ارتفاع الأسعار يقضى على سوق «التبليطة»: هى الناس راحت فين؟

كتب: محمد غالب

ارتفاع الأسعار يقضى على سوق «التبليطة»: هى الناس راحت فين؟

ارتفاع الأسعار يقضى على سوق «التبليطة»: هى الناس راحت فين؟

الساعة تشير إلى الواحدة ظهراً، بينما لا توجد زبائن فى سوق التبليطة الشهيرة التى تخدم مناطق عدة، كالحسين، الغورية، الباطنية، الأزهر والمعز، وغيرها، الباعة اعتادوا على خلو السوق فى الفترة الأخيرة بعد ارتفاع الأسعار، لكنهم ما زالوا يجلسون فى انتظار الزبائن، مترقبين عودة السوق إلى ما كانت عليه، فيما يشغلون أنفسهم بحوارات جانبية يحكون فيها عن أحوالهم وأحلامهم. {left_qoute_1}

«ولا استفتحنا بأى بيعة، بقينا بعد الضهر ومافيش زبون، ماعرفش فيه إيه!»، كلمات «أم عمرو» متعجّبة من الحال الذى وصلت إليه السوق، ثم تشير إلى ربطة ثوم أمامها، وتقول: «القديم ده أنا جايباه من مكانه بـ25 جنيه، بابيعه بـ30، والجديد بـ15، طيب يبقى الناس يعملوا إيه بقى؟».

تتمنى «أم عمرو» بيع ما معها من بضاعة وتحقيق مكسب ولو بسيط، ليساعدها فى الإنفاق على زوجها المريض: «طيب أعمل إيه، ده حتى البطاطس لو الناس جابتها بـ5 جنيه، هيلاقوا الزيت غالى، علشان كده السوق فاضى، لا حد رايح ولا جاى».

«الغلا وحش»، بهذه الجملة لخص عبدالناصر عبدالله، مشكلته ومشكلة الزبائن: «الساعة 12 والسوق فاضى، يعنى الناس بتطبخ إيه؟»، أما يسرى سلطان فهو من مواليد «التبليطة»، والده كان بائعاً بالسوق، يختلف قليلاً عن باعة السوق، فيبيع جملة للمحال: «برضو المحلات سحبها قل، أصل زباينهم قلوا، والغلاء مأثر، ده الفلفل الحامى بـ10 جنيه، والبصل سعره مش عايز ينزل».

أما سعيد معوض فيحكى عن تاريخ السوق: «المكان ده كان مطبعة لراجل سورى اسمه الحلبى، ولما اتهدت المطبعة، أوصى أن البياعين اللى فارشة فى الشارع، يدخلوا جوه وياكلوا عيش».

استمر الباعة فى السوق، وكانت تشهد زحاماً شديداً: «زمان ماكنتش تعرف تمشى فى الشارع، كان كل بياع قدامه من 10 و12 زبون، ماكانش يلاحق، دلوقتى الحال اختلف ومحدش قادر يقاوم الأسعار، ده غير أن زباين السوق طفشوا من المنطقة بعد زلزال 92».

سبب آخر يرصده «سيد» أدى إلى فراغ السوق من الزبائن: «كان زمان ييجى ناس من الحلمية، المغربلين، المنشية، ومن محمد على، لكن دلوقتى بقت عندهم أسواقهم، فأثرت علينا، أما الغلا فعرض وطلب، لكن العوامل اللى فاتت هى اللى موتت السوق، لكن باحبه، وباعزه علشان مكان أبويا الله يرحمه».


مواضيع متعلقة