بناء الكنائس فى «دار الإسلام» أزمة مزمنة وفتوى قديمة للأزهر: لا تصلح قبلتان فى الأرض

كتب: سعيد حجازى وعبدالوهاب عيسى

بناء الكنائس فى «دار الإسلام» أزمة مزمنة وفتوى قديمة للأزهر: لا تصلح قبلتان فى الأرض

بناء الكنائس فى «دار الإسلام» أزمة مزمنة وفتوى قديمة للأزهر: لا تصلح قبلتان فى الأرض

ترفض المذاهب الفقهية بناء الكنائس فى الدول التى تم «تمصيرها» وتحويلها إلى دول إسلامية مثل «القاهرة»، وترى فى الأمر خطورة شديدة على الدين، فقد قسم الإمام ابن القيم، فى كتابه «أحكام أهل الذمة» البلاد من حيث وجود أهل الذمة إلى بلاد أنشأها المسلمون فى الإسلام، مثل البصرة والكوفة وواسط وبغداد والقاهرة، وكنائس هذه البلدان «تُزال» اتفاقاً.

ولا تختلف جميع المذاهب عن هذا الاتجاه، فالمذهب الحنفى، كما فى كتاب «اللباب فى شرح الكتاب» لا يجيز إحداث بيعة ولا كنيسة فى دار الإسلام، وفى كتاب «بدائع الصنائع» أنهم «يمنعون من إحداث الكنائس فى أمصار المسلمين»، وفى شرح كتاب السير الكبير «يمنعون من إحداث الكنائس بعد أن صار مصراً من أمصار المسلمين»، وفى «الهداية»: «ولا يجوز إحداث بيعة ولا كنيسة فى دار الإسلام».

{long_qoute_1}

وفى المذهب المالكى، جاء فى كتاب «الجواهر»: «إن كانوا فى بلدة بناها المسلمون فلا يُمكّنون من بناء كنيسة وكذلك لو ملكنا رقبة بلدة من بلادهم قهراً ليس للإمام أن يقر فيها كنيسة بل يجب نقض كنائسهم فيها»، وقال ابن الماجشون: «ويمنعون من ترميم كنائسهم القديمة إذا رثت، إلا أن يكون ذلك شرطاً فى عقدهم فيوفى لهم، ويمنعون من الزيادة الظاهرة والباطنة»، وجاء فى المدونة: «قلت: أرأيت هل كان مالك يقول: ليس للنصارى أن يحدثوا الكنائس فى بلاد الإسلام؟ قال: نعم كان مالك يكره ذلك فقد قال الإمام: أرى أن يمنعوا من أن يتخذوا فى بلاد الإسلام كنيسة إلا أن يكون لهم عهد فيحملون على عهدهم».

وفى كتاب «التاج والإكليل»: «عن ابن القاسم: يمنع أهل الذمة من إحداث الكنائس فى بلدة بناها المسلمون». أما فى الشافعية، فقد قال الإمام الشافعى فى «المختصر»: «ولا يحدثوا فى أمصار المسلمين كنيسة ولا مجتمعاً لصلواتهم»، وجاء فى المهذب: «ويمنعون من إحداث الكنائس والبيع والصوامع فى بلاد المسلمين»، وفى «روضة الطالبين»: «ما أحدثه المسلمون -من البلاد- كبغداد والكوفة والبصرة فلا يُمكّن أهل الذمة من إحداث بيعة وكنيسة وصومعة راهب فيها ولو صالحهم على التمكن من إحداثها فالعقد باطل»، وفى «فتاوى السبكى»: «إن الكنائس الحادثة فى الإسلام لا تبقى فى الأمصار إجماعاً ولا فى القرى عند أكثر العلماء»، ونقل «السبكى» كذلك الإجماع على أن الكنيسة إذا هدمت ولو بغير وجه لا يجوز إعادتها. وفى المذهب الحنبلى جاء فى «الشرح الكبير» لـ«ابن قدامة» أن النصارى «يمنعون من إحداث الكنائس والبيع ولا يمنعون رم شعثها»، وفى بناء ما استهدم منها روايتان، قال أبوالحارث سؤل أبوعبدالله عن البيع والكنائس التى بناها أهل الذمة وما أحدثوا فيها مما لم يكن؟ قال تهدم وليس لهم أن يحدثوا شيئا من ذلك فيما مصره المسلمون يمنعون من ذلك إلا مما صولحوا عليه».

ويعد «ابن تيمية» أكبر المهاجمين للمسيحيين فى الفقه الإسلامى، وعليه يعتمد المتطرفون بشكل كبير ومن الأقوال المنقولة عنه أن «من اعتقد أن الكنائس بيوت الله، وأن الله يعبد فيها، أو أن ما يفعله اليهود والنصارى عبادة لله، وطاعة لرسوله، أو أنه يحب ذلك أو يرضاه، أو أعانهم على فتحها وإقامة دينهم، وأن ذلك قربة أو طاعة، فهو كافر».

ومن نقل تلك الآراء واعتبارها فى الفتاوى الحديثة، إجابة الأزهر فى فتوى له عام 1997 عن حكم الدين فى بناء بيوت العبادة لغير المسلمين فى بلاد الإسلام، فقد قال الشيخ عطية صقر، أحد علماء الأزهر: «روى أحمد وأبوداود عن ابن عباس عن النبى (صلى الله عليه وسلم) أنه قال (لا تصلح قبلتان فى أرض، وليس على مسلم جزية)، وروى ابن عدى عن عمر بن الخطاب عن النبى (لا تبنى كنيسة فى الإسلام ولا يجدد ما خرب منها)، وأن البيهقى روى عن ابن عباس قال (كل مصر مصََّره المسلمون لا تبنى فيه بيعة ولا كنيسة ولا يضرب فيه ناقوس ولا يباع فيه لحم خنزير».


مواضيع متعلقة