للأمم المتحدة، يشارك في فاعليات القمة العربية، في القاعة نفسها المتواجد فيها البشير، والتي تطالب الأمم المتحدة بتسليه.
وشارك أنطونيو جوتيرس، مع 5 آخرين غير عرب في فاعليات القمة العربية المنعقدة بالأردن، وألقى كلمة خلال الجلسة الافتتاحية تحدث فيها عن أن الأمم المتحدة تولي أهمية كبيرة للعلاقة مع الجامعة العربية، ونلتقي في خضم نزاعات وحروب، وهذه الأوضاع في العالم العربي فتحت الباب لتدخلات خارجية وأعمال إرهاب.
{long_qoute_1}
مطالبات الأمم المتحدة بتسليم عمر البشير ليست ملزمة، إلا إذا كانت من ضغط من الدول الخمس دائمي العضوية في مجلس الأمن، بحسب ما يرى الدكتور سعيد اللاوندي، أستاذ العلاقات الدولية، والذي يؤكد أن مطالبة الأمم المتحدة للأردن بتسليم البشير هو أمر إجرائي وليس تنفيذي.
ويضيف اللاوندي لـ"الوطن" أن الأمم المتحدة أصدرت أكثر من مرة بيانات تطالب بتوقيف البشير أو اعتقاله، لكنها بيانات غير ملزمة، مجرد تحصيل حاصل وتأكيد على موقف سابق تجاه البشير، موضحًا أن أكبر دليل على ذلك هو تواجد الأمين العام للأمم المتحدة، في قاعة واحدة مع البشير خلال فاعليات القمة العربية المنعقدة بالأردن.