مدير «الأهرام للدراسات»: أوروبا كلها أهداف لـ«التنظيم الإرهابى».. وأتوقع عمليات جديدة فى باريس

كتب: سعيد حجازى

مدير «الأهرام للدراسات»: أوروبا كلها أهداف لـ«التنظيم الإرهابى».. وأتوقع عمليات جديدة فى باريس

مدير «الأهرام للدراسات»: أوروبا كلها أهداف لـ«التنظيم الإرهابى».. وأتوقع عمليات جديدة فى باريس

توقع الدكتور ضياء رشوان، مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن يكون منفذو اعتداءات «باريس» ممن قاتلوا مع تنظيم «داعش» فى سوريا والعراق ثم عادوا إلى فرنسا، لافتاً -فى حواره مع «الوطن»- إلى أن تلك التفجيرات شاركت فيها عناصر أخرى هاربة غير الانتحاريين الثمانية، وأن تلك العناصر ستسعى لتنفيذ عمليات أخرى داخل باريس والمناطق المجاورة لها، وإلى نص الحوار: {left_qoute_1}

■ كيف تابعت اعتداءات باريس؟

- لدينا تغير جذرى فى حادث باريس، فتلك الهجمات هى الأولى من نوعها على الإطلاق لتنظيم «داعش»، والثانية من حيث حجم الخسائر بعد تفجير قطار فى مدريد على يد تنظيم «القاعدة» الذى راح ضحيته نحو 190 قتيلاً، والعملية الأخيرة تعتبر أكبر عملية أو هجمة لـ«داعش» خارج نطاق الأراضى التى يسيطر عليها فى العراق وسوريا، وإعلانه السريع فى بيان مسئوليته عن تلك التفجيرات، فضلاً عن التفاصيل التى أوردها عن عدد المهاجمين، يؤكد أننا أمام تغير نوعى فى أسلوب التنظيم وعملياته، فهو يختلف عن «القاعدة» التى كانت توجه ضربات ضد من تسميهم «أعداء الإسلام» خارج أراضيها، كما حدث فى 11 سبتمبر، وفى أفريقيا، والجزيرة العربية، بينما «داعش»، لم يهتم بالخارج إلا فى حدود ضيقة، لم ينفذ عمليات كبرى فى فرنسا إلا لثلاثة أسباب حسب بياناته، هى مشاركتها فى الحملة العسكرية والتحالف الدولى ضده فى العراق وسوريا، والهجوم على الرسول (صلى الله عليه وسلم)، والسياسة الفرنسية ضد الإسلام، فتلك هى الأسباب التى أعلنها «داعش»، لكن تبقى هناك أسباب رمزية تتعلق بفرنسا نفسها، فهى التى اخترعت العلمانية حول العالم، وتُعد الدولة الأكبر فى غرب أوروبا، وإمكانيات التنقل داخلها سهلة عن الدول الأخرى، كما توجد فيها بيئة بشرية وأكثر من 4 ملايين مسلم، وعدد كبير من الفرنسيين انضموا لـ«داعش»، لذلك هناك تغير جعلهم يصفون الهجمات بأنها «أول الغيث».

و«التنظيم» حرص على تنفيذ تلك العملية بدقة، وتحدى فيها الأمن الفرنسى، حيث استهدف مكاناً يوجد فيه الرئيس الفرنسى، وهو الاستاد، وكانوا يعتقدون أن المستشارة الألمانية ميركل ستكون هى الأخرى موجودة، وخطط لتلك العملية منذ فترة طويلة، تتجاوز الشهرين.

■ هل من شارك فى العملية 8 عناصر فقط كما ادعى التنظيم؟

- لا يمكن أن يكون هناك 8 انتحاريين ولا يخدم عليهم أكثر من 10 آخرين، فهناك تحضير للمواد المتفجرة، وآخرون لنقل الناس، ومجموعة للاستطلاع، فلتلك الهجمات تفاصيل كثيرة، فنحن لا نتكلم الآن عن أفراد، وإنما عن مجموعة تنظيمية على الأراضى الفرنسية، أخذت وقتها للتخطيط وتنفيذ تلك العمليات فى أحياء 10، 11، 18، التى تقع فى شمال باريس والشمال الشرق، وهى أحياء الهجرة من العرب وجاليات أجنبية، ولم يتم اختيار الأحياء الجنوبية التى يسهل اكتشاف الغرباء فيها وتتسم بالحراسات والإجراءات الأمنية الشديدة، واختار البيئة الطبيعية لتنفيذ عمليته، فمن قام بتلك العمليات لديه تدريب قوى على التخطيط والاستطلاع والتنفيذ والهروب، وأرجح أن من نفذوا تلك العملية من العناصر الذين قاتلوا مع «داعش» فى سوريا والعراق، ثم عادوا إلى فرنسا. والبيان الذى خرج من «داعش» فى العراق يؤكد أن هناك اتصالاً مباشراً وسريعاً بينه والمجموعات التى هربت بعد التفجيرات، والسلطات الفرنسية تقدرهم ما بين 8 و12 هارباً بالسلاح، وهؤلاء سينفذون عمليات سريعة أخرى على الأرجح فى باريس أو فى المناطق المجاورة.

وأرى أن هذا التنظيم الإرهابى غير استراتيجيته وسينفذ عمليات هجومية بقدر ما يستطيع، وبقدر ما تطول يده، فى كل دولة حسب الظروف.

■ هل تتوقع تنفيذ «داعش» عمليات مشابهة فى أوروبا؟

- بالفعل، والدول الأوروبية كلها مفتوحة لمثل تلك العمليات، لكن أمريكا أقل منها فى إمكانية التعرض للاستهداف نظراً لبعدها، وأنها تمرست فى الإجراءات الأمنية منذ أحداث 11 سبتمبر.

 


مواضيع متعلقة