«التربية والتعليم»: نطور المنظومة بأكملها.. ومطابع سرية لأوراق الامتحانات

«التربية والتعليم»: نطور المنظومة بأكملها.. ومطابع سرية لأوراق الامتحانات
- أمن قومى
- اتحاد المعلمين المصريين
- الاستعدادات النهائية
- التربية والتعليم
- التعليم الفنى
- التواصل الاجتماعى
- الثانوية العامة
- أحمد لطفى
- أدبى
- أمن قومى
- اتحاد المعلمين المصريين
- الاستعدادات النهائية
- التربية والتعليم
- التعليم الفنى
- التواصل الاجتماعى
- الثانوية العامة
- أحمد لطفى
- أدبى
اتخذت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى خطوات عاجلة لمحاربة ظاهرة الغش الإلكترونى، التى انتشرت خلال الـ5 سنوات الماضية بامتحانات الثانوية العامة، حيث وضعت نظاماً جديداً للقضاء نهائياً على ظاهرة الغش عبر مواقع التواصل الاجتماعى «الفيس بوك» و«تويتر»، وهو «البوكليت»، وهو عبارة عن دمج كراستى الإجابة والأسئلة معاً، من حيث عدد الصفحات والأسئلة والدرجة المخصصة لكل مادة، وبذلك تعلن الوزارة تحديها لصفحات الغش الإلكترونى، مؤكدة أنه لن يتم تسريب امتحانات الثانوية العامة بدءاً من العام الدراسى الحالى 2016/2017.
{long_qoute_1}
وقال الدكتور الهلالى الشربينى، وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى، إن الوزارة تعمل على وضع حلول عاجلة وسريعة لمحاربة ظاهرة الغش الإلكترونى فى امتحانات الثانوية العامة، مشيراً إلى أن نظام «البوكليت» سيحارب تلك الظاهرة، موضحاً أن الوزارة تعمل على مصلحة الطلاب فى المقام الأول وتحقيق مبدأ تكافؤ الفرص بين جميع الطلاب. وأوضح «الشربينى» أن الوزارة بدأت فى الاستعدادات النهائية لامتحانات الثانوية العامة، التى من المنتظر أن تبدأ فى 4 يونيو المقبل، مشيراً إلى أن الوزارة لن تستطيع بمفردها التصدى لظاهرة الغش الإلكترونى، مؤكداً أن وزارة التعليم تعمل على تطوير المنظومة التعليمية ككل.
وأكد مصدر مسئول بوزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى أنه سيتم البدء فى التحريات الأمنية عن المشاركين فى أعمال المطبعة السرية بداية الشهر المقبل، مشيراً إلى أنه سيتم استبعاد كل من يثبت بحقه أى إدانة، موضحاً أن هناك تعليمات مشددة من قبَل الوزراء بعمل تحريات أمنية على كل المشاركين فى أعمال امتحانات الثانوية العامة للعام الدراسى 2016/2017 باعتبارها «أمن قومى». وقال المصدر، لـ«الوطن»، إنه سيتم طباعة أوراق امتحانات الثانوية العامة بنظام «البوكليت» بالمطابع السرية، وذلك لمنع تسريبها، مشيراً إلى أنه لا تراجع عن تطبيق نظام «البوكليت»، فى امتحانات الثانوية العامة هذا العام للقضاء على الغش، وذلك لتحقيق مبدأ تكافؤ الفرص بين جميع الطلاب.
{long_qoute_2}
من جانبه قال عبدالناصر إسماعيل، رئيس «اتحاد المعلمين المصريين»، إن «عملية التطوير داخل وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى تحكمها فقط مواجهة ظاهرة الغش الإلكترونى فى امتحانات الثانوية العامة»، مشيراً إلى أن «الوزارة لم تضع حلولاً لتطوير منظومة العملية التعليمية فى البلد، من حيث تطوير المناهج والمدارس وتقليل الكثافات الطلابية داخل الفصول»، وأن «التعليم لم ولن ينصلح حاله بالطريقة التقليدية التى تتبعها الوزارة حالياً».
وأضاف إسماعيل لـ«الوطن» أن «كل وسائل التأمين المعمول بها داخل وزارة التربية والتعليم تم اختراقها، والوزارة دائماً ما تستعين بالقوات المسلحة والشرطة فى نقل أوراق وإجابات الأسئلة إلى المحافظات الحدودية، ولكن هذا لم يقض على ظاهرة الغش، خصوصاً أن هناك مراحل عديدة لورقة الأسئلة قبل أن تصل إلى رئيس اللجنة المسئول عن سير الامتحانات»، واعتبر إسماعيل أن نظام «البوكليت» لن يقضى أبداً على ظاهرة الغش الإلكترونى بكل وسائلها، مع أن هذا هو الغرض منه، مشيراً إلى أن «الامتحانات ستكون عبارة عن اختيار من متعدد، فلماذا لا نلجأ للامتحانات الإلكترونية، وهو النظام القادر على التصدى لمواجهة الغش الإلكترونى»، وأشار رئيس «اتحاد المعلمين» إلى أن «الوزارة لا تملك أى دراسة علمية حقيقية عن أسباب انتشار ظاهرة الغش الإلكترونى فى امتحانات الثانوية، وهى تسعى إلى معالجة الأمر بمنظور أمنى فقط، ولا تملك استراتيجية حقيقية للقضاء على الظاهرة، وحجب صفحات الغش الإلكترونى عبر مواقع التواصل الاجتماعى، خاصة فيس بوك وتويتر».
من جانبها، قالت الدكتورة فادية مغيث، الخبيرة التربوية، إن «الوزارة اختارت التوقيت السيئ فى تطبيق نظام «البوكليت» فى امتحانات الثانوية العامة، لأن هذا التوقيت فى حياة الطالب يكون خلاله مرتبكاً ومتوتراً قبل الامتحانات»، مشيرة إلى أن «التعليم» ليست لديها خطوط عريضة واضحة فى إطار تطوير منظومة العملية التعليمية فى مصر، ورأت «مغيث» أن تطبيق نظام «البوكليت» يعد إهانة لوزارة التربية والتعليم نفسها، مشيرة إلى أن الوزارة تتجه لتقليل عدد الطلاب المرشحين لكليات القمة، وأن النظام الجديد فى الثانوية العامة لن يقضى على ظاهرة الغش الإلكترونى مطلقاً، لأن صفحات الغش على مواقع التواصل الاجتماعى ستنجح فى تسريب الامتحانات، كما أن التسريب يأتى أحياناً عن طريق المسئولين أنفسهم»، ولفتت الخبيرة التربوية إلى أن «الوزارة تغمض عينيها عمداً عن وضع الحلول الجذرية لمشاكل منظومة العملية التعليمية فى مصر»، مشددة على أنه «لا بد من القضاء على الكثافة الطلابية داخل الفصول، وإقرار راتب يكفى المعلم ويغنيه عن الدروس الخصوصية ويمنحه الرضا عن المهنة، ثم بعد ذلك يتم وضع الخطوط العريضة لتطوير التعليم».تباينت آراء طلاب الثانوية العامة بنظاميها الحديث والقديم، وبشعبتيها الأدبى والعلمى، بشأن تطبيق نظام «البوكليت» الذى أعلن عنه الدكتور الهلالى الشربينى، حيث يتضمن نموذج الامتحان الموضوع بنظام «البوكليت» الأسئلة والإجابات فى نفس الكراسة، مع توفير مساحة مناسبة للإجابة أسفل كل سؤال، وستأتى أغلب الأسئلة غير «مقالية»، كما ستكون 30% من الأسئلة لـ«المستويات العليا للتفكير».
{long_qoute_3}
من جانبه قال عبدالغفور جمال، الطالب بمدرسة «أحمد لطفى الثانوية» فى منطقة فيصل، إن «نظام البوكليت لا يغير من الأمر شيئاً، خاصة فى مجال الغش، والطالب المصرى بعقليته العندية لا يصعب عليه شىء، ونحن كطلاب من أسهل ما يمكن علينا أن نعتمد على معرفة الأسئلة من بعضنا فى هذا النظام ونقوم بالغش عن أى طريق يعنى «مش هنغلب»، مشيراً إلى أن الوزارة أعلنت عن النظام متأخراً، وكان لا بد أن يعودوا الطلاب عليه من بداية مراحل الثانوية العامة، والامتحانات كانت دائماً «مقالية»، دلوقتى يقول لك «بوكليت» ونظام جديد وخلافه».
من جهتها، اعتبرت سمر محمود، الطالبة بمدرسة «الشهيد محمد حلمى» فى الهرم، أن «تغيير الأسئلة ونماذج الامتحانات لن يؤثر مطلقاً على ظاهرة الغش كما يقولون، وهذا النظام يمحو هوية وتفكير الطالب واستنباطه للمعلومات من خلال إعمال عقله فى المنهج، ذلك لأن نظام الأسئلة والإجابات محددة بكلمات معينة ولا بد من الحفظ»، فيما اعترضت الطالبة سارة عبدالسلام بشدة على نظام «البوكليت»، من حيث أن «أغلب الأسئلة إجبارية ولا يوجد اختيارى»، منوهة بأن الأسئلة تكون صعبة جداً فى حلها وتحتاج إلى مذاكرة شديدة تعتمد على الحفظ الجيد، وأن الأسئلة التى توضع ملتوية وجربناها فى «السنتر التعليمى» على أكثر من مادة وفشلنا فيها.
من جهة ثانية، قال الطالب حسام قناوى إن «وضع 30% من الأسئلة للطالب المجتهد سيهدد درجات جميع الطلاب، لأن المتفوقين فى الثانوية العامة لا يتعدون نسبة 20%، وبهذا الشكل سيتضرر معظم الطلبة من النظام الجديد الذى لا يبتغى مصلحة الطالب على الإطلاق»، حسب تعبيره. فى المقابل، أكدت يارا عصام، الطالبة بالصف الثالث الثانوية علمى علوم، أنها «لا ترى أى مشكلة فى تطبيق النظام الجديد، لأنه يحتوى على العديد من المميزات، أولها أنه يحارب الغش الذى لا يفرق بين طالب مجتهد وآخر فاشل.