عاطف بشاى يكتب: الرجال عائدات

07:31 م | الأربعاء 15 مارس 2017

(أدى الانتصار الكاسح الذى حققته المرأة فى انتزاع حقوقها والاستيلاء على حقوق الرجل وتقلص وجوده حتى صار كائناً منقرضاً مثل الهنود الحمر والغول والعنقاء والخل الوفى.. مما دعا أعضاء جمعية «المقهورين فى الأرض» من الرجال ضحايا عنف الزوجات.. ومنكوبى «الخلع» إلى الاجتماع لإحياء الجمعية من جديد.. والكفاح لانتزاع حقوقهم المهدرة واكتساب الأرض التى فقدوها).

{long_qoute_1}

مشهد: 1- ليل خارجى

- فى مقهى «المقهورين فى الأرض» «إحسان» رئيس الجمعية المنحلة يخطب فى جموع المستضعفين لمناقشة مطالبهم وإصدار ورقة عمل يسيرون على نهجها.

إحسان: (يصيح فى حماس وانفعال):

أعزائى منكوبى الخلع من المدنيين الأبرياء المطلقين العزل من السلاح والمضطهدين جميعاً داخل وخارج معسكرات الفاشيات ومعتقلات النازيات.. مرحباً بكم جميعاً يا ضحايا المفترى الجبار الآخر.. أما بعد.. اسمعوا وعوا.. اللى فات مات.. وكل ما هو آت آت.

بطرس: (ينهض.. يهتف بحماس وانفعال مقاطعاً):

إن أعلى أصوات السماء هى أصوات المظلومين.. وأعلى أصوات الأرض هى أصوات الظالمين.

إحسان:

حقوقنا مهدرة.. وعيشتنا دندرة.. وظروفنا سيئة وحالتنا متدنية.. وحقوقنا مغتصبة.. وحياتنا مهددة.. لا أمن ولا استقرار ولا عزة ولا كرامة ولا سعادة.. لقد اخترقوا كل القوانين والأعراف الدولية.. وانتهكوا كل الحقوق المرعية.. فهل نوافق أن تظل أوراق تصفية النزاع فى أيديهن؟!

الجميع: لا.. وألف لا..

إحسان: هل نوافق أن تظل قواتهن تشن الحملات ضدنا حتى تبيدنا؟!

الجميع: لا.. وألف لا..

إحسان: هل نقبل فكرة الانقراض.

ولاء: (فى سخط وانفعال.. وهو ذو ميول تكفيرية)

يا سادة.. كلهن شر.. وشر ما فيهن الحاجة لهن.

إحسان: كلامك ده معناه إننا نبعد عنهم وخلاص.. هذا موقف سلبى أنا لا أقبله.

بطرس: لا بد أن نعادى سياستهن شأننا فى ذلك شأن كل محبى وأنصار السلام فى العالم.

إحسان: إذن.. لن نجلس إلى مائدة المفاوضات لأن مطالبنا مشروعة وعادلة وأنا أطالبكم أن تتحدوا وسوف أكون قائدكم والمتحدث باسمكم.

نور: (فى حماس) تصفيق حاد وهتاف متواصل

(الجميع يصفقون فى حرارة)

بطرس: المساواة.. المساواة.. العدل.. العدل.. إننا لا نريد إلا العدل والمساواة.

إحسان: أولاً: باسمكم جميعاً.. وبالنيابة عنكم.. أعلن عليكم قيام دولتنا فوق أرضنا المغتصبة من خلال إنشاء منظمة «المقهورين فى الأرض».

ثانياً: لقد قررت فتح حدودنا للترحاب بقبول كل من يطلب حق اللجوء من المقهورين والمضطهدين.. والآن تفضلوا بعرض مطالبكم لنصوغها فى ورقة عمل.

ناجى: لازم نسعى لتعديل قانون الأحوال الشخصية، خاصة قانون الخلع.

رجاء: إنشاء مصحة للأمراض النفسية والعصبية لعلاج مرضى منكوبى الخلع.

عفت: ودار لرعاية أولاد الخلع.

فادى: وإعادة النظر فى قانون حق الرؤية للرجل غير الحاضن.

إسكندر: أطالب بإنشاء وزارة للرجال أسوة بوزارة المرأة فى «فرنسا».

ولاء: لا بد من سن تشريع جديد ينصف الرجل.. وأن يكون هناك حق لضرب المرأة.. لأن ضرب المرأة يزيدها ليناً.

بطرس: ومجلة أسبوعية نسميها (هو) لمناهضة اللوبى النسائى.

ولاء: مجلة لا تكفى.. لقد قررت أن أنشئ داراً للنشر تصدر صحفاً وكتب دورية.

(ثم يصيح مواجهاً الجميع)

رددوا ورائى هذا النداء: اللهم انصرنا على من ظلمنا وأرنا فيهن ثأرنا.. وأقر بذلك عيوننا.

(يرددون خلفه النداء).

إحسان: (فى حماس)

على بركة الله.. ساعة الصفر قد بدأت.. وسوف نعمل جاهدين على تحقيق مطالبنا المشروعة.. ونفتح باب القيد للجمعية فى أقرب وقت.. وأقترح أن نطلق اسماً جديداً هو «الرجال عائدون»

(بطرس ينهض.. يهتف بانفعال بالغ وبجماع مشاعره)

بطرس: لا.. بل الرجال عائدات.. على غرار جمعيتهن «النساء مقبلون».. تصفيق حار وهتاف متواصل.

- يصفقون جميعاً..

مشهد: 2 نهار / داخلى - مبنى الجمعية:

(داخل صالة كبيرة بمبنى الجمعية مجموعة كبيرة من أعضاء الجمعية المنحلة وأعضاء جدد.. والكاميرا تركز على (إسكندر) يجلس حول منضدة فى مواجهة عضو جديد.. يحرر له استمارة عضوية).

إسكندر: اسمك وسنك..

منال: «منال عونى».. 35 سنة

إسكندر: وضعك الاجتماعى.. زوج.. مطلق.. مخلوع

منال: زوج..

إسكندر: صفتك.. زوج مستضعف.. والا زوج مقهور.. والا زوج ذليل.

منال: ذليل.

(ثم ينهار باكياً.. إسكندر يسرع.. يناوله منديلاً وهو يردد محذراً):

إسكندر: اتفضل.. بس دى آخر مرة تعيط هنا.. فيه قهوة بنعيط فيها.. حاأبقى أقولك على مكانها (ثم مستدركاً متسائلاً).. درجتك الزوجية.. يعنى تعمل.. وإلا (زوج ست بيت).

منال: أنا اللى باقوم بكل المهام.

إسكندر: (ساخراً) شاطر.. (ثم يكتب) زوج يعمل.. وفى الوقت نفسه ست بيت وشغالة.

(بينما بطرس يهتف فى مواجهة كاميرا تصور لقاء تليفزيونياً معه)

بطرس: سوف تعمل حكومتى على تشكيل لجنة لحماية ورعاية المستضعفين من الأزواج.. وحمايتهم من بطش وتنكيل الزوجات والعمل على إنشاء مقاهى (البكاء) والعويل لهم.. وتطويرها إلى كافيهات حديثة ودعمها من خلال الجمعية.. فتصبح الخدمة مجانية.. والبكاء للجميع.

(للموضوع بقية)