قيادات الأزهر تُعلق فشلها فى تجديد الخطاب الدينى على شماعة تردّى الإعلام والثقافة والفن

كتب: سعيد حجازى وعبدالوهاب عيسى

قيادات الأزهر تُعلق فشلها فى تجديد الخطاب الدينى على شماعة تردّى الإعلام والثقافة والفن

قيادات الأزهر تُعلق فشلها فى تجديد الخطاب الدينى على شماعة تردّى الإعلام والثقافة والفن

علقت قيادات الأزهر فشلها فى تجديد الخطاب الدينى، الذى طالب به الرئيس عبدالفتاح السيسى، أكثر من مرة، على شماعة تردّى أحوال الإعلام والفن والثقافة، ما أدى إلى نشر التطرف والعنف فى المجتمع، وطالب عدد من قيادات مشيخة الأزهر، الإعلامَ بتجديد الخطاب الإعلامى والفنى، ووزارة الثقافة والمثقفين بتطوير الفكر ونشر ثقافة الاعتدال، لمواجهة العنف فى المجتمع. {left_qoute_1}

وقال عباس شومان، وكيل الأزهر، فى بيان له، الأسبوع الماضى خلال اجتماع للجنة الحوار المجتمعى التى شكَّلها الأزهر لمواجهة التطرف، إن الخطاب الدينى ليس وحده الذى يحتاج إلى تصحيح، وإن الخطاب الإعلامى والثقافى والفنى عليه عبء كبير فى توجيه الأفراد والمجتمعات، مضيفاً: «الأزهر ينظر لدور الإعلام بصفته الموجه الحقيقى، وعلى الإعلاميين أن يسلكوا الطريق الحقيقى لعرض هموم المجتمع وقضاياه بحيادية وموضوعية، وإبراز الإيجابيات ومعالجة السلبيات».

وقال الدكتور إبراهيم الهدهد، القائم بأعمال رئيس جامعة الأزهر، فى تصريحات له، إن المجتمع فى حاجة مُلحة إلى ميثاق إعلامى، لتنقية الخطاب الموجه عبر وسائل الإعلام منعاً لإثارة الخلافات بين طوائف المجتمع، وللابتعاد عن السفسطة والجدل، مضيفاً: «الدين أكبر من يُسخر كسلعة يتاجَر بها عبر الشاشات».

وقال الدكتور أحمد زارع، وكيل كلية الإعلام والمتحدث باسم جامعة الأزهر، فى بيان له، إن الأزهر وعلماءه أحرص الناس على تجديد الخطاب الدينى، لأن ذلك مطلب شرعى وسمة للدعوة الإسلامية، ولا بد من تجديد الخطاب الفنى والإعلامى والثقافى، حتى تكتمل الصورة.

وأضاف: «مهما كان الخطاب الدينى صائباً سيصطدم بالخطاب الفنى الذى يبث ليل نهار مفاسد لا حصر لها، اقتلعت قيماً طيبة من نفوس الكثيرين، وأشاعت ألواناً شتى من الرذيلة والعنف فى المجتمع، كما أن لدينا خطاباً إعلامياً يمزق الأمة، ويدعو للاستقطاب والتناحر، ويجنح للإثارة والترويج لسفاسف الأمور رغم أنه يشهد أزهى عصوره تقنياً وتكنولوجيا، إلا أنه يعانى من فقر قيمى ومهنى، ما يهدم فى لحظات ما يبنيه الخطاب الدينى فى سنوات».

وأكد «زارع» أهمية أن تكون هناك وقفة صادقة مع أنفسنا لنجدد هذه المسارات الفنية والإعلامية والثقافية حتى يتمكن الخطاب الدينى من دحر الفكر المتطرف من جانب، ومقاومة الإلحاد والأغلال من جانب آخر.

فى المقابل، أكدت الدكتورة آمنة نصير، أستاذ الفلسفة والعقيدة بالأزهر، أن الهجوم على الإعلام من قيادات الأزهر غريب، وأن الخطاب الدينى إذا تم تجديده سيتجدد كل شىء، مضيفة لـ«الوطن»: لم يُحسن القائمون على حوارات الأزهر اختيار الشرائح المستهدفة بالحوار، ولا حتى إجراء الحوار، وهم الآن يهاجمون الإعلام، لأنهم يعانون حالة من التخبط، ومناهجهم لتجديد الخطاب غير واضحة.

وقال عبدالغنى هندى، أمين لجنة الحوار بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن قيادات الأزهر تحاول وضع العربة أمام الحصان، وإلقاء فشلها فى تجديد الخطاب الدينى على الإعلام والثقافة والفن، مضيفاً: «هذا تنظير بلا معنى، وكلام لا يصلح أن يخرج من مسئولين رسميين، خصوصاً أن المفترض فى الخطاب الدعوى أنه يجمع ولا يفرق، فيما تسير القيادات عكس التيار، وكان الأولى بالأزهر أن يجمع المتميزين من الإعلاميين ويكرمهم بدلاً من امتهانهم والهجوم عليهم، أو أن يمول أعمالاً سينمائية، تخدم القيم والأخلاق وتُعلى منها».

وقال ياسر عبدالعزيز، الخبير الإعلامى، إن خطاب الإعلام يحتاج إلى تجديد، لأن وضع الإعلام سيئ جداً، إلا أن هذا لا يمكن أن يكون ذريعة للتوقف عن تجديد الخطاب الدينى، لافتاً إلى أن مصر تمر بأزمة حضارية مكتملة الأركان، ملامحها هى تردى الدور السياسى والمشكلات الاقتصادية، وتراجع القيم والتعليم، ما يتطلب المضى فى الإصلاح والتطوير الدينى والثقافى والإعلامى بالتوازى.


مواضيع متعلقة