«الوطن» تقتحم مغارات التنقيب عن الآثار وسرقتها فى جبال سوهاج

«الوطن» تقتحم مغارات التنقيب عن الآثار وسرقتها فى جبال سوهاج
- أسلحة النارية
- أعمال الحفر
- أعمال حفر
- أمن سوهاج
- أهالى القرية
- أهالى المنطقة
- إجراء عملية
- الآثار الفرعونية
- الآثار المصرية
- الأسلحة الآلية
- أسلحة النارية
- أعمال الحفر
- أعمال حفر
- أمن سوهاج
- أهالى القرية
- أهالى المنطقة
- إجراء عملية
- الآثار الفرعونية
- الآثار المصرية
- الأسلحة الآلية
صمت يخيم على المكان إلا من صوت حفيف الهواء المتدفق من بين جنبات الصخور فى تلك المنطقة الجبلية الكائنة بمحافظة سوهاج، لا تلمح العين إلا حاملى السلاح مع غروب الشمس، يتجولون فى المكان لحمايته من الدخلاء، رغم أنه أصبح فى مأمن، بعد تجاهل الجهات التنفيذية تلك البؤرة الخطرة، التى مثلت أحد أهم معاقل التنقيب عن الآثار والاتجار بها، فلم يكن حدث العثور على 8 مومياوات فرعونية مثاراً لاستغراب أهالى المنطقة الذين أكدوا أن الجبل شهد تنقيباً عن الآثار بشكل مستمر لفترة تجاوزت 20 عاماً دون أن يتم القبض على أحد منهم.
فى مغامرة صحفية جديدة، اقتحمت «الوطن» مغارات لصوص الآثار فى المنطقة الجبلية بقرى «الحرادنة، الحمدية الحاجر، الجلاوية، القرنة»، التى يسيطر عليها لصوص التنقيب عن الآثار لسنوات عدة دون أن يتمكن أحد من الاقتراب منهم لأنهم يعملون تحت غطاء مجموعات كبيرة من الأفراد الخطرين الذين ينتشرون فى المنطقة حاملين الأسلحة الآلية، ومن يقترب منهم يكون عرضة لنيران أسلحتهم، وفق روايات أهالى المنطقة.
المتجه إلى المنطقة الجبلية شرق مدينة ساقلتة، أول ما يلاحظه عند دخوله المنطقة هو وجود مغارات عدة منحوتة فى الجبال بشكل منتظم، مما يدل على أنها من صنع الفراعنة وليس من صنع المطاريد وأهالى المنطقة، تلك المغارات لم يدخلها أحد من مسئولى الآثار على مر العصور، فتحولت إلى مأوى للخارجين على القانون أحياناً، ومقراً دائماً للصوص الآثار الذى يجلبون معداتهم من مواتير كهرباء ومعدات للحفر فى الصخور، ويصعدون بها إلى الجبال، وهو ما أكده أهالى المنطقة بقولهم: «هناك أشخاص كُثر حققوا ثروات طائلة وشيدوا قصوراً من التنقيب عن الآثار ومنهم من يحفر فى الصخر منذ عدة سنوات دون أن يجد أى شىء».
«الضبع محمد»، أحد أبناء قرية الحمدية، ودليل «الوطن» إلى المنطقة التى شهدت الكشف عن 8 مومياوات فرعونية، قاد الرحلة للمنطقة الجبلية الواقعة شرق قريته، وبعد الصعود إلى منتصف الجبل تقريباً كانت هناك مجموعة من العظام المتناثرة، والأقمشة القديمة التى يبدو أنها كانت تستخدم فى عملية التحنيط، وتظهر آثار أعمال الحفر المنتشرة فى كل مكان، واضحة وجلية للعين المجردة.. «أعمال الحفر والتنقيب عن الآثار من قبل اللصوص مستمرة بشكل يومى، حيث يحضر أشخاص أغراب للمنطقة يستقلون سيارات جيب ويصعدون بها للجبال حاملين الأسلحة النارية».. هكذا وصف الدليل ما يحدث فى المنطقة، مضيفاً أن أهل القرية بسطاء ولا يسألونهم عن وجهتهم خوفاً منهم، مشيراً إلى أنهم تعودوا على سماع أصوات السيارات الصاعدة والهابطة من الجبال، وفى الليل يسمعون أصوات مولدات الكهرباء بوضوح لأن المنطقة جبلية وأى صوت فيها يكون مسموعاً، وأوضح أن هناك عدداً من أهالى القرية يتعاونون مع تلك العصابات فى أعمال التنقيب، ومنهم من ظهرت عليه آثار الثراء السريع ومنهم من أضاع عمره فى البحث عن الوهم.
وأضاف «الضبع» أن المنطقة بها مغارات جبلية لا يستطيع أحد إحصاء عددها، ويتردد من الأجداد أن الفراعنة كانوا يسكنون فيها، لافتاً إلى أن الصبية دائماً ما يصعدون للجبل فى النهار لمشاهدة تلك المغارات التى بناها الفراعنة، مطالباً بضرورة وضع حد لما يحدث من انتهاكات للمنطقة وتشكيل لجنة أثرية لفحصها، لبيان مدى أثريتها من عدمه.
عبدالباسط عمر، أحد أهالى القرية، قال إن هناك 5 قرى فى مدينة ساقلتة معروف عنها وجود آثار بها، وهى قرى «الحرادنة، الحمدية الحاجر، الجلاوية، القرنة»، وهو ما كان سبباً فى كثرة عمليات البحث والتنقيب عن الآثار، مؤكداً أن هناك أشخاصاً عثروا على تماثيل فرعونية وباعوها خارج البلاد، واستنكر تصريحات المسئولين عن الآثار بأن المنطقة غير أثرية، مؤكداً أن أهالى ساقلتة جميعاً يعرفون أن المنطقة الجبلية مليئة بالآثار الفرعونية، متهماً المسئولين بإهمال المنطقة وتجاهلهم للمغارات الجبلية التى تنتشر بشكل كبير، مضيفاً «عصابات التنقيب عن الآثار استخرجت أطناناً لا حصر لها من الرمال أثناء عمليات الحفر دون أن يتدخل أحد من مسئولى الآثار لحماية تراث أجدادنا».
من جانبه، أكد جمال عبدالناصر، مدير منطقة آثار سوهاج، تلقيه بلاغاً بالعثور على 8 مومياوات فرعونية بمنطقة قرية الحمدية بمركز ساقلتة، فانتقل على الفور للمنطقة بصحبة مباحث الآثار وضباط مباحث مركز ساقلتة، وتبين أن المومياوات المعثور عليها مهشمة تماماً وترجع للعصر المتأخر، وهى خاصة بعامة المواطنين وهم من الفقراء فى عهد الفراعنة فى ذلك الوقت، وليست مومياوات ملكية، مؤكداً أنه سيتم تشكيل لجنة لإجراء عملية مسح للمنطقة للوقوف على الحقبة الزمنية ومعرفة مدى أثرية المكان، خاصة أن المنطقة غير خاضعة لقانون حماية الآثار، وأضاف أنه تم نقل المومياوات، والجماجم المعثور عليها إلى مخزن قرية الديابات بمدينة أخميم، تمهيداً لنقلها إلى متحف آثار سوهاج، عندما يتم افتتاحه، وأضاف أن النيابة العامة أخطرت بالواقعة وتجرى تحقيقات بشأنها.
كان اللواء مصطفى مقبل، مدير أمن سوهاج، تلقى إخطاراً أيضاً من مركز شرطة ساقلتة من بعض أهالى نجع الحمدية التابع للمركز بالعثور على بعض الهياكل العظمية بمنطقة الكثبان الرملية أسفل سطح الجبل بذات الناحية، فانتقل مأمور المركز وضباط وحدة المباحث وضباط قسم شرطة السياحة والآثار بسوهاج، وبالفحص تبين العثور على مجموعة من المومياوات الأثرية وبعض الجماجم متهالكة وقابلة للتحلل، وكذا بعض الدفانات لعامة الشعب فـى العصور الفرعونية «لا تحمل نقوشاً أو كتابات فرعونية»، وتبين عدم وجود نبش أو أعمال حفر بالمنطقة، كما أن المنطقة لا تخضع للمناطق الأثرية، وحضرت لجنة من هيئة الآثار المصرية بسوهاج وأجرت المعاينة اللازمة وأوصت بإيداع تلك المومياوات بالمخزن المتحفى الكائن بناحية الديابات دائرة مركز أخميم، لحين انتداب لجنة من خبراء المجلس الأعلى للآثار، تحرر عن ذلك المحضر رقم 576 إدارى المركز لسنة 2017 وأخطرت النيابة العامة.