جيران «عبدالرحمن وأحمد عاطف»: شاركا فى اعتصام رابعة

كتب: إمام أحمد وحسن عثمان

جيران «عبدالرحمن وأحمد عاطف»: شاركا فى اعتصام رابعة

جيران «عبدالرحمن وأحمد عاطف»: شاركا فى اعتصام رابعة

السيد عوض.. حارة جانبية متفرعة من ميدان المطرية، تبدو للوهلة الأولى هادئة تماماً، البيوت بسيطة لا تزيد عن طابقين أو أربعة على الأكثر، فى نهايتها على الجهة اليمنى منزل بوابته الحديدية متهالكة كأنه مهجور بلا سكان، لولا بعض الملابس المعلقة على حبال إحدى شرفاته تشير إلى وجود حياة داخل العقار القديم، هنا كان يسكن عبدالرحمن عبدالفتاح، أحد الذين خططوا لحادث الكنيسة البطرسية الإرهابى، مع عناصر أخرى أعلنت «الداخلية» القبض على 4 منهم أمس الأول.

{long_qoute_1}

زوجة «عبدالرحمن»، البالغ من العمر 33 عاماً، رفضت الحديث تماماً، مكتفية بالتأكيد على أنها لم تره منذ فترة: «مانعرفش حاجة عن اللى حصل، وماشفناش عبده بقالنا فترة»، لكن «إبراهيم»، أحد جيرانه، أكد أنه التقاه قبل 4 أسابيع: «كان طبيعى، ومفيش حاجة غريبة عليه، وبيتعامل بشكل عادى مع الناس، وهو بطبيعته هادى ومنعزل ومالوش أصحاب، حتى قبل ما يدخل فى السكة الجديدة»، الشاب العشرينى الذى يسكن قرب منزل المتهم يقصد بـ«السكة الجديدة» مواظبته على الصلاة وإطلاقه لحيته ومرافقة عدد من أصحاب الهيئة الدينية نفسها: «قلنا إنه بقى سلفى زى ناس كتير، لكن محدش اتصور إنه بقى إرهابى».

واقعة سابقة شارك فيها «عبدالرحمن» يحكيها أحد جيرانه، طلب عدم ذكر اسمه: «فى مظاهرات الإخوان وأنصار ابوإسماعيل شارك عبدالرحمن، خصوصاً فى الاشتباكات اللى حصلت فى ميدان المطرية، ونصحته أكتر من مرة يرجع عن السكة دى، لكن ما سمعش الكلام».. ورغم ملازمة الرجل الخمسينى لجاره المتهم فى أداء فروض الصلاة بمسجد الهادى البشير القريب من منزلهما، لكن «عبدالرحمن» اتهمه مؤخراً، حسب قوله، بموالاة من سماهم «الكافرين»: «لقيته بيقولى فى مرة انت بتوالى الكافرين، قلتله كافرين مين يا عبدالرحمن، قالى المسيحيين، علشان بتتعامل معاهم، ومن وقتها قطعت علاقتى بيه، وبقى مفيش بينا إلا السلام عليكم».

من المطرية إلى الزيتون، مسافة قد يقطعها المترو أو الميكروباص فى دقائق، هى نفسها المسافة التى كان يقطعها «عبدالرحمن» للقاء زميله فى التنظيم الإرهابى، أحمد عاطف، الذى تم القبض عليه أمس الأول، لم يُصدم أهالى الحى فى جارهم حين شاهدوه يدلى باعترافات تفصيلية حول اشتراكه فى تفجير «البطرسية»، أداؤه كان يوحى بهذا، منذ اشتراكه فى اعتصام رابعة وفى كل المظاهرات التى اندلعت فى أعقاب ثورة 30 يونيو، بحسب تأكيد جيرانه فى عزبة المبيض.

أمام محل مغلق لتصليح دراجات الأطفال يملكه محمد عاطف، شقيق المتهم، وقف أحد سكان العمارة يضرب كفاً بكف: «الحقيقة أنا لا أستبعد إن أحمد يقوم بالموضوع ده هو وقرايبه اللى اتقبض عليهم»، يؤكد الرجل، الذى طلب عدم ذكر اسمه، أن «محمد»، شقيق المتهم، على العكس منه: «محمد ده راجل أرزقى وعلى باب الله، وملوش فى أى حاجة خالص، وعمرنا ما شوفناه عمل مشكلة مع أى حد، بس الله أعلم بالبواطن».. ذكريات كثيرة تجمع أحمد عاطف بأهالى المنطقة، ومنهم المعلم زغلول، صاحب عربة الفول، يؤكد: «كان بييجى يقف على فرش أخوه فى رمضان، إحنا مانعرفش غير محمد، لكن أخوه كان هادى وساكت ومش بيختلط بحد».


مواضيع متعلقة