"غادة السمان" تواجه "عروسة المولد المطلقة" في جدل "الحرية والإهانة"

كتب: شريف حسين

"غادة السمان" تواجه "عروسة المولد المطلقة" في جدل "الحرية والإهانة"

"غادة السمان" تواجه "عروسة المولد المطلقة" في جدل "الحرية والإهانة"

أثار إصدار غادة السمان، كتابها الجديد "رسائل أنسي الحاج إلى غادة السمان"، بمعرض بيروت للكتاب، ردود أفعال واسعة، ليس فقط في الأوساط الثقافية، وإنما على مواقع التواصل الاجتماعي على اختلاف توجهات مستخدميها.

ووجد كثيرون، في كتاب السمان الأخير، تجاوزا أخلاقيا، حيث أفشت رسائل خاصة كانت قد كتبت إليها بشكل شخصي وحميمي لا بغرض النشر العام، وكذلك لأنه الكتاب الثاني الذي أصدرته السمان ويحمل رسائل عاطفية شخصية أيضا، بعد "رسائل غسان كنفاني إلى غادة السمان"، الذي صدر عام 1999، لتوثق قصتي حب في حياتها أحدهما مع الأديب الفلسطيني غسان كنفاني، والأخرى مع الشاعر السوري أنسي الحاج.

وتباينت ردود أفعال الجمهور تجاه الكتاب، حيث اعترض كثيرون وسخروا من محتواه، بينما رأى آخرون أن غادة لديها الحرية في نشر أي محتوى ترغب فيه، كما رأى فريق ثالث أن غادة من حقها إصدار ما تشاء، بينما من حق الجمهور أن يسخر كما يشاء أيضا.

ولم يكن كتاب غادة وحده هو المثير للجدل في الأيام الماضية فيما يتعلق بالخلاف الدائر حول الحرية والحق في السخرية من جهة، والتحقير من الأشخاص من جهة أخرى، فقد شهدت مواقع التواصل الاجتماعي أيضا "خناقة" حول "إيفيه" مفاده أن شخصا كان يشتري "عروسة المولد" فصُدم من ارتفاع سعرها، ليطلب أخرى "مطلقة" بسعر أرخص.

وأثار "الإيفيه" غضبا واسعا، واعتُبر إهانة وتحقير للمرأة المطلقة، وأنه انطلق من عقلية تعتبر المطلقة أقل في المنزلة من الفتاة، فيما رأى الكثير أن الأمر لا يعدو كونه سخرية من ارتفاع أسعار حلوى المولد، والأسعار بشكل عام، لا تحتمل تأويلا يتعلق بإهانة المرأة، ولا يحمل أي تمييز "جندري".

وتقول الكاتبة فاطمة ناعوت، إن هناك مدرستين فكريتين أحدهما فنية بحتة تعتبر أن رسائل الأدباء قطع أدبية وبالتالي يجوز أن تنشر مثل رسائل جبران ومي زيادة، ورسائل العقاد وطه حسين.

أما المدرسة الأخرى فترى أن ما كٌتب في إطار من السرية لا يجوز أن يطلع عليه أحد، وهي مدرسة أخلاقية، موضحة في تصريحات لـ"الوطن" أنها تميل إلى تلك المدرسة دون أن تجرم المدرسة الأخرى.

وأشارت ناعوت إلى أن الشاعر اللبناني شربل بعيني، وهو أحد الشعراء اللبنانيين المغتربين في أستراليا، كان قد كتب إليها وإلى مجموعة من الأدباء رسائل أخوية واستأذن قبل نشرها.

وفيما يتعلق بـ"إيفيه عروسة المولد"، أكدت ناعوت أنها مع حرية الرأي ما دامت لا تخوض في شرف أو وعرض ولا تحرض على عنف ولكن هناك أخلاقيات يجب أن يلتزم بها الإنسان، معتبرة تلك النكتة حرية رأى تجاوزت إلى حد البذاءة والتطاول، موضحة أن المرأة دائما في مرمى سخرية المجتمع وهجومه.

ومن جهتها، قالت هدير الشرقاوي، منسقة مركز "أنثى" لقضايا المرأة، إن هناك اتجاها لتلسيع المرأة في المجتمع، وقد وصل الأمر إلى فكرة أن لكل امرأة سعرها، سواء المطلقة أو الأرملة أو الفتاة العزبة.

وأوضحت في تصريحات لـ"الوطن"، أن "الإيفيه رخيص" فضلا عن كونه نوعا من أنواع العنف وبشكل واضح جدا، مضيفة: "ماينفعش نتكلم عن تغيير الخطابات الاجتماعية وإحنا بشكل لا واعي بنردد خطابات اجتماعية نناهضها".


مواضيع متعلقة