رئيس جمعية «العبابدة والبشارية»: لو وجد «الدهّابة» خيراً فى مراعيهم بعد انقطاع الأمطار لما سعوا خلف أحلام التنقيب

رئيس جمعية «العبابدة والبشارية»: لو وجد «الدهّابة» خيراً فى مراعيهم بعد انقطاع الأمطار لما سعوا خلف أحلام التنقيب
- الأمطار والسيول
- البحر الأحمر
- الرئيس السيسى
- الصحراء الشرقية
- القيادة السياسية
- المناجم والمحاجر
- المناطق الجبلية
- المهندس إبراهيم محلب
- أبناء
- أبو
- الأمطار والسيول
- البحر الأحمر
- الرئيس السيسى
- الصحراء الشرقية
- القيادة السياسية
- المناجم والمحاجر
- المناطق الجبلية
- المهندس إبراهيم محلب
- أبناء
- أبو
بملامح سمراء وبشاشة الوجه الأسوانى الطيب يجلس الشيخ عوض محمد هدل، رئيس جمعية العبابدة والبشارية بمحافظة أسوان، وهو أحد أكبر مشايخ قبيلة البشارية فى مصر عامة، ليتحدث لـ«الوطن» عن «الدهابة» ونشأتها وما هى علاقة الجمعية بهم ودورها معهم.
{long_qoute_1}
فى البداية يقول «هدل»: «الدهابة» غالبيتهم من أبناء قبيلتى العبابدة والبشارية، وهم أصلاً حراس الجنوب ومنتشرون فى بقاع مصر عامة، ولكن فى الجنوب، خاصة فى محافظتَى أسوان والبحر الأحمر، الغالبية منهم كانوا يعملون فى رعى الأغنام فى المناطق الجبلية وحول الأودية المنتشرة فى جنوب مصر، كالعلاقى وأبورماد، وبعض مناطق البحر الأحمر فى حلايب وشلاتين، وفى الصحراء الشرقية عموماً، ولكن تغير الأمر شيئا فشيئاً وبدأ حلم العيش فى مستوى يليق بالإنسانية يراود العديد منهم، فانطلق هؤلاء للبحث عن ذرات الذهب المتناثرة فى الجبال وحول الأودية والتى يرزقهم الله بها من خلال الظروف الطبيعية وينثرها من خلال الأمطار والسيول التى تجرفها من مكان لآخر ومن خلال عوامل التعرية للتربة الصحراوية التى تتحول بحسب طبيعة الرياح، فتوقف هؤلاء وامتهنوا حرفة «الدهابة» وباعوا أغنامهم وجمالهم وبقرهم بسبب عدم وجود مراع طبيعية صالحة فى ظل ندرة الأمطار، واشتروا معدات للتنقيب.
{long_qoute_2}
وعن نشأة الدهابة وانتشارهم فى الجنوب، قال «هدل»: «هناك روايات كثيرة عن نشأتهم، والحكايات مختلفة، ولكن المنتشر هو أن الأمر جاء بمحض الصدفة، فمنذ أكثر من 10 سنوات، ومع قيام «دليل الصحراء» بالعمل مع البعثات الأجنبية التى تعمل فى المحاجر والاكتشافات فى المناجم والمحاجر وغيرها، جلس أحد هؤلاء الأدلاء ولا بد أن يكون من أبناء قبيلتَى العبابدة والبشارية، لأنهم أكثر الناس دراية بالجبال ودروبها الوعرة، وأشعل النيران لعمل براد من الشاى وكذلك لتدفئة نفسه من برودة الجو القارس فى الصحراء، ومع قيامه بجمع الحطب والحجارة من الصحراء حتى يضع عليها البراد، وجد أن أحد الحجارة التى كانت تسند البراد بدأت تنصهر وتتشكل بغير وضعها، ومع إعلام المهندس الجيولوجى المسئول عن المنطقة كانت المفاجأة السعيدة له، وعرف أنها قطعة من الذهب». توقف رئيس جمعية العبابدة والبشارية بأسوان عن الحديث ثوانى معدودة وملامح الأسى والحزن على وجهه، ثم قال: «الدهابة مظلومون لأنهم لو وجدوا الخير فى مراعيهم ووضعهم فى الرعى لما تسابقوا وركضوا خلف أحلام التنقيب عن ذرات الذهب، والآن أصبحت حرفة «الدهابة» أى واحد يقدر يشتغل فيها فكل واحد بيشترى جهاز التنقيب عن الذهب وعنده سيارة ربع نقل حديثة تستطيع أن تُعافر وتجارى متاعب الصحراء، وكذلك بعض العمال من الذين يثق فيهم، ويعمل فى التنقيب عن الذهب، وياما ناس ماتت وتعرضت للمخاطر وهلكت فى الجبال، ولا يخفى على أحد أن حلم الثراء والتنقيب عن الذهب يراود الكثيرين ومنهم أبناؤنا من العبابدة والبشارية ومنهم من نجح ومنهم من فشل، ولازم الناس تعرف كويس إن رعاة الأغنام والمواشى فى الصحراء حين انقطعت عنهم الأمطار والمراعى لجأوا لهذه الحرفة وأُجبروا عليها ليستطيعوا أن يتعايشوا ويصرفوا على أولادهم وأهلهم، خاصة أن الرعاة من أبناء العبابدة والبشارية كانوا أدرى الناس بالصحراء، والدليل يجب أن يكون من أبنائنا، وكان زمان الراعى لو وجد شىء غريب أو معدن غريب كان يعرفه، والمعدن اللى يلاقيه كان يسلمه للجيولوجى اللى فى المنطقة أثناء عملهم ويقول له إن فيه كمية كبيرة من هذا المعدن ويكون هناك اتفاق فيما بينهم، وكانت هذه الطريقة هى البداية الحقيقية للكشف عن «المحاجر»، وأبناء العبابدة والبشارية لهم دور كبير فى تنمية الجنوب، خاصة فيما يتعلق بالموارد الطبيعية والمحجرية والتعدينية».
وقال شيخ البشارية: «ما نتمناه حالياً إن ربنا يوسع على قبيلتى العبابدة والبشارية، والناس الغلابة اللى مش لاقيين أى مصلحة أو مهنة يمتهنوها، حتى الرعى، ربنا يوسع عليهم ويلاقوا رزق طيب ويكون هناك توافق بين الدولة والدهابة لتقنين هذه الأوضاع حتى تكون هناك تنمية حقيقية للجميع، للدولة والمواطن بالجنوب، ونحن نثق فى قدرة القيادة السياسية فى الدولة حالياً بقيادة الرئيس السيسى وبوجود شخصيات مميزة كالمهندس إبراهيم محلب، مستشار الرئيس للمشروعات القومية، على توفير مناخ ملائم للجميع للحفاظ على الدهابة والذهب الموجود فى الجنوب».