الصيادون العائدون من اليمن لـ"الوطن": "حبسونا وذلونا وفي الآخر عدموا سمكنا"

كتب: سهاد الخضري

الصيادون العائدون من اليمن لـ"الوطن": "حبسونا وذلونا وفي الآخر عدموا سمكنا"

الصيادون العائدون من اليمن لـ"الوطن": "حبسونا وذلونا وفي الآخر عدموا سمكنا"

مأساة حقيقة يعيشها الصيادون العائدون من اليمن بعد احتجازهم من قبل قوات حرس الحدود اليمنية بدعوى دخولهم المياة الإقليمية للدولة فيما لم تتوقف مأساة 70 صيادا على السجن والاحتجاز والغرامة في الخارج بل تجاوزت ذلك بعدما قام الطب البيطري في مصر عقب عودتهم من رحلة شاقة قضوا فيها ليالي طويلة عرض البحر بحثا عن لقمة العيش بعدما ضاقت بهم الدنيا بما رحبت، بإعدام مئات الأطنان أمام أعينهم بخسائر تتجاوز الـ4 ملايين جنيه ليضيع "شقاء عمرهم" هباء بعدما قضوا مايزيد عن الشهر عرض البحر بين الموجات المتلاطمة في دولة أخرى في عز الشتاء، بحثا عن لقمة عيش تعفيهم من السؤال هم وأسرهم.

"الوطن" حاورت الصيادين العائدين من اليمين ليرووا مأساتهم مناشدين الرئيس عبدالفتاح السيسي بالتدخل وانقاذ آلاف الصيادين، بإبرام تعاقدات مع دول الجوار وسن تشريعات تحافظ على الصياد المصري، الذي بات مصيره أما سجينا أو غارقا أو مفقودا أو عاطل وتعويضهم عن خسائرهم متهمين طبيب الطب البيطري بتهديدهم، بإعدام شحنات السمك، رغم صلاحيته للاستهلاك الآدمي.

ويقول مروان هريدي، 32 عاما، "خرجنا في السادس من ديسمبر الماضي سبعون صيادا على متن 3 مراكب من برانيس السويس متجهين لدولة اليمن بحثا عن لقمة عيشنا بعدما ضاقت بنا الدنيا بما رحبت في بلادنا لنقص الإنتاج، ولم تكن تلك المرة الأولى، التي نسافر لليمن وبالفعل وصلنا بعد 10 أيام لحنيش باليمن فلم نجد سمك هناك فعقدنا العزم على التوجه لباب المندب وعملنا باتجاه مشطون وظللنا نعمل ليومين على بعد 13 ميل من الساحل وفي الثامن عشر من ديسمبر ألقت قوات خفر السواحل اليمنية القبض علينا وقالوا لنا تعالوا هنفتشكم فحسب ولو مش معاكم سلاح هنترككم تعملوا خاصة، وأننا وصلت لنا معلومات عن تواجد مراكب محملة بالأسلحة متجهة للحوثيون".

ويضيف مروان قائلا: "رغم أننا كنا على بعد 13 ميل لم نتوقع القبض علينا بتهمة اختراق المياه الإقليمية لليمن وتوجهنا برفقة الحرس لميناء مشطون وهناك قالت القوات لنا هنفتشكم وفوجئنا بقدرة قادر مخترقين المياه الإقليمية وذلك على غيرالحقيقة وتم حبسنا لمدة 14يوم داخل الميناء على متن المراكب وقرروا تغريم كل مركب 70 ألف دولار فى سبيل إخلاء سبيلنا وبعد عودتنا مصر ظننا أن الأزمة أنتهت عند هذا الحد ولكننا فوجئنا بإصرار مسؤول الطب البيطرى على إعدام السمك بحجة عدم صلاحيته للاستهلاك الآدمى وتبلغ كمية السمك على متن المراكب الثلاثة نحو "5000 صندوق يزن الواحد 30 كيلو بإجمالي 150000 كجم وتم تشكيل أكثر من لجنة ورغم ثبوت صلاحية السمك للاستهلاك الآدمى إلا أن طبيب واحد أصر على إعدامه أمام أعيننا طبيب واحد".

ويضيف مروان: "تعبنا وشقانا في الغربة راح هدر بعد حبسنا واهانتنا كما رفض مسؤول الطب البيطرى السماح لنا ببيعه للمزارع مضيفا رغم ماتعرضت له من مهانة وألم وذل إلا أن ماباليد حيلة لو لم أسافر سعيا على رزقى لن أتمكن من تدبير لقمة عيشى وأسرتي".

وناشد مروان الرئيس عبد الفتاح السيسي بعقد اتفاقيات مع دول الجوار كي يتمكنوا من الاصطياد بشكل قانونى ومد مدة الرحلة ل40 يوم بدلا من شهر كى نتمكن من صيد أكبر كمية خاصة وأن عملنا ليس هينا فكله مخاطر ومشقة.

وقال مروان "نحن نوفر أمنا غذائيا للدولة، لم يحدث ذلك معنا ويعدم مصدر رزقنا أمام أعيننا بسبب قرار شخص غير مسؤول فكانت الدولة أولى بإنتاجنا بدلا من إعدامه والتسبب فى خسائر فادحة تتجاوز ال4 ملايين جنيه".

ويقول أحمد محمود رئيس مركب نور الفوارس: "خرجنا بحثا عن لقمة عيشنا ولم نكن نعلم بأننا سيلقى القبض علينا وسيعدم ماقمنا بصيده فى نهاية المطاف على يد الطب البيطرى عقب وصولنا ففى اليمن تم احتجازنا بدعوى دخولنا المياه الإقليمية، خاصة وأن هناك إخبارية وردت لقوات حرس الحدود اليمنى بدخول مراكب محملة بالسلاح للحوثيين وبعد تفتيش مراكبنا وثبوت عدم وجود سلاح قالوا لناهنحلها ودى معاكم وبعدما تم احتجازها لمدة أسبوعين قالوا لنا هنسيبكم بشكل ودي ولكن هتدفعوا 70 ألف عن كل مركب وقاموا ببيع السمك لنا بعدما قمنا بإصطياده بثمن منخفض لكوننا قمنا بالصيد من بلدهم وتم إخلاء سبيلنا وقالوا لنا هنترككم تعوضوا خسارتكم كام يوم".

ويضيف أحمد: "بعد عودتنا مصر فوجئنا بقرار مسؤول الطب البيطرى بإعدام السمك بدعوى عدم صلاحيته للإستهلاك الآدمى على غير الحقيقة ورغم تشكيل لجان عدة أكدت سلامة السمك وعدم وجود داعى لإعدامه إلا أنه تم إعدام كميات كبيرة منه أمام عيوننا مضيفا خسائرنا لا حصر لها وذلك رغم دفعنا مبلغ مليون و300 ألف غرامة تم دفعها وذلك خلاف نفقات التموين".

ووجه أحمد استغاثته للمسؤولين بسرعة التدخل ومعاملتهم كأدميين وليس كالكلاب، مضيفا: "شقانا بيعدم أمامنا، ارحمونا وأتركوا الكمية المتبقية دون إعدام وكفانا ماخسرناه فنحن لم نعد نملك تكاليف رجوعنا لمحافظتنا".

وكانت قوات حرس الحدود اليمنية احتجزت 70 صيادا كانوا على متن مراكب "نسر الفوارس وبراءة و الحاج رضا".

وبدوره طالب حمدى الغرباوي، نقيب الصيادين بمدينة عزبة البرج، في تصريح لـ"الوطن"، بعقد اتفاقيات مع دول الجوار للسماح بالصيد في المياه الدولية والإقليمية التابعة لهم والإسراع في إقامة ميناء الصيد والانتهاء منه بأقصى سرعة وحماية المراكب من الغرق في البوغاز.


مواضيع متعلقة