ها نحن أمام قضية شاب آخر -غير «مالك» و«شادى»- ازداد فيها الجدل والنقاش المحتدم الممزوج بالسخرية والاستهزاء من جانب البعض، والرافض لها من الأساس ولتضخيمها من جانب آخر.. إنها قصة إلقاء القبض على رسام الكاريكاتير إسلام جاويش.. قالت تصريحات أصدقائه أنه قُبض عليه لنشره رسومات مسيئة إلى الرئيس على صفحته. وقال بيان الداخلية إنه متهم بمخالفة القانون لإنشاء موقع دون تصريح، ولاستخدامه برامج مقلّدة على الإنترنت. بدايةً فإن تحيُّزى دوماً للقانون وتطبيقه على الجميع، لكن -وأياً كان سبب الاتهام- تبقى الأسئلة: هل يمكننا بتلك الطريقة علاج مشكلات الكثير من الشباب فى بلادى ونظرته إلى الدولة ومؤسساتها وعلاقته بها؟ هل يمكننا اليوم مطالبة شباب -لم نمنحه الاهتمام، ولم نعتد الاستماع إلى وجهات نظره فى البيت والمدرسة والمجتمع- بالانتماء إلى وطننا وقضاياه؟ هل سنحجر على أبنائنا لأنهم مختلفون عنا ولديهم طريقتهم فى التعبير، أم نستمع إليهم ونحاورهم وننقدهم بالمنطق ونحسن من أدائهم وننقد ذاتنا قبلهم لنصل بهم ومعهم إلى بر الأمان؟

دعونا نتحدث ببعض الاحتواء لجيل من الشباب، شئنا أم أبينا، هم أصحاب الغد، وشئنا أم أبينا، فإنهم سيتحمّلون قيادة الوطن فى مستقبل لن نكون موجودين فيه مهما طال العمر، ولذا علينا تأهيلهم بالفكر والمعلومة والخبرة والفهم والقيم والحب، لا بالقمع والرفض والمطاردة. نعم عليهم احترام القانون، لكن علينا نحن أيضاً احتمال تطلعاتهم والاستماع إلى أصواتهم وتهذيبها حتى لا تصبح نشازاً خارج السرب بمنطق «إن كبر ابنك خاويه» وصاحبه وانصحه بالحُسنى وأمنه حتى لا يُدمن العنف الفكرى والمادى. علينا أن نكون جهاز استقبال وإرسال ونستمع أكثر مما نتحدث، ننصت إلى أفكارهم نأخذ بأياديهم فى ظلام الليل، حتى يروا نور الفجر.

وحتى لا أترك نفسى لكلام مرسل دون طرح رؤى واضحة، دعونا نطالب الدولة بحشد كل طاقاتها وإمكانياتها لاحتواء شبابها عبر برامج توعية متكاملة فى أساليب التربية تغزو كل القنوات. وبرامج تأهيل للآباء والمعلمين فى كيفية التعامل مع الأبناء والطلبة واكتشاف المواهب وتقديمها. علينا تنشيط همم الشباب وطاقاته فى مشاريع جادة تنموية عبر نشاط التطوع وعبر نظام التشغيل -لا التعيين- لمن يصلح فى كل المجالات. دعونا نعلمهم ثقافة الحوار بالاستماع إليهم وتقديم الرؤى بالحجج والبراهين لا بالرفض والإنكار. دعونا ننزل لهم ونتواضع معهم، بدلاً من مطالبتهم دوماً بالارتقاء إلى مستوانا. دعونا نسعى للتواصل معهم فى نقطة التقاء اسمها مصر لنُصحح ما أخطأنا فيه ونُجدد ما تناسيناه. دعونا نجوب الجامعات ومراكز الشباب فى القرى والنجوع، بدلاً من الجلوس وراء كاميرات القنوات لنُقدم لهم فكرة أو كتاباً أو نسمع لهم رأياً أو نكتشف فيهم موهبة. دعونا لا نخطئ نفس أخطاء من سبقونا، حينما تشبثوا بما حققوه ورفضوا إفساح الطريق لنا فسدوا علينا منافذ الصعود وأضاعوا كفاءات كانت بلادنا بحاجة إليها، فبارت أرض التنمية فيها. دعونا نكف عن مهاجمة الشباب وإن أخطأوا وتحميلهم كل أسباب فشلنا معهم، دعونا نحمى مستقبل بلادنا من غشاوة بعضنا.

قضيتى ليست أحمد مالك وشادى حسين وما فعلاه، كما أنها ليست إسلام جاويش وحقيقة تهمته، قضيتى يا سادة جيل كامل علينا وحدنا تقع مسئولية حمايته -حتى من نفسه- وتأهيله وإفساح الطريق له وتمكينه بالعلم والقيم والأدوات اللازمة ليُكمل الطريق فى وجودنا وليس بعدنا. فأيهما أفضل لكم أن تُعلموا أبناءكم القيادة وأنتم تجلسون بجوارهم لإكسابهم الخبرات الحامية لهم من الحوادث؟ أم تركهم يتعلمون القيادة بعدكم ومواجهة مصيرهم يا صابت يا خابت؟ نعم نحتاج إلى وقفة جادة وفورية لوقف إنتاج المسخ.

• أحمد مالك
• إسلام جاويش
• إلقاء القبض
• اكتشاف المواهب
• القبض على
• القرى والنجوع
• برامج تأهيل
• ثقافة الحوار
• دون تصريح
• رسام الكاريكاتير
• أحمد مالك
• إسلام جاويش
• إلقاء القبض
• اكتشاف المواهب
• القبض على
• القرى والنجوع
• برامج تأهيل
• ثقافة الحوار
• دون تصريح
• رسام الكاريكاتير
• أحمد مالك
• إسلام جاويش
• إلقاء القبض
• اكتشاف المواهب
• القبض على
• القرى والنجوع
• برامج تأهيل
• ثقافة الحوار
• دون تصريح
• رسام الكاريكاتير
• أحمد مالك
• إسلام جاويش
• إلقاء القبض
• اكتشاف المواهب
• القبض على
• القرى والنجوع
• برامج تأهيل
• ثقافة الحوار
• دون تصريح
• رسام الكاريكاتير