أصحاب «المفروش»: لا نوثِّق عقود الإيجار ولا نخبر أقسام الشرطة «عشان لينا نظرة فى الناس»

أصحاب «المفروش»: لا نوثِّق عقود الإيجار ولا نخبر أقسام الشرطة «عشان لينا نظرة فى الناس»
- أعمال منافية للآداب
- أقسام الشرطة
- إيصال أمانة
- ارتفاع الأسعار
- البطاقة الشخصية
- التسويق العقارى
- الجهات الأمنية
- الشقق المفروشة
- الشهر العقارى
- أجر
- أعمال منافية للآداب
- أقسام الشرطة
- إيصال أمانة
- ارتفاع الأسعار
- البطاقة الشخصية
- التسويق العقارى
- الجهات الأمنية
- الشقق المفروشة
- الشهر العقارى
- أجر
أكد عدد من مالكى الشقق المفروشة، أنهم لم يتقدموا بأى مستند رسمى للجهات المعنية يفيد بقيامهم بتأجير تلك الشقق «مفروش»، معتمدين على أن المدة التى يستغرقها التأجير قصيرة ولا تستدعى توثيق العقود، إلى جانب أن «لهم نظرة فى الأشخاص اللى بيأجروا الشقق»، حسب قولهم، وهو ما يجعل الجهات الأمنية لا تعرف شيئاً عن تلك الشقق أو بيانات قاطنيها.
تقول السيدة هدى محمود، مالكة إحدى الشقق المفروشة فى منطقة المعادى، إنها تقوم بتأجير شقتها «مفروش» منذ نحو عام ونصف تقريباً، وخلال هذه الفترة لم تفكر إطلاقاً فى إرسال صوة البطاقة الشخصية للمستأجر إلى قسم الشرطة، مبررة ذلك بقولها: «عمرى ما فكرت أودى صورة بطاقة أى حد مستأجر للقسم، لأن ليا نظرة فى الناس اللى بتسكن عندى، الناس بيكون شكلها محترم علشان كدا باثق فيهم».
{long_qoute_1}
وتابعت: «أجَّرت الشقة لأحد الأفارقة مش فاكرة جنسيته، وبعد شهرين تقريباً قام الرجل بعمل حفلة داخل الشقة وعزم فيها جميع أصدقائه الأفارقة وجاب خمرة وتسبب ذلك فى إزعاج كبير للسكان فقررت أفسخ التعاقد معاه وخرجته من الشقة علشان السكان مايزعلوش».
وأضافت «هدى» أنها ذات مرة واجهت مشكلة مع مهندسة استأجرت شقتها وكان معها خادمة وكلب، وكان الأطفال يخافون من وجود الكلب فى العمارة، فضلاً عن صوت نباحه المستمر الذى أزعج جميع السكان، وتسبب ذلك فى فسخ العقد مع المهندسة، حيث التزمت بدفع كافة المصروفات التى كانت عليها بما فى ذلك إيصالات الغاز والكهرباء.
وتوضح أنها لا تؤجر شقتها لشاب أعزب، أو مجموعة من الشباب بمفردهم: «شقتى ماينفعش تتأجر لمجموعة شباب، لازم اللى يأجرها يكون راجل ومعاه أسرته، وده طبعاً أفضل لأن الشباب ممكن يستخدموا الشقة فى أعمال منافية للآداب».
عام ونصف، هى المدة التى أجرت فيها «هدى» شقتها «مفروش»، ولم يخطر على بالها ذات مرة أن يكون الشخص المستأجر خارجاً على القانون أو إرهابياً: «عمرى ما فكرت يكون المستأجر إرهابى، كل اللى كان بيشغل بالى أن المستأجر يستخدم الشقة فى الدعارة، علشان كدا أنا متفقة مع البواب لو حصل حاجة زى دى يبلغنى على طول، والبواب راجل محترم وطيب، لكن بعد اللى بيحصل فى البلد واللى إحنا شفناه من تفجيرات لازم ناخذ احتياطاتنا وربنا يسترها بقى».{left_qoute_1}
أجَّرت «هدى» شقتها لأحد الشباب السوريين ومعه والده، وكان شرطها فى المستأجر أن يكون «مسلماً سنياً»: «قبل ما أكتب العقد معاه سألته أنت سنى ولا شيعى فقال لى أنا سنى، علشان كدا وافقت أنه يأجرها، لأنى مابحبش الشيعة».
وأكدت أن الحالة الصعبة وارتفاع الأسعار هى السبب فى لجوئها لتأجير شقتها، خصوصاً الفترة الأخيرة: «كلنا شايفين ظروف البلد الصعبة ولولا الحوجة والله ما كنت هأجر شقتى مفروش أبداً، ده المفروش ده وجع دماغ».
ويقول إبراهيم محمود، أحد العاملين فى شركة تسويق عقارى بمدينة الرحاب، إنه عندما يتم تأجير شقة «مفروش» لأى شخص يتم الحصول منه على صورة البطاقة الشخصية والاطلاع على الأصل ومعرفة الغرض من استئجار الشقة: «لازم نبص على أصل البطاقة الشخصية، ونصورها وبنخلى معانا الصورة».
ويؤكد «إبراهيم» أنه يرسل صورة بطاقة الشخص المستأجر وصورة من عقد الإيجار لقسم الشرطة بشكل دورى: «كل مرة بنأجر فيها شقة لأى حد بنبعت على طول صورة البطاقة وصورة عقد الإيجار للقسم، ولو ده ماحصلش القسم بيعملنا مشكلة، وفيه تواصل مستمر بينا على طول»، وتابع أنه يرسل صورة جواز السفر للمستأجر إذا كان المستأجر أجنبياً.
وقال إنه عندما يتم تحرير عقد بين المستأجر وبين الشركة يدون فى عقد الإيجار جميع المنقولات الموجودة بالشقة ونطلع المستأجر على هذه المنقولات، بالإضافة إلى الحصول على تأمين نقدى من المستأجر ودفع قيمة الإيجار مقدماً، مضيفاً أنه بمجرد سكن المستأجر فى الشقة، يتم التواصل بشكل مستمر مع حارس العقار أو فرد الأمن الموجود لمعرفة تحركات المستأجر وإذا كان هناك أمور غريبة يقوم بها المستأجر يتم إبلاغ الشرطة فوراً، لتتخذ إجراءاتها، وتابع أن المستأجر إذا ما تأخر فى دفع الإيجار يتم تطبيق غرامة مالية عليه، وتكون الغرامة ضمن بنود عقد الإيجار.
حالة من الضيق انتابت أشرف محمد، أحد أصحاب الشقق المفروشة بمنطقة دار السلام، عندما أخبره أحد جيرانه هاتفياً بأن شقته أغرقتها المياه، لدرجة أنها رشحت فى الشقة الموجودة تحتها، حيث قام المستأجر وهو من دولة غينيا، بترك حنفية المياه مفتوحة لمدة يومين، ولم يظهر خلال هذه المدة، فاتصل به «أشرف» لكنه لم يرد فحضر «أشرف» وقرر كسر باب الشقة والدخول لإغلاق الحنفية وتجفيف الشقة، وقال: «العمارة كلها كانت هتغرق».
ترك المستأجر الأفريقى الشقة ولم يعد إليها بعد ذلك، لأنه جمع كل متعلقاته الشخصية، واكتشف «أشرف» هذا بعدما دخل لإغلاق الحنفية، رغم أن المستأجر لم يدفع الإيجار منذ شهرين تقريباً: «أخد حاجته ومشى، كان بيطلب منى أصبر عليه، لكن ضحك عليا ومشى»، فيما لم يتوجه المالك لقسم الشرطة للإبلاغ عن المستأجر لأنه لم يوثق عقد الإيجار أصلاً فى الشهر العقارى، ومن المؤكد أن الرجل قد عاد إلى بلاده.
أحمد فتحى، شاب لديه شقته، ثلاث غرف، فى صقر قريش بالمعادى، يستخدم منها غرفة واحدة يعيش فيها ويقوم بتأجير باقى الشقة، بعد انفصاله عن زوجته منذ عامين تقريباً، يشترط «أحمد» أن يكون المستأجر للغرفة من خارج القاهرة، ويقول: «فكرت فى موضوع الإيجار ده من سنة تقريباً، وأنا مابستخدمش الشقة كلها لأنى عايش لوحدى، فقررت أأجر الغرفتين التانيين وأستغلهم لزيادة الدخل».
وتابع: «أهم شرط فى موضوع إيجار الأوضة ده أن يكون المستأجر من خارج القاهرة، لأن معظم الشباب اللى بييجوا من القاهرة بيكونوا عاملين مشاكل مع أهاليهم، علشان كدا بابعد تماماً عن الناس دى».
6 أشهر هى أقل مدة يمكن أن يقوم أحد فيها بتأجير غرفة بشقة «أحمد»، بالإضافة إلى أن المستأجر يقوم بدفع تأمين شهرين والتوقيع على إيصال أمانة، والإيجار يتم دفعه مقدماً، وفى حالة قيام المستأجر بفسخ التعاقد قبل انقضاء مدة الـ6 أشهر يضيع عليه المبلغ التأمينى، وكل هذه الشروط مدونة فى عقد الإيجار الموقع بينه وبين المستأجر: «أنا مابحبش التنطيط اللى يسكن معايا فى شقتى لازم يكون عارف أنه هيدفع الإيجار مقدم والتأمين شهرين، ولو مشى قبل ما يعدوا الـ6 أشهر هيضيع عليه التأمين».
{long_qoute_2}
ويؤكد «أحمد» أنه لا يقوم بتأجير الغرف للطلاب، وإنما يتم تأجيرها للعاملين فى الشركات، ويوضح أن من ضمن شروط الإيجار عدم السماح للمستأجر بأن تزوره امرأة داخل الشقة: «ممنوع دخول واحدة ست الشقة عندى، وده شرط مهم جداً، وبقوله للمستأجر، عادى أن واحد صاحبه راجل يزوره لكن ست مستحيل».
نظرة «أحمد» فى الناس هى المعيار الأول والأخير للموافقة على التأجير: «ليا نظرة فى الناس، مش أى حد باسكّنه، كل اللى جم سكنوا معايا مهندسين، منهم واحد كان بيشتغل فى المنطقة التكنولوجية اللى موجودة فى المعادى، وواحد تانى فى شركة بترول، يعنى هما ناس باين عليهم أنهم محترمين».
{long_qoute_3}
لم يوثق «أحمد» أى عقد بينه وبين المستأجرين، إنما يكتفى فقط بكتابة عقد إيجار من نسختين يضع فيه جميع الشروط، بالإضافة إلى توقيع المستأجر على إيصال أمانة، لكنه لم يذهب ذات مرة لقسم الشرطة لتوثيق هذا العقد أو تسليم القسم صورة من بطاقة المستأجر، وأنه على قناعة بأن العقد الذى يتم توثيقه يكون عقود البيع أو الشراء، بالإضافة إلى عقود الإيجار طويلة المدى: «كل واحد جه قعد معايا فى شقتى صورة بطاقته معايا، ولو حصل منه أى حاجة كنت هروح على القسم وأسلم لهم صورة البطاقة، لكن الناس دى ماحصلش منهم أى حاجة خالص»، مضيفاً: «أنا حر أعمل اللى على مزاجى فى ملكى ما دام مابزعجش حد، وبعدين المنطقة اللى أنا عايش فيها أكثر من 70% من سكانها مأجَّرين، ونص الناس دى أفارقة، ومفيش حاجة بتحصل ولا فيه مشاكل ولا غيره».
أحد أصدقاء «أحمد» نصحه بأن يطلب ممن يريد السكن معه «فيش وتشبيه»، لأن الأمر الذى يقوم به فى غاية الخطورة، وقد يعود ذات يوم من عمله ولا يجد ممتلكاته فى الشقة لكنه يرفض معتمداً على نظرية «ليا نظرة فى الناس».