الصيادون العائدون من السعودية لـ«الوطن»: طالبنا الكفيل بمستحقاتنا فأودعونا السجن 18 يوماً.. تعرضنا فيها للذل والمهانة

كتب: سمر عبدالرحمن وحسن عثمان

الصيادون العائدون من السعودية لـ«الوطن»: طالبنا الكفيل بمستحقاتنا فأودعونا السجن 18 يوماً.. تعرضنا فيها للذل والمهانة

الصيادون العائدون من السعودية لـ«الوطن»: طالبنا الكفيل بمستحقاتنا فأودعونا السجن 18 يوماً.. تعرضنا فيها للذل والمهانة

عيون تملؤها الفرحة، وأقدام تتحسس الأرض وكأنها لا تصدق أنها تخطو على أرض مصر، صيحات وتصفيق وتهليل بعودتهم من غيبتهم التى طالت، سجدات شكر وألسنة تردد كلمات الفضل لله، هذا ما رصدته «الوطن» أثناء استقبالها لـ32 صياداً عائدين من المملكة العربية السعودية، بعد 9 أشهر من العمل هناك، بعدما رفض الكفيل السعودى إعطاءهم كامل مستحقاتهم المالية فلجأوا لمكتب العمل، وقدموا شكوى ضده، إلا أنه تعنت فى إعطائهم حقوقهم، فقرروا العودة إلى مصر، مؤكدين أنهم يشعرون بأن لهم ظهراً يحميهم بعدما تدخلت الدولة لحل مشكلتهم.

على متن طائرة الخطوط السعودية المقبلة من مطار الدمام، وصل الصيادون، وكان فى استقبالهم مندوبو محافظة كفر الشيخ، ومستشار وزيرة الهجرة، حيث أنهوا إجراءاتهم بعد الوصول بحوالى 4 ساعات وخرجوا جميعاً، وكان فى انتظارهم أوتوبيس تم تخصصيه من قبل محافظة كفر الشيخ، وآخر من وزارة الهجرة لنقلهم جميعاً إلى مقر وزارة الهجرة، حيث كانت فى استقبالهم الوزيرة نبيلة مكرم.

{long_qoute_1}

وقالت الوزيرة، خلال لقائها بالصيادين، إن الدولة لم توفر جهداً فى حل أزمتهم، وعودتهم مرة أخرى لمصر، حيث أجرت الوزارة اتصالاتها بالسفارة المصرية هناك، وتم التنسيق بين الوزارة والسفارة لحل الأزمة، وأضافت «مكرم» أنها أجرت اتصالاً بنفسها بالكفيل السعودى لحل الأزمة، ولكن الكفيل لم يستجب لها، مشيرة إلى أنها كانت فى حالة استغراب شديد من رد الكفيل عليها: «أنا كلمت الكفيل بنفسى فى التليفون، وكنت فاكرة إنه هيهتم بأنى وزيرة وهيحاول يحل الأزمة، لكن اللى حصل كان عكس كده ولم يهتم الكفيل»، وتابعت: مشكلة الصيادين سيتم حلها خلال أسبوع على أقصى تقدير، وسيتم توفير فرص عمل للجميع فى مصر، مشيرة إلى أنه سيتم التنسيق مع الدكتور على جمعة المفتى السابق، للمساهمة فى إيجاد فرص عمل للجميع، وأضافت الوزيرة: «مصر ترحب بجميع أبنائها، وما يحدث من مشاكل شىء وارد فى جميع أنحاء العالم، والدولة لن تترك أى مصرى يواجه أى مشكلة فى عمله فى الخارج منفرداً، وكلنا نقف خلف أبنائنا من المغتربين».

يقول أحمد شوقى، أحد الصيادين العائدين: «حصلنا على عقد عمل فى السعودية قبل نحو 10 أشهر تقريباً، وجهزنا أوراقنا جميعاً، وسافرنا إلى السعودية بشكل رسمى، وبدأنا العمل، وبعد مرور 5 أشهر لم نحصل على حقوقنا المالية، فطالبنا الكفيل بمستحقاتنا لكنه رفض»، وتابع: «كان رده سيئاً للغاية، ولم يهتم بمطالبنا، فقررنا جميعاً أن نتوقف عن العمل لحين الحصول على حقوقنا، فتعنت الرجل أكثر، ووجه لنا ألفاظاً بذيئة فقررنا الذهاب لتقديم شكوى ضده فى مكتب العمل، الذى حدد لنا جلسة بعد 5 أشهر، لكننا لم نكن نستطيع الصبر هذه المدة الطويلة، فذهبنا للسفارة المصرية فى السعودية، وبالفعل اهتمت السفارة، وأرسلت لنا مستشاراً قانونياً، وحاول جاهداً أن يساعد فى حل المشكلة مع الكفيل، لكن الكفيل رفض الحل وفشلت جميع المحاولات»، وأشار «شوقى» إلى أن وزارة الهجرة تدخلت، وبالفعل تم الاتفاق على العودة إلى مصر، وقامت السفارة بحجز تذاكر العودة، والسفارة المصرية لم تتركنا لحظة واحدة وساعدتنا بشكل كبير، فيما كان هناك رجال أعمال مصريون شرفاء ساعدونا فى حل الأزمة، ومحافظ كفر الشيخ كان على اتصال دائم بنا، حتى عدنا إلى مصر، وأضاف: «أنا حاسس إن الوضع اتغير فى مصر وإن المغتربين ليهم ضهر يحميهم، ومش لوحدهم».

{long_qoute_2}

وفى مدينة «البرلس» بمحافظة كفر الشيخ تجمع الأهالى لاستقبال الصيادين العائدين، وقال محمد شرابى، أحد العائدين من السعودية: «ذهبنا للسعودية للبحث عن لقمة عيش بعقود عمل رسمية، ولم نكن نعلم أن الكفيل السعودى لا يحب المصريين، وأنه صاحب تجارب مهينة مع 60 هندياً من قبلنا وأرغمهم على ترك مستحقاتهم»، وأضاف «شرابى»: «عملنا لمدة 6 أشهر دون الحصول على رواتب، بعدما اقترضنا ثمن عقد العمل على أمل إرسال الأموال لذوينا لتسديد ما اقترضناه، لكننا اصطدمنا بالواقع، وكنا نحصل من الكفيل على أموال لا تكفينا للعيش هناك، وكنا نتحمل إلى أن بدأ يعاملنا معاملة قاسية»، ويقول الشحات أبوعمر، أحد العائدين: «عندما بدأت معاملة الكفيل السيئة امتنعنا عن العمل لمخالفته بنود العقد المتفق عليه، واكتشفنا أن المراكب مهلهلة لا تصلح للعمل عليها، وعندما طالبنا بمستحقاتنا رفض قائلاً: «عندما تكملون العام ستحصلون على مستحقاتكم»، فتوجهنا لمكتب العمل بمحافظة الجبيل للشكوى، إلا أن مسئولى المكتب رفضوا، بحجة أن الكفيل ينتمى للأسرة الحاكمة»، وأوضح «أبوعمر»: العقد ينص على قيام الكفيل بتوفير سكن ووسيلة مواصلات وطعام لنا، إلا أنه لم يقم بتوفيرها، وكنا نضطر للمبيت داخل المراكب ولم يعطنا أموالاً تكفى حاجتنا من الطعام والشراب فاعترضنا وامتنعنا عن العمل»، وتابع: «عندما توجهنا بشكوى لمكتب العمل زاد عناده، ولم يقم بإعطائنا أى أموال لنُطعم أنفسنا، وقام بطردنا، فكنا ننام فى الشوارع وفى المساجد ونعيش على مساعدات الناس من الجنسيات المختلفة، وبرغم ذلك كان يُطاردنا، وعندما أراد أحد المصريين المقيمين فى الخارج التدخل لديه بعد قيامنا بإبلاغ ذوينا فى مصر توصلوا لاتفاق أننا نعمل لمدة عام ثم نغادر فرفضنا»، وقال محمد غانم عبدالعزيز، أحد الصيادين العائدين: «الكفيل سبنا بألفاظ نابية، وعندما اعترضنا طلبنا منه تسفيرنا لمصر بعد رفضه إعطاءنا المستحقات، لكنه لم يعرنا أى اهتمام بسبب أنه ينتمى للعائلة المالكة وله نفوذ بكافة الأماكن وهددنا بتلفيق قضايا لنا وسجننا»، ويواصل غانم: «تم حجزنا فى أحد السجون لأكثر من 18 يوماً، كانت عبارة عن ذل ومهانة لنفوذ هذا الكفيل، وعانينا كثيراً إلى أن تواصلت وزارة الخارجية المصرية معنا وتوصلوا لحل مع الكفيل، وهو أن نعمل لمدة ثلاثة أشهر أخرى بعقد جديد مع كفيل جديد، وبدأنا فى العمل مع كفيل آخر إلا أننا فوجئنا برفضه وطالبنا بدفع 7 آلاف ريال سعودى لكل منا والتنازل عن ثلث المرتب مع العمل لشهر رمضان المقبل، فرفضت الخارجية وأرسلت مذكرة للسلطات السعودية ومن هنا بدأت معاناتنا»، وقال زارع البيطانى، نقيب صيادى البرلس: «عندما علمنا باحتجاز الصيادين ذهبنا لوزارة القوى العاملة، وتقدمنا بشكوى بعد الحصول على صور للوثائق وعقود العمل الرسمية، وأرسلنا الأوراق للواء السيد نصر، محافظ كفر الشيخ، لإرسالها للجهات السيادية، ومن هنا بدأت المفاوضات لأكثر من شهر».


مواضيع متعلقة