40% من المصريين مصابون بأمراض الشرايين التاجية

40% من المصريين مصابون بأمراض الشرايين التاجية
تعد أمراض الشرايين التاجية من أخطر الأمراض التى يصاب بها المصريون والتى تتسبب فى وفاة حوالى 40% من المرضى فى مصر، وهذا طبقا لإحصائيات منظمة الصحة العالمية الخاصة بمصر، التى أفادت أن المعدلات القياسية للوفاة طبقا للعمر، والخاصة بأمراض الشرايين التاجية، هى الأعلى على الإطلاق، حيث وصل عدد المصابين إلى 303 حالات وفاة لكل 100.000 نسمة فى مصر، ولذلك فالأطباء فى محاولات مستمرة لتطوير الأساليب العلاجية لمرضى قصور الشرايين التاجية حتى تقل نسب الوفاة منه، من هنا جاءت أهمية المؤتمر السنوى الخامس لطب القسطرة القلبية، الذى ركزت مواضيعه ومحاضراته خصيصا على مجال استخدام القسطرة العلاجية فى أمراض القلب والأوعية الدموية.[SecondImage]
يقول أ.د محمد محمود عبدالغنى، أستاذ أمراض القلب بكلية طب قصر العينى ورئيس المؤتمر، لـ«الوطن»: إن المؤتمر ناقش ثلاث جلسات و24 حالة صعبة تمثل تحديا فى مجال القسطرة العلاجية، وتناول المؤتمر أيضاً حالات طب الأطفال والمضاعفات التى تترتب عليها، واهتم المؤتمر بعرض الحالات التى تعرضت لمشكلات أثناء القسطرة وذلك لمناقشة طرق مواجهة تلك المشكلات والخبرات المستفادة منها حتى يتم تحسن أداء وكفاءة الأطباء القائمة بالقسطرة.
ويضيف أ.د عبدالغنى أن القسطرة لم تعد قسطرة تشخيصية فقط، بل امتد دورها إلى قسطرة علاجية أيضاً، فالمعروف أن القسطرة التشخيصية هى عبارة عن إجراء طبى يتم تحت تخدير موضعى ويجرى خلاله تصوير الشرايين التاجية للقلب ويساعد هذا الفحص على اكتشاف تصلب شرايين القلب بما فى ذلك وجود أى انسداد أو ضيق فى الشرايين التاجية، فالقسطرة تساعد على تشخيص تصلب الشرايين، ومن ثم تحدد طرق العلاج الأنسب، وتتميز القسطرة بأنها أحد الاختبارات الدقيقة لتشخيص أمراض الشرايين التاجية.
أما القسطرة العلاجية، كما يوضح أ.د عبدالغنى، فهى شبيهة بالقسطرة التشخيصية، ولكنها تساعد فى علاج الكثير من أمراض القلب مثل العيوب الخلقية بالقلب، أمراض الشريان السباتى والشريان الكلوى والشرايين الطرفية، فضلا عن أنها تساعد فى علاج ضيق صمامات القلب مثل الصمام الميترالى والأورطى، ويضيف أ.د عبدالغنى أن القسطرة العلاجية أصبحت وسيلة مهمة من وسائل التعامل مع حالات انسداد الشرايين، كما أنه يوجد أنواع حديثة ومتطورة من الدعامات التى تقوم بتوسيع الشرايين تعيش مدى الحياة ونسبة نجاحها تصل إلى مائة فى المائة.
ويؤكد أ.د محمد عبدالغنى أن القسطرة القلبية لها أهمية كبيرة الآن، خاصة فى علاج مرضى قصور الشرايين التاجية وعلى وجه الخصوص المرضى الذين يعانون من الذبحة الصدرية غير المستقرة والاحتشاء القلبى الحاد، فتساعد القسطرة القلبية فى التشخيص وذلك من خلال التوسيع البالونى واستخدام الشرايين التاجية، وقد أسهم كل ذلك فى تقليل معدلات الاحتشاء القلبى الحاد وانخفاض نسبة المضاعفات الكثيرة التى تترتب على الإصابة بمرض قصور الشرايين التاجية.
وللقسطرة مميزات عديدة كما يقول أ.د محمد عبدالغنى وذلك لأن مدة إجرائها قصيرة، فضلا عن أن المريض يستطيع الخروج من المستشفى فى اليوم التالى، كما أن القسطرة تتم تحت تخدير موضعى وليس كليا، هذا بالإضافة إلى أنها لا تتم من خلال شق الصدر مثل العمليات الجراحية، هذا بالإضافة إلى أن القسطرة العلاجية يمكن أن تحل محل عمليات القلب المفتوح ولكن القسطرة تتميز بأن المريض يكون مستيقظا ويتم توسعة أى شريان فى اليد أو الرجل بواسطة بالونة، والوصول من خلال هذا الشريان إلى القلب والتعامل معه، أما جراحات القلب المفتوح فيتم فيها منح المريض تخديرا كاملا ويتم فتح الصدر وتثبيط نبض القلب مؤقتاً والتى لا بد أن تتم بمنتهى الحرص.