تحقيقات "هجمات بلجيكا": الإرهابيون أرادوا استهداف أمريكيين ويهود

تحقيقات "هجمات بلجيكا": الإرهابيون أرادوا استهداف أمريكيين ويهود
أفادت مصادر متطابقة مطلعة على التحقيق الجاري في بلجيكا، بأن المسلحين الذين هاجموا مطار بروكسل في 22 مارس 2016، أرادوا استهداف ركاب أمريكيين ويهودا.
وكان إرهابيان، فجرا في صباح ذلك اليوم قنابلهما وسط مسافرين تجمعوا عند قسم التسجيل في المطار، ما أسفر عن مقتل 16 شخصا. وبعد ذلك بساعة فجر انتحاري ثالث نفسه عند محطة مترو قريبة من المؤسسات الأوروبية، ما أوقع 16 قتيلا آخرين.
والقتلى الـ32 كانوا من 16 جنسية، فيما كان الجرحى الـ400 من 40 جنسية. لكن محققا - طلب عدم كشف هويته - قال إن المهاجمين في المطار كانت "لديهم أهداف خاصة"، ويبدو أنهما أرادا استهداف أمريكيين وربما يهودا أيضا.
ويستدل هذا المحقق على ذلك بصور كاميرات المراقبة في قاعة المغادرة في المطار، التي تظهر أن أحد الانتحاريين "بدا وكأنه يتجه إلى يهوديين اثنين" يرتديان اللباس المعتاد للمتدينين.
-"قتل يهودي"-
وأكد مصدر في الإدارة الأمريكية هذا الاستهداف الواضح نسبيا "لمكاتب التسجيل الأمريكي والروسي والإسرائيلي"، أي الركاب الذين كانوا ينتظرون رحلات باتجاه هذه الدول. وقال: "منذ بداية التحقيق كانت هناك مؤشرات بهذا الاتجاه، وتأكدت مع تحريات لاحقة، بما فيها الاستماع إلى محمد عبريني، المهاجم الثالث في المطار الذي لم يفجر نفسه".
وتم توقيف عبريني في 8 أبريل ببروكسل. وهو أحد المشتبه بهم الرئيسيين في التحقيق بشأن الاعتداءات في بروكسل وأيضا بباريس في نوفمبر 2015، التي نفذتها الخلية الإرهابية ذاتها.
وقال المحقق إنه في المطار "نعرف أنهم كانوا يريدون استهداف الأمريكيين، وهاجموا مكتب تسجيل ديلتا إيرلاينز وهو المكان الذي تنطلق منه الشركات الأمريكية".
ويضيف: "ما يزال استهدافهم للروس يحتاج إلى تفسير في التحقيق، فإن دافع معاداة الإسرائيليين لا شك فيه". ويتابع المصدر نفسه: "نعرف أنهم مهووسون بالإسرائيليين".
وبحسب كاميرات المراقبة، فإن الانتحاري نجم العشراوي كان وسط 60 طالبا ثانويا في منطقة التسجيل، ثم "بدا وهو يتنقل بسرعة" باتجاه شخصين يرتديان لباس متشددين دينيين حين لمحهما.
ويضيف المحقق أنه فجأة "ركض ليخرج من مجموعة الطلاب، كان يريد بوضوح قتل يهودي، والخلاصة أننا نجونا من مجزرة أكبر، لو أن الانتحاري لم يخرج من مجموعة الطلاب، كان بإمكانه قتل 60 شخصا".
- فرنسا أولوية-
وترك الانتحاري الثاني في المطار إبراهيم البكراوي، وصية في حاسوب أُلقي في حاوية فضلات قرب مخبئه في بلدية شيربيك ببروكسل. يقول فيها "إنه لم يعد يعرف ما عليه فعله، وهو ملاحق في كل مكان"، قبل أيام من توقيف صلاح عبدالسلام الناجي الوحيد من منفذي اعتداءات باريس.
ويضيف المحقق "أن الامر المؤكد، هو أن الكوماندوس في 22 مارس، انتقل للتنفيذ في حين لم يكن ينوي ذلك". وتابع: "لأنهم كانوا تحت ضغوط كبرى ومطاردين، انتقلوا بشكل غير مخطط للتنفيذ". وأشارت الرسائل التي عثر عليها في الحاسوب إلى أنهم اعتذروا لأنهم لم يستهدفوا الأهداف التي كانت مقررة، وهي مهاجمة "فرنسا مرة أخرى"، بحسب المحقق.
وبين القتلى الـ32 هناك 4 أمريكيين، ولم يكن بينهم إسرائيلي، وبين الجرحى الـ400 هناك جريحان إسرائيليان عولجا في القدس، بحسب وسائل الإعلام الإسرائيلية.