بالصور| الهدايا في زمن "التعويم".. الطلب على "الهاند ميد" والمعروض لـ"المرتاح ماديا"
صورة أرشيفية
تقف أمام "الفاترينات" الحمراء تنظر إلى المعروضات وتتأمل ما يمكن أن تقتنيه لحبيبها لتعبر عن مشاعر حائرة وسط الزحام اليومي، في يوم ارتضاه العالم للتعبير عن تلك الأحاسيس، إلا أن الواقع يصدمها بأسعار فلكية للهدايا، فتكسو وجهها الخيبة وتعود إلى حيث أتت محبطة، وفتيات أخريات لا يرضين بهذه النهاية ليوم الحب ويبحثن عن بدائل تتغلب على غلاء الأسعار الذي شاب كل شيء منذ أن قرر البنك المركزي، في نوفمبر الماضي، تحرير سعر صرف الجنيه بالكامل.
رحاب: بسأل العميل "عامل حسابك على كام".. ومها: "السنة دي دبدوب من غير حاجة تاني"
"الهاند ميد" أو الهدايا المصنوعة، صارت ملجأ لدعاء أحمد، لإنقاذها من غلاء الأسعار بعد "تعويم الجنيه"، حيث تستطيع طلب ما يناسب ميزانيتها إلى حد كبير، التي لم تختلف عن العام الماضي ولكن اختلف المطلوب شراؤه.
وفي البحث عن "هدايا قد الإيد" وجدت مها صالح ضالتها لدى "شيماء"، والتي جاءتها بنفس ميزانية العام الماضي ولكن بدلًا من شراء "برفيوم وحاجة تاني" مثل العام الماضي، أحضرت هذا العام "دبدوب وخلاص".
وعلى الرغم من أن همسة حسن لم تستطع شراء هدية بقيمة أقل من كل عام، أصبح تعاملها "محدودا" مع أماكن أو أشخاص بعينهم ارتفعت أسعارهم "لكن في المعقول" لأن الأغلب زودوا زيادات كبيرة جدا، على حد تعبيرها.
"في حاجة ممكن تتكلف 3 جنيه وحاجة تانية تتكلف 50 و100 جنيه"، على قدر المطلوب تصنع رحاب جمعة الهدايا حسب الطلب والحجم، ولارتفاع أسعار جميع الخامات لكونها مستوردة تضطر إلى تقليل مكسبها "علشان تحاول تحافظ على سعر قريب من السعر القديم"، بحسب قولها.
تحاول التميز عن غيرها في إرسال العملاء تصميمات يريدونها وتصنعها لهم بأقل تكلفة ممكنة، وآخرون يرسلون لها صورًا مختلفة يريدون من كل صورة شيئًا معينًا في هديتهم.
"عاملين حسابكم على كام".. السؤال الذي تبادر رحاب بقوله للعملاء وبناءً على المبلغ تصنع التصميم المختار بالتكلفة التي تناسبهم، "لأن التصميم الواحد أقدر أعمله بكذا حجم وأقدر أشيل أو أزود خامات واكسسوارات عليه فينفع أعمله بكذا سعر يناسب الميزانية المطلوبة"، ولا يكون العميل محكومًا بأشكال وأسعار بعينها معروضة في المحال.
أزمة ارتفاع أسعار الخامات للضعف، أثرت على صنع شيماء محمد للهدايا "مثلا في أبسط حاجة الورود كان ممكن تجيبيها بجنيه ويبقى شكلها حلو، دلوقتي أصغر وردة جملتها ممكن جنيه أو أزيد"، ولاحظت أن معظم العملاء اتجهوا إلى معرفة الأسعار مباشرة دون تحديد مطالب في الهدايا كالماضي.
"أغلب الأوردرات دلوقتي لناس مرتاحة ماديا"، آخر ما لاحظته شيماء في الطلبات الواردة لها، وأن أكثر ما عليه الطلب هو "برطمان السعادة" بجانب "الدبدوب والشيكولاتة"، مع شرط اللون الأحمر.