بعد شهر من الاحتجاز.. صيادون عائدون من تونس لـ"الوطن": "موت وخراب ديار"

بعد شهر من الاحتجاز.. صيادون عائدون من تونس لـ"الوطن": "موت وخراب ديار"
"إهانة وموت وخراب ديار وراجعين مديونين".. بهذه الكلمات روى صيادون عائدون من تونس بعد احتجاز لما يقرب من 30 يوما، تفاصيل رحلة شاقة من أجل لقمة العيش. "الوطن" التقت عددا منهم واستمعت إلى جانب من المأساة.
قال صيادون كانوا محتجزين وهم من أبناء قريتي برمبال وبرج مغيزل التابعتين لمركز مطوبس في محافظة كفر الشيخ، إنهم تعرضوا لإطلاق النيران من قبل قوات خفر السواحل بالقرب من ميناء صفاقس التونسي، مضيفين أن سوء الأحوال الجوية دفعتهم إلى الاقتراب من مياه تونس الإقليمية دون اختراقها.
وقال ياسر فتح الله، أحد العائدين من تونس على متن إحدى الرحلات الجوية لمطار القاهرة، إنه تم احتجازه مع 15 صيادا منذ 3 يناير الماضي في ميناء صفاقس، مضيفا أن قوات خفر السواحل كانت تعاملهم معاملة سيئة.
وأشار إلى أن مسؤولي "اللنش الحربي" احتجزوهم لأكثر من 12 ساعة، دون معرفة الأسباب، مضيفا: "فوجئنا بعدها أنهم احتجزوا المركب على شاطئ ميناء صفاقس التونسي، وأخذوا منا السمك، واحتجزونا بالميناء داخل المركب وتركونا لمدة مايقرب من شهر دون أكل وشرب واعتمدنا على ما معنا من طعام".
أضاف فتح الله، أنهم كانوا يعتمدون على مساعدة بعض زملاءهم العاملين هناك، حيث كانوا يرسلون لهم الطعام والشراب، مضيفا: "فور احتجازنا اتصلنا ببعض أقاربنا للتحرك إلى السفارة التونسية بالقاهرة وإبلاغ وزارة الخارجية لسرعة الإفراج عنهم".
وقال محمد عبدالهادي مندر، أحد الصيادين العائدين من تونس: "الأكل والشرب اللي معانا خلص، ومبقيناش عارفين نعمل إيه، ومحدش بيجبلنا أكل وبقينا عايشين على رغيف عيش وقطع جبن، وأخدوا مننا السمك اللي تعبنا في الحصول عليها من البحر، يعني موت وخراب ديار وراجعين مديونين".
وتابع: "السفارة المصرية لم تتحرك لإنقاذنا والإفراج عنا رغم أن زملائنا قابلوا بعض موظفيها إلا أنهم لم يحركوا ساكنا، وتم عرضنا على المحكمة التونسية فقررت الإفراج عنا واحتجاز المركب وتغريمنا 150 ألف دينار تونسي".
وعبرت زوجة الصياد محمد عبداللاه، أحد الصيادين العائدين، عن فرحتها لعودة زوجها، وقالت: "العائل الوحيد لنا ولأطفالنا.. أحمد الله على عودته وعشنا لحظات من الخوف".
وأكد سعد شلبي، أحد العائدين، أنهم خرجوا في رحلة صيد على متن المركب "ملاك البرح" وعندما وصلوا المياه الدولية بعد أيام من التعب تم القبض عليهم بعد إطلاق نيران من قبل قوات خفر السواحل التونسي، موضحا أن السفارات المصرية في الخارج عبارة عن "ديكورات" ولم تقم بمهامها ما أدى إلى معاملة المصريين معاملة سيئة.
وقال: "كانوا بيعاملونا على أننا متهمين مش صيادين طالعين على باب الله علشان نرجع لأولادنا بمصاريف.. ونقابة الصيادين اتحركت بعد أهلنا ماعرفوا ولما سمعنا خبر الإفراج عننا نطقنا الشهادة، وأجبرنا الموظفون على توقيع إيصالات أمانة، وإقرارات بسداد قيمة تذكرة الطيران الخاصة بعودتنا لمصر عن طريق مطار القاهرة الدولي بقسمة 2500 جنيه مصري وقمنا بتوقيع إيصالات أخرى ثمن مصروفات وطعام".
من جانبه، قال أحمد نصار نقيب الصيادين بكفر الشيخ، إن المركب مازال رهن الاحتجاز في تونس حتى انتهاء القضية، مشيرا إلى أن 2 من المسؤولين عن المركب مازالوا محتجزين لحين دفع 150 ألف دينار تونسي كغرامة طبقا لقرار وزارة الفلاحة التونسية.
من جانبه، قال أحمد حسي صاحب المركب المحتجز في تونس، إنها خرجت من مياه كفر الشيخ من بوغاز رشيد يوم 3 يناير، ووصلت وتم القبض عليها وعلى متنه 16 صيادا من أبناء القرية بحجة اختراق المياه الإقليمية.
أضاف: "تلقيت اتصالا من قبطان المركب يفيد بتعرضهم لإطلاق النيران من قبل قوات خفر السواحل أجبرتهم على التوقف وتم اقتيادهم لميناء جريجيس بصفاقس"، موضحا أن الاتصال انقطع منذ مساء أمس بينهم تماما ولا يعرف مصيرهم حتى الآن.
وتابع: "المركب فاتح بيوت أكثر من 20 أسرة ليس لهم مصدر رزق سوى العمل بمهنة الصيد والخروج في رحلات صيد رسمية"، موضحا أن المركب خرج بأوراق رسمية وكل العاملين عليهم معهم أوراقهم.
وكان نقيب الصيادين بمحافظة كفر الشيخ، أعلن أن قوات خفر السواحل بتونس احتجزت مركبا وعلى متنه 16 صيادا من أبناء قرية برج مغيزل التابعة لمركز مطوبس.