«السيسى»: لن نسمح لأى قوة بالتدخل فى «شئوننا العربية»

«السيسى»: لن نسمح لأى قوة بالتدخل فى «شئوننا العربية»
- إعادة إعمار
- استئناف المفاوضات
- الأراضى الليبية
- الأزهر الشريف
- الأطراف الدولية
- الأفكار المتطرفة
- الأمم المتحدة
- الإرهاب والتطرف
- البحر الأحمر
- «السيسى»
- إعادة إعمار
- استئناف المفاوضات
- الأراضى الليبية
- الأزهر الشريف
- الأطراف الدولية
- الأفكار المتطرفة
- الأمم المتحدة
- الإرهاب والتطرف
- البحر الأحمر
- «السيسى»
قال الرئيس عبدالفتاح السيسى: «إنه من دواعى الأسف أن نرى بعض القوى تستغل الظروف غير المسبوقة التى تمر بها منطقتنا العربية لتعزيز نفوذها وبسط سيطرتها، فقامت تحت مسميات وتبريرات مختلفة بالتدخل فى شئون الدول العربية سواء من خلال التدخلات السياسية أو العسكرية والأمنية، ولا يعنيها فى سبيل تحقيق ذلك أن تتفكك مؤسسات هذه الدول، أو أن تتهدد وحدة أراضيها وسلامة شعوبها».
{long_qoute_1}
وأضاف «السيسى»، فى كلمته بالقمة العربية الـ28 بالبحر الميت بالأردن، أمس: «أقول لكم بكل الصراحة والصدق، إننا يجب علينا جميعاً، اتخاذ موقف واضح وحاسم إزاء هذه التدخلات، موجهين رسالة قاطعة بأننا لن نسمح لأى قوة كانت بالتدخل فى شئوننا، وأن كل المحاولات التى تسعى للهيمنة المذهبية أو العقائدية، أو فرض مناطق نفوذ داخل أراضى الدول العربية، ستواجه بموقف عربى موحد وصارم وعازم على حماية مؤسسات الدولة الوطنية، وقادر على صيانة مقدرات الشعوب العربية، والوفاء بحقوقها فى العيش الكريم والتنمية». وأكد الرئيس دعم مصر ومساندتها الكاملة خلال فترة رئاسة الملك عبدالله الثانى، ملك الأردن، للقمة العربية، ثقةً فى أن خبرته وحكمته ستساهمان إيجابياً فى تدعيم أواصر العلاقات بين مختلف الدول العربية.
وقال: «تنعقد قمتنا فى ظل تحديات جسيمة تواجه المنطقة بأسرها، تحديات تستهدف وحدة وتماسك الدول العربية وسلامة أراضيها، وتهدد مقدرات شعوبها ومصالحها العليا، وتنعقد هذه القمة وتتطلع معها أنظار شعوبنا لموقف قوى يستعيد وحدة الصف العربى، للوقوف بحسم فى مواجهة الأخطار التى طرأت على منطقتنا خلال السنوات الماضية، فأضعفت الجسد العربى حتى بات يعانى من تمزقات عدة، وأصبح لزاماً علينا أن نتصدى للتحديات التى نواجهها برؤية واضحة، وإصرار كامل على تعزيز أمننا القومى، والحفاظ على مستقبل الأجيال المقبلة من أبنائنا وبناتنا». وأضاف الرئيس: «على مدار السنوات الماضية، تركزت التحديات الجديدة التى عصفت بوطننا العربى فى انتشار الإرهاب وتزايد خطورته، وفى إضعاف كيان الدولة الوطنية، بل فى تحدى فكرتها الأساسية كوطن جامع لأبنائه، وبوتقة تصهر الثقافات والطوائف والمذاهب المتعددة فى ولاء واحد لوطن واحد، فرأينا ضياع الاستقرار عندما ضعفت المؤسسات الوطنية، وشهدنا انتشار الترويع للآمنين عندما حلت الصراعات الطائفية والمذهبية محل التعايش المشترك، وتزايدت التدخلات الخارجية فى شئون الدول ومصائر شعوبها، وسرعان ما استغل الإرهاب الآثم الفرصة ليملأ الفراغ الذى نتج عن عدم قدرة مؤسسات الدول على القيام بدورها الأساسى فى حفظ الأمن وتطبيق القانون». وتابع: «لقد تزايد الإرهاب وهدد حياة الملايين من البشر، فى وطننا العربى وفى العالم أجمع، وأصبح يمثل ظاهرة عالمية لا يمكن التهاون معها أو القبول فى شأنها بأى تبريرات، وأصبحت العلاقة بين الإرهاب وبين تهديد كيان الدولة الوطنية علاقة تفاعلية».
وأشار إلى أن مواجهة الإرهاب ليست بالأمر الهين، فهو كالمرض الخبيث يتغلغل فى نسيج الدول والمجتمعات ويتخفى بجبن وخسة، لذلك فإن مواجهته يجب أن تكون شاملة، تبدأ من الحسم العسكرى، وتستمر لتشمل العمل على تحسين الظروف التنموية والاقتصادية والمعيشية فى بلادنا وبشكل عاجل وفعال، والتصدى للفكر المتطرف على المستوى الدينى والأيديولوجى والثقافى، من خلال تطوير التعليم، وتعزيز دور مؤسساتنا الدينية العريقة، وعلى رأسها الأزهر الشريف، لدحض الأفكار المتطرفة التى تبثها المنظمات الإرهابية، بحيث يتم من خلال منظومة فكرية وثقافية متكاملة نشر وإعلاء قيم الدين السمحة، وتعزيز مبادئ المواطنة، والتسامح والتعايش المشترك، حتى تصبح أفعالاً وممارسات مجتمعية راسخة، لا تترك مجالاً من جديد لقوى الظلام تلك أن تنمو وتنتشر.
وأكد «السيسى» أن الحل السياسى للأزمة السورية هو السبيل الوحيد القادر على تحقيق الطموحات المشروعة للشعب السورى واستعادة وحدة سوريا وسلامتها الإقليمية والحفاظ على مؤسساتها الوطنية والقضاء على خطر الإرهاب والمنظمات المتطرفة، وتوفير الظروف المواتية لإعادة إعمارها وبنائها من جديد، مشيراً إلى أن مصر ستظل متمسكة بالحل السياسى التفاوضى، وبدعم المسار الذى تقوده الأمم المتحدة فى جنيف.
وشدد على أن مصر لن تدخر جهداً فى سبيل دعم جهود التوصل إلى حل ليبى توافقى، وستستمر فى التعاون مع دول جوار ليبيا ومختلف القوى الدولية والإقليمية، والأمم المتحدة والجامعة العربية، من أجل الدفع قدماً بمسار التسوية السياسية دون تدخل خارجى، حتى يتمكن الشعب الشقيق من استعادة أمنه واستقراره، ويقضى على الإرهاب والتطرف، ويحفظ وحدة الأراضى الليبية وسلامتها الإقليمية ويصون مقدراتها. وقال: «إن مساعى قوى الظلام والإرهاب لتفكيك الدولة الوطنية بجميع أرجاء الوطن العربى لا تزال مستمرة، بل امتد تهديدها عبر السنوات الماضية إلى اليمن الشقيق، الذى ما زال يعانى من دعوات الاستقطاب المذهبى والطائفى، وتجدد مصر التزامها بدعمه ومؤسساته الشرعية، كما أنها حريصة على تقديم العون الإنسانى وتأمين وضمان حرية الملاحة فى مضيق باب المندب والبحر الأحمر، وتؤكد أيضاً أهمية التعجيل باستئناف المفاوضات للتوصل إلى حل سياسى على أساس قرارات مجلس الأمن والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطنى. ومن جهة أخرى فإن العراق الشقيق يواجه بشجاعة الإرهاب وقوى الظلام، وأود أن أعرب فى هذه المناسبة عن دعمنا الكامل للعراق الشقيق فى حربه ضد التطرف، والتى قطع الشعب العراقى الباسل فيها أشواطاً كبيرة نحو استعادة سلطة الدولة الوطنية، وبات قاب قوسين أو أدنى من الإعلان عن تحرير كل المناطق التى استولى عليها الإرهابيون». وأضاف «السيسى»: «ترى مصر أن المعركة التى يخوضها العراق الشقيق ضد داعش هى معركتنا جميعاً، نحارب فيها من أجل هويتنا ومستقبل أبنائنا، وحقهم فى العيش فى وطن آمن ومستقر، يحتضن التنوع ويرفض التطرف، ويعلى قيم التسامح وقبول الآخر، وعلى قدر أهمية نجاح العراق الشقيق فى معركته ضد الإرهاب فى الموصل، فإن الجهود الدءوبة التى يشهدها حالياً لتحقيق المصالحة الوطنية والمجتمعية بين مختلف مكونات الشعب، تعد أيضاً ضرورية من أجل استعادة الدولة الوطنية، وستدعم مصر كل جهد لتحقيق هذين الهدفين». وشدد على أن «القضية الفلسطينية تظل قضيتنا الأولى والمركزية فى قلب وعقل كل عربى»، مشيراً إلى أن مصر تسعى جاهدة من خلال تواصلها مع كل الأطراف الدولية والإقليمية، لاستئناف المفاوضات الجادة الساعية إلى التوصل إلى حل عادل ومنصف، يضمن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى، وفق الأسس والمرجعيات الدولية المتفق عليها. وجددت مصر التزامها الكامل بمواصلة السعى نحو التوصل إلى حل لتلك القضية، يستند إلى موقف الدول العربية الساعى لإرساء السلام فى تلك البقعة الغالية، انطلاقاً من مبادرة السلام العربية، وبما يعزز من الاستقرار فى كل أنحاء المنطقة والعالم، ويساهم فى بدء عملية تنمية حقيقية، تلبى طموحات الشعوب العربية وتطلعاتها لعيش حياة كريمة مزدهرة.
وقال: «تؤمن مصر بأن العمل العربى المشترك، هو أساس الحل لمختلف القضايا والأزمات التى تمر بها المنطقة العربية، ومن هذا المنطلق، سعت خلال العام الماضى، باعتبارها الممثل العربى فى مجلس الأمن، إلى تنسيق المواقف بين الدول العربية، وتسليط الضوء على مختلف القضايا التى تهم المنطقة، ووضعها فى صدارة أولويات المجتمع الدولى».
من ناحية أخرى، التقى الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس اليمن هادى منصور على هامش فعاليات القمة العربية المنعقدة بالعاصمة الأردنية عمان لبحث آخر التطورات على الساحتين الإقليمية والعربية.