قرار نهائى: الشعب يرفض عودة التنظيم الإرهابى

كتب: أحمد العميد

قرار نهائى: الشعب يرفض عودة التنظيم الإرهابى

قرار نهائى: الشعب يرفض عودة التنظيم الإرهابى

اتفق عدد من المواطنين على انحسار جماعة الإخوان، مؤكدين أنه لم يبق لهم من رصيد لدى المجتمع، الذى رفضهم وخرج بالملايين فى ثورة 30 يونيو رفضاً لاستمرارهم فى الحكم، مشيرين إلى وجود بعض المتعاطفين مع الجماعة فى المناطق التى تنتشر فيها نسبة الجهل والأمية، وأكدوا أنهم سيتصدون للجماعة الإرهابية مهما حاولت العودة أو استغلال أخطاء النظام الحالى وارتفاع الأسعار للسير خلف أفكارهم والمطالبة بإسقاط الدولة. {left_qoute_1}

داخل متجر أدوات كهربائية يطل على أحد مواقف الوراق بالجيزة، يجلس محمد أنور، فى العقد الخامس من عمره، بأريحية على مكتبه الخشبى الصغير يتابع عمله فى جرد الفواتير وكمية البضائع الموجودة داخل متجره الصغير. قبل عام كان بنفس جلسته يشاهد مسيرات الإخوان التى تخرج لتندد بعزل رئيسهم ومحاكمته فى محاولة منهم لإسقاط النظام الحالى، وكانت فى بعضها تجرى المناوشات لكنها لم تصبه أو تصب متجره بأى أذى، ولم تكن علاقته بجماعة الإخوان المسلمين فقط من خلال هذا المتجر الذى تتناوب عليه مسيرات الإخوان، وإنما يقطن فى منطقة تعج بعناصر الإخوان المسلمين والمتعاطفين معهم فى منشية البكارى، يقول: «أنا ساكن فى منطقة منشية البكارى وجنبى كرداسة وصفت اللبن وشايف الناس متعاطفة قد إيه مع الإخوان وده نتيجة جهلهم وإنهم مش مدركين الحقيقة وبيتخدعوا من أى حد بيلعب على مشاعرهم».

يرى «أنور» أن رصيد جماعة الإخوان لدى الشعب المصرى انخفض إلى حد كبير بعد ما ارتكبوه من جرائم خلال العام الذى تولوا فيه حكم البلاد، وخلطهم الدين بالسياسة لكنهم فى نفس الوقت يحظون بشعبية فى المناطق التى ترتفع فيها نسبة الأمية ويزداد فيها الجهل وهى المناطق الحاضنة لبعض عناصر الإخوان، مشيراً إلى أنها نتيجة طبيعية لما لعب عليه الإخوان خلال حكمهم وهو الجانب الإنسانى والمساعدات الغذائية والعلاجية للفقراء، وهو ما لم يفعله أى فصيل سياسى آخر، منتقداً تسييس الأحكام التى صدرت ضد جماعة الإخوان، ورئيسهم المعزول محمد مرسى، معلقاً: «هما قالوا على مرسى إنه خاين والخاين معروف حكمه إنه إعدام ليه ما ادالوش إعدام لغاية دلوقتى واقتصروا على حكم 40 سنة بس؟ وده معناه إن فيه هناك أشياء تدار خلف المحاكمات»، وأوضح أن الكثير من المواطنين ناقمون على الوضع السياسى بسبب عودة رموز الحزب الوطنى الديمقراطى وبراءة أعضائه مثل أحمد عز وغيره من رموز نظام مبارك.

ويضيف «أنور» أن ارتباط العمليات الإرهابية التى تشن ضد الجنود والضباط فى سيناء بالجماعة جعل الشعب المصرى يفقد تعاطفه مع جماعة الإخوان حتى بعد فض اعتصام رابعة العدوية بالدم، وهو ما كان يرفضه الكثيرون، لأن الشعب المصرى لا يحب العنف، متابعاً: «أنا سافرت فى دول كتيرة زى العراق والخليج وفى دول أوروبية كمان، فى الدول دى وبالذات دول الخليج فيه عنف لدى الأشخاص، لكن المصريين معندهمش العنف ده، لأن الأرض بتاعتنا أرض طيبة وحنينة على أولادها وأولادها طيبين، فالعنف مش من طبيعتنا فالدم بالنسبة لينا حرام سواء أكان على الإخوان أو الشرطة أو غيرهم».

ويقول سيد إسماعيل حسن، 30 عاماً، ليسانس آداب قسم التاريخ، إنه أحد المشاركين فى ثورة 25 يناير وتابع المشاركة الثورية فى الموجات التى تلتها، لكن أصعب خطوة وقرار اتخذه هو انتخاب الرئيس المعزول محمد مرسى وتأييده رئيساً محسوباً على التيار المدنى، فسرعان ما فقد مصداقيته لديه وبدأ الشعب يشعر بضعفه، مضيفاً أن الكثير من الخطوات التى اتخذها تنظيم الإخوان خلال اعتلائهم الحكم تسبب فى مناهضته هذا التنظيم، وكان من بينها حركة المحافظين والاعتداء على المحكمة الدستورية والدخول فى صراع مع القضاء والشرطة ومؤسسات الإعلام، والتسبب فى انقسام المصريين ما بين مؤيد ومعارض ووصل الأمر حد الاشتباكات فى الشوارع بين الشعب نفسه بصورة لم يتوقعها أحد.

ويتابع «سيد»: «بقيت من أشد الرافضين لاستمراره وخرجت لتأييد ثورة 30 يونيو بكل قوة، لكن بسرعة بقيت حزين بسبب اعتصام رابعة والنهضة، وكنت بشوف البلد معسكرين كل واحد ضد التانى، وكل بيت كان فيه انقسام وكنت واحد من اللى اختلفوا مع أصدقائهم وخسرت أصدقاء عمرى بسبب الإخوان»، مشيراً إلى أنه كان يرى أن الجماعات الدينية تخرب فى البلاد العربية وتهدم الحضارة، ما دفعه إلى السخط على الإخوان وأنصارهم ورغب فى التخلص منهم، وأن الإعلام لعب دوراً كبيراً فى ازدياد السخط الشعبى ضد الجماعة، موضحاً أن أخبار مقتل الجنود فى سيناء كانت تعزز لديه اتجاه العنف ضد الجماعة وترسخ فكرة الخروج العنيف للجماعة، والمفاوضات لا يمكن أن تأتى بنتيجة: «كنت خايف على بلدى من حكم رجعى وكنت من السعداء بنهاية الاعتصام لكن بمرور الوقت بدأت أرى أن السيسى هو الرئيس الذى تستحقه مصر»، مستبعداً عودة نظام الإخوان بعد ما فقد رصيده لدى الرأى العام والشعب المصرى ولم يبق من المتعاطفين سوى المناطق التى كانت حاضنة لأعضائهم ونشاطاتهم.

ويضيف محمد فرح، محامٍ، أن احتماء جماعة الإخوان المسلمين بالعالم الغربى وقطر وتركيا ومهاجمة مصر من الخارج والتحريض ضدها ودعم العمليات الإرهابية واغتيال النائب العام، جعل الجماعة تخسر كل ما لديها من أرصدة عند الشعب المصرى التى حاولت جاهدة أن تكسبه فى صفوفها، لكنها فشلت بسبب نواياها السيئة وسيطرتهم على مفاصل الدولة وكذبهم على الشعب منذ البداية حينما أعلنوا عدم ترشيحهم لرئيس فى الانتخابات الرئاسية الأولى بعد الثورة ومن ثم أعلنوا خيرت الشاطر ثم محمد مرسى بعد خروج «الشاطر» من سباق الرئاسة، مشيراً إلى أن الجماعة الإرهابية تحاول حشد الشعب المصرى ضد النظام القائم وتتاجر بقضايا قومية حساسة، وبالرغم من غلاء الأسعار وتدهور الوضع المادى لدى الشعب المصرى مقارنة بأيام الرئيس محمد مرسى، وغيرها من سلبيات النظام الحالى، فإن الشعب لم ينقد خلف دعوات تحريضهم لانكشافهم أمام الشعب بأنهم جماعة استندت إلى الخارج لمواجهة بلدهم».

يقول «فرح»: «أنا عصرت ليمون زى ما بيتقال لأنى انتخبت محمد مرسى، لأنى كنت مخير بين أحد وزراء مبارك وهو أحمد شفيق وبين تيار مدنى جديد، وده كان اختيار بعد ما حمدين صباحى خرج من الجولة الأولى فى الانتخابات».

 


مواضيع متعلقة