لجان «الدولة والأزهر» تفشل فى وضع استراتيجية لتجديد الخطاب الدينى

لجان «الدولة والأزهر» تفشل فى وضع استراتيجية لتجديد الخطاب الدينى
- أئمة الأوقاف
- أحمد عكاشة
- أحمد كريمة
- أسامة الأزهرى
- الأمة الإسلامية
- الأنبا موسى
- البحوث الإسلامية
- آمنة نصير
- أئمة الأوقاف
- أحمد عكاشة
- أحمد كريمة
- أسامة الأزهرى
- الأمة الإسلامية
- الأنبا موسى
- البحوث الإسلامية
- آمنة نصير
فشلت لجان الحوار المجتمعى، التى شكلتها الدولة ومؤسسات الأزهر، فى وضع استراتيجية لتجديد الخطاب الدينى، تنفيذاً لتوصيات المؤتمر الوطنى للشباب الذى عقد فى شرم الشيخ نهاية أكتوبر الماضى، حيث سيطرت على جلساتها حالة من الجدل والانقسام، وتحولت إلى ساحة لتبادل الاتهامات بين المثقفين ورجال الدين، وتعميق الخلاف أكثر.
وشهدت اللجنة الخماسية، التى تضم وزراء الأوقاف والثقافة والشباب وممثلين عن الأزهر والكنيسة، على مدار جلساتها الثلاث منذ إعلان تشكيلها فى 7 نوفمبر الماضى، حالة من التخبط والعشوائية وافتقاد الرؤية للحوار، فضلاً عن اشتباكات كلامية فى المناقشات بين القائمين على الحوار والشباب. رغم مشاركة الوزراء الثلاثة فيها، وعدد من الشخصيات العامة وعلماء الدين منهم الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية السابق، والدكتور أسامة الأزهرى، مستشار الرئيس، والدكتور ربيع الغفير ممثل الأزهر، والأنبا موسى ممثل الكنيسة.
{long_qoute_1}
ففى اللقاء الأول، نشب خلاف حول مصافحة المرأة، وهل هو حلال أم حرام، دون أن ينتهى النقاش إلى شىء، كما وقع خلاف بين الدكتور سعد الدين هلالى، أستاذ الفقه المقارن بالأزهر، وممثل الأزهر، حول دور المؤسسات فى العمل الدعوى، وتحول القائمين عليها إلى أوصياء للدين.
وتطرق اللقاء الثانى إلى عدم وجود تدريب للأئمة، وشهد توجيه اتهامات لهم بالتشدد، وهو ما رفضه ممثل الأزهر، كما وقع خلاف بين أئمة الأوقاف والحاضرين عن الأزهر من الشباب، بعد أن قال أحد الأئمة إن الأوقاف هى التى تقود تجديد الخطاب الدينى وحدها، ولا تجد عوناً من أحد، ما أثار غضب ممثلى الأزهر الذين دافعوا عن مؤسستهم وحدثت حالة من الهرج داخل القاعة.
وشهد اللقاء الثالث، أمس، خلافاً حاداً فى وجهات النظر بين رجائى عطية، الفقيه الدستورى وعضو مجمع البحوث الإسلامية الذى حضر ممثلاً عن الأزهر، والدكتور أحمد عكاشة، عضو المجلس الاستشارى لرئيس الجمهورية، حول الحاجة إلى تجديد الخطاب الدينى، وانتهى الأمر بانسحاب «عكاشة» من اللقاء غاضباً، ورفضه الاستمرار رغم إلحاح الشباب عليه للبقاء، الأمر الذى أثار حالة من البلبلة داخل اللقاء، ودفع البعض للخروج دون استكماله. وقال رجائى عطية: «لا نحتاج لتجديد الخطاب الدينى، والأزهر يؤدى دوره فى هذا الشأن، ولا بد من وقفة متأملة لتوضيح خطابات التجديد، ونتساءل: هل نحن أمام خطاب واحد أم خطابات متعددة، فهناك مشكلة فى الخطاب الثقافى والإعلامى وغيره، وليس فى الدينى فقط، والمتطرفون ليست لهم مرجعية دينية حقيقية، لأنهم يزيفون الأدلة لتطرفهم ما يحتم علينا الاهتمام بالحرية التى تجعل الجميع يتحاور ويكشف ما فى نفسه، ومن ثم نقده وتوجيهه».
وتابع: «لا بد أن نحدد هل تعريف تجديد الخطاب الدينى هدم فى الثوابت، وهو ما لا يقبله أحد، أم تجديد الفكر وهذا لا يملك أحد وضع معالم له، لأن تجديد الفكر يأتى بالفكر ولا توجد نسخ كربونية لتجديد الفكر الدينى».
وفى المقابل، قال «عكاشة»: «حضرت وفق خطة واضحة لمناقشة تجديد الخطاب الدينى، إلا أن الأمر تغير بشكل غريب ليتحول اللقاء إلى جلسة دينية أكثر منها لمناقشة الخطاب الدينى، ونحن فى حاجة ماسة لتطويره وتجديده».
على الجانب الآخر، لم تنته لجنة الأزهر الموازية التى شكلتها المشيخة لتجديد الخطاب الدينى إلى شىء، ولم تنجح فى وضع توصيات واضحة تمثل استراتيجية لتجديد الخطاب.
ونظمت اللجنة التى يرأسها الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر، جلسات للحوار مع شباب وخريجى الأزهر فى القاهرة وأسيوط ودمياط، وفى الجامع الأزهر وأروقته، وبيت العائلة، والجامعة، والمعاهد الأزهرية، ووعظ المحافظات، إلا أن نتائجها وتوصياتها كانت إنشائية، ولم تقدم حلولاً للأزمة.
من جانبه، قال الدكتور جابر عصفور، وزير الثقافة الأسبق، لـ«الوطن»، إن الأزهر أصبح فى حد ذاته جزءاً من مشكلة الخطاب الدينى، فكيف يستطيع تجديده، بينما الأغلبية داخل مؤسساته من المحافظين والمتجمدين هى التى تحكم وتتحكم، بينما لا نجد ظهوراً للمجددين من أساتذة وعلماء الأزهر أمثال حمدى زقزق، وأحمد كريمة، وسعد الدين هلالى، رغم ما لديهم من رؤية عصرية للتجديد.
وقالت الدكتورة آمنة نصير، أستاذة العقيدة والفلسفة بالأزهر، إن قضية تطوير الخطاب الدينى قضية الأمة الإسلامية، وليس الأزهر أو حتى مصر وحدها، مضيفة: «السؤال: هل نحن قادرون على التطوير أم لا؟ وهو ما طرحته قبل عشرين عاماً على مجلس جامعة الأزهر، ولم يرد علىّ أحد.