الناظر: "أزمة الدواء" مفتعلة.. ولم تظهر إلا بعد "التعويم"

كتب: أحمد البهنساوي

الناظر: "أزمة الدواء" مفتعلة.. ولم تظهر إلا بعد "التعويم"

الناظر: "أزمة الدواء" مفتعلة.. ولم تظهر إلا بعد "التعويم"

قال الدكتور هانى الناظر، رئيس المركز القومى للبحوث سابقا، إن أزمة الدواء ظهرت بعد «تعويم الجنيه» بسبب فارق السعر، وهناك من يردد أن السبب حظر استيراد الأدوية، وهذا غير صحيح لأننا لا نستطيع حظر استيرادها، مثلاً لتوقيعنا على اتفاقية بهذا الخصوص، لكن المطلوب من شركات الأدوية أن تراعى الظروف التى تمر بها البلاد، وأن تصل مع وزارة الصحة إلى حل وسط، خاصة أن الطرفين جلسا معاً لبحث سبل حل الأزمة، لكن لم يتم التوصل إلى حل، فعلى سبيل المثال كان يمكن الاتفاق على أن يتم رفع سعر الأدوية لكن بعد فترة، ومع ذلك المشكلة الآن فى سبيلها إلى الحل، حيث أصدر الرئيس عبدالفتاح السيسى قراراً بأن تقوم الشركة الوطنية باستيراد كل نواقص الأدوية، علماً بأن النقص لم يكن فى كل الأدوية ولكن فقط فى بعض الأدوية الخاصة بالأورام والكلى، وهى فى طريقها للوصول إلى مصر، وكلها أشياء خاصة بالمستشفيات وليس الصيدليات كأدوية الفشل الكلوى.

وأشار فى حوار خاص لـ«الوطن»، إلى أن الأنسولين المصرى متوافر، لكن بعض المرضى لا يريدون سوى الدواء المستورد، فعلى سبيل المثال أكتب لبعض المرضى فى عيادتى «بانتوجار» لفروة الرأس، وهو مصرى وثمنه 15 جنيهاً لكنهم يريدون المستورد رغم أن الفاعلية واحدة، وهكذا فى «بانادول» وغيره، فنحن جزء من المشكلة.

أما بشأن الصورة الذهنية المترسخة لدى المصريين بأن الدواء المستورد أكثر فاعلية من المحلى، أوضح أن هذا خطأ بنسبة 100%، فمن يشترى المستورد قليلون من المصريين، أما غالبية المواطنين فيتعاطون الأدوية المصنّعة محلياً، ومع ذلك لم يحدث لهم شىء، فبلد كمصر تزيد بمعدل مليون نسمة فى وقت قريب، هل هذا يعنى أن الأدوية المصرية غير فعالة؟ وفى النهاية أزمة الأدوية تتلخص فى أدوية الكلى، وبعض أدوية السرطان وليس كلها.

وأكد أن أزمة الدواء "مفتعلة"، وهناك جزء من الأزمة بسبب ارتفاع سعر الدولار، ولا شك فى ذلك، لكن من ناحية أخرى هناك أطراف تريد افتعال أزمة على وسائل التواصل مثل هاشتاج «ارفعوا حظر استيراد الأدوية» كما انتشرت على الفيس بوك دعوات لتخزين أدوية إسهال الأطفال بدعوى أنها ستختفى من الأسواق بعد فترة، وأنا كذّبت هذا الكلان، مشيرا إلى أن هذه الوسائل تلعب دوراً كبيراً فى تضخيم الأزمة لأنها تنشر أخباراً غير صحيحة، ومنها دعوات لعدم استخدام دواء للشعر يسمى «بانتوجار» بدعوى أنه يسبب السرطان، وأنا كذّبت هذه الادعاءات، فالسوشيال ميديا تلعب دوراً فى مشكلة الدواء فى مصر.


مواضيع متعلقة