رئيس المركز القومى للبحوث سابقاً: مصر لديها كنوز لـ«السياحة العلاجية» لا تتوافر فى أى دولة

كتب: أحمد البهنساوى

رئيس المركز القومى للبحوث سابقاً: مصر لديها كنوز لـ«السياحة العلاجية» لا تتوافر فى أى دولة

رئيس المركز القومى للبحوث سابقاً: مصر لديها كنوز لـ«السياحة العلاجية» لا تتوافر فى أى دولة

أكد الدكتور هانى الناظر، رئيس المركز القومى للبحوث سابقاً، أن مصر تُعتبر واحدة من أهم الدول التى تمتلك كنوزاً لـ«السياحة العلاجية» التى لا تتوافر فى أى دولة أخرى بالعالم، مشيراً إلى أنه من الضرورى على الحكومة دعوة رجال الأعمال للاستثمار فى مجال الدواء حتى يمكن صناعته محلياً، لافتاً إلى أن أزمة الدواء الحالية «مفتعلة»، ساهمت فيها وسائل «السوشيال ميديا» بشكل كبير، مطالباً وزارة الصحة بإنشاء إدارة لمتابعة وسائل التواصل الحديثة لحظياً، للرد على كل ما يُنشر بها من شائعات، لا سيما «فيس بوك» و«تويتر»، وكذلك بإنشاء وزارة لـ«العلوم والتكنولوجيا» تتبنى مواهب الأطفال المبتكرين وترعاهم وتمثل عقل الحكومة فى إجراء بحوث لحل كل الأزمات. وأشار «الناظر»، فى حوار خاص لـ«الوطن»، إلى أن برنامج السياحة العلاجية الذى أعلنت عنه وزارة الصحة مؤخراً طال انتظاره منذ 23 عاماً، لافتاً إلى أنه سيدر دخلاً كبيراً للدولة فى حالة تطبيقه بشكل أمثل، خاصة أن مصر تمتلك كنوزاً فى هذا المجال، وتحديداً فى الاستشفاء البيئى، مؤكداً أن الاعتقاد بأن الأدوية المستوردة أكثر فاعلية من المصرية خطأ 100%.

وإلى تفاصيل الحوار:

{long_qoute_1}

■ فى البداية ماذا تعنى السياحة العلاجية؟

- السياحة العلاجية المقصود بها هو انتقال إنسان من بلد لبلد آخر بهدف العلاج، فمثلاً هناك من يأتى لمصر لإجراء «ليزك فى بصره» أو عملية ما أو شىء فى أسنانه وما إلى ذلك.

■ ما الفرق بين السياحة العلاجية والاستشفاء البيئى؟

- الاستشفاء البيئى يعنى استخدام ظروف البيئة فى علاج مرض ما، والبيئة هنا يمكن أن تكون مياهاً مالحة، أشعة فوق بنفسجية، أو دفناً بالرمال أو الاستحمام فى العيون الكبريتية واستخدام الأعشاب، كما أن الاستشفاء البيئى جزء من السياحة العلاجية.

■ هل ترى أن مصر لديها الإمكانيات اللازمة لتحقيق استفادة كبيرة منها؟

- مصر لديها كنوز للسياحة العلاجية لا تتوافر فى أى بلد فى العالم، فالتجربة المصرية لعلاج فيرس «سى» فريدة أشادت بها منظمة الصحة العالمية، حيث تمت السيطرة على المرض خلال فترة وجيزة وصلت لسنتين ونصف السنة، فضلاً عن أنه توافر لدينا دواء وطنى لعلاجه، كما أن لدينا شركات وطنية تنتج الدواء، كما نستورد دواء بسعر مختلف عن الأسعار الخارجية، فأصبح لدينا الخبرة والدواء ومن الممكن أن يجذبا المرضى فى الدول العربية والأفريقية والأوروبية.

{long_qoute_2}

■ مصر حققت طفرة بالفعل فى علاج مرضى فيروس «سى».. فهل هناك خطة لاستيعاب المرضى الجدد الذين يصابون بالفيروس؟

- عدد المرضى الكبير أتى بسبب أخطاء فى الماضى لم نتنبه لها مثل حقن البلهارسيا، فضلاً عن أن الوعى الذى عند طبيب الأسنان أو «الحلاق» كان منخفضاً، إضافة إلى بنوك الدم لأن كلها أماكن تنقل المرض، هذا الوعى ازداد حالياً فأدى إلى قلة عدد المصابين الجدد، فضلاً عن برامج الوقاية التى اتُخذت.

■ وزارة الصحة أعلنت منذ أيام عن برنامج للاستفادة من السياحة العلاجية فى مصر.. ما تقييمك له؟

- من الواضح أنها بداية جادة وقوية، وأن هناك توجيهات من الرئاسة للعمل فى الموضوع، والبرنامج يعمل على ناحيتين الأولى: موضوع فيروس «سى»، والثانية: اكتشاف ما لدينا من كنوز، خاصة أن مصر بها مدينة «سفاجا» على سبيل المثال، حيث يأتى إليها البشر من مختلف دول العالم للاستشفاء من مرض الصدفية منذ 23 عاماً، وأماكن أخرى فى سيناء مثل «عيون موسى»، و«العين» برأس سدر، وواحة سيوة التى اشتهرت بالتغطية بالرمال لعلاج الروماتيزم، وأسوان وغيرها، لكنها تحتاج لدراسات علمية، وقمنا بتدريب أول مجموعة من الأطباء، وحالياً ندرب الفوج الثانى من الأطباء الشباب لكى يعرفوا معنى الاستشفاء البيئى، وكيف يخدمون فى تلك الأماكن، كما وضعنا خطة بعدما زرنا «العيون الكبريتية» فى حلوان، واكتشفنا كنوزاً غير مستغلة.

■ وما تلك الكنوز غير المستغلة؟

- هناك عيون غير مستغلة، كما أن هناك 10 شاليهات يقيم بها المواطنون، وهو عدد محدود وأقل من المستهدف، كما أن بالعين علاجاً بالطمى، خاصة أنها بها طمى تستغله إسرائيل والأردن فى عمل الشامبوهات وكريمات لعلاج البشرة ومرطبات وصابون يباع بالملايين فى أوروبا، وهذا غير مستغل عندنا، ويحصلون عليه من قاع بحيرة عين الصيرة غير المستغلة عندنا، فضلاً عن أن المياه الكبريتية تعالج الأمراض الروماتيزمية ويمكن أن تعالج الإكزيما وجفاف الجلد وحب الشباب وقشر السمكة وأمراضاً جلدية أخرى، وعندما ذهبنا لعين حلوان وجدنا أن هناك سوراً عازلاً بين مكانين كابريتاج حلوان وفندق، والاثنان عبارة عن حطام، وأطالب بإعادة بنائهما بحيث تمد لهما المياه الكبريتية، ويكون الكابريتاج مكاناً لاستقبال المرضى والفندق للإقامة، وبالتالى يصبح لدينا مجمع كامل تحت إشراف وزارة الصحة، كما أن الطمى يمكن أن يشغل مصانع لعمل مواد تجميل منه وصابون وغيره، مما يعد مصدراً كبيراً للدخل.

{left_qoute_1}

■ الوزارة أعلنت أنها ستستعين بك فى أنشطة الاستشفاء البيئى بخصوص برنامج السياحة العلاجية.. ما خطتك؟

- اتفقت مع الوزارة على الحصول على عيّنات من الطمى لمعرفة العناصر التى يحتويها، وما الذى يمكن أن يعالجه أو يستفاد منه، كما أننا سنبدأ إرسال مرضى إلى عيون موسى خلال مايو المقبل، والآن نقوم بتحليل المياه لمعاينة الأملاح ونسبة المعادن بها، وسنحصل على نتائج العلاج فى نهاية العام المقبل، ونعلنها فى مؤتمر دولى وننشرها فى الدوريات العلمية لتحفيز الأجانب على السياحة فى مصر للعلاج، كما نقوم بتدريب الكوادر الطبية للعمل فى سيوة والواحات والوادى الجديد للانتهاء من العيون بشكل متكامل.

■ كم تمتلك مصر من «العيون الكبريتية»؟

- لدينا 3 آلاف عين كبريتية طبيعية فى عدة أماكن بمختلف أنحاء الجمهورية، ومنها «سيناء، حلوان، الفيوم، وادى الريان، سيوة» وغيرها، وفى الوادى الجديد، وفى الواحات البحرية بين كل عين وعين متران فقط، ويرتادها الكثير من الأجانب للاستشفاء.

■ ما النتائج المرجوة من استغلال تلك العيون؟

- السائح العلاجى ينفق 3 أضعاف ما ينفقه فى السياحة العادية، فمثلاً الأردن دخل لها من السياحة العلاجية عبر استغلال البحر الميت فقط 3 مليارات دولار، وفى مصر لو تم استغلال هذا الموضوع بالشكل الأمثل سيدخل لمصر ما يعادل ميزانية الدولة.

■ ما المطلوب لتحقيق ذلك؟

- أنتظر تفعيل قرار السياحة العلاجية منذ 23 عاماً، فبعد نجاح مشروع سفاجا لعلاج الصدفية عام 1994 أصدرت وزارة الصحة منذ أيام برنامجاً للاستفادة من السياحة العلاجية، لأنى رأيت فى سفاجا كمية الأموال التى تدخل البلاد من هذا الموضوع.

■ ما دور المركز القومى للبحوث فى ربط الأطباء الباحثين ببرامج الاستشفاء البيئى؟

- المركز أنشئ عام 1993، وقمت من خلال فريق بحثى باستكشاف مدينة سفاجا، والتى كان تعداد سكانها 45 ألف نسمة، ولم يكن هناك مريض واحد بالصدفية، فبدأنا تفويج مرضى للاستحمام فى المياه، ثم يعرض المريض للشمس بعد الشروق وقبل الغروب لمدة 3 أسابيع، وتوصلنا لنتائج لم تكن لتصل إليها أفضل الأدوية لعلاج الصدفية، وفى نهاية المشروع قيّمنا النتائج، وقلنا إن هذا العلاج لا يوجد له مثيل ونُشر فى دوريات علمية، كما قمنا بعمل مشروع علاج المرضى غير القادرين فى منطقة العقبى وهو موجود حتى الآن.

■ كيف يتم تأهيل الأطباء للعمل فى السياحة العلاجية؟

- عبر شيئين، الأول: أنه لدينا فى المركز قسم أمراض جلدية، وهم جاهزون بطبيعة الحال، والثانى: ندرب الأطباء على هذا المجال، كما أنهم سيعملون معنا فى سيناء، فهو يأخذ الجزء النظرى الآن ثم ينفذ الجانب التطبيقى على المرضى، كما أن الموضوع لا يحتاج مجهوداً سوى متابعة المريض.

■ هل ترى أن المستشفيات التى أعلنتها الوزارة فى برنامجها صالحة لتحقيق الهدف من السياحة العلاجية؟

- ما يحدث هو تخصيص جناح من تلك المستشفيات مثل معهد ناصر ومستشفى الهرم وغيرهما للمرضى، حيث يتم فحص وتحليل، ثم يحصل المريض على الأدوية تحت إشراف الطبيب.

{long_qoute_3}

■ متى تبدأ مصر فى الاستشفاء البيئى؟

- خلال سنتين بعد عمل الأبحاث المطلوبة وتنفيذ مجمع عين حلوان.

■ ما تقييمك لأزمة الدواء الحالية فى مصر.. وسبل الخروج منها؟

- فى الحقيقة ظهرت أزمة الدواء بعد «تعويم الجنيه» بسبب فارق السعر، وهناك من يردد أن السبب حظر استيراد الأدوية، وهذا غير صحيح لأننا لا نستطيع حظر استيرادها، مثلاً لتوقيعنا على اتفاقية بهذا الخصوص، لكن المطلوب من شركات الأدوية أن تراعى الظروف التى تمر بها البلاد، وأن تصل مع وزارة الصحة إلى حل وسط، خاصة أن الطرفين جلسا معاً لبحث سبل حل الأزمة، لكن لم يتم التوصل إلى حل، فعلى سبيل المثال كان يمكن الاتفاق على أن يتم رفع سعر الأدوية لكن بعد فترة، ومع ذلك المشكلة الآن فى سبيلها إلى الحل، حيث أصدر الرئيس عبدالفتاح السيسى قراراً بأن تقوم الشركة الوطنية باستيراد كل نواقص الأدوية، علماً بأن النقص لم يكن فى كل الأدوية ولكن فقط فى بعض الأدوية الخاصة بالأورام والكلى، وهى فى طريقها للوصول إلى مصر، وكلها أشياء خاصة بالمستشفيات وليس الصيدليات كأدوية الفشل الكلوى.

■ لكن البعض يشتكى من عدم وجود أدوية مهمة كالأنسولين لمرضى السكر؟

- بالعكس الأنسولين المصرى متوافر، لكن بعض المرضى لا يريدون سوى الدواء المستورد، فعلى سبيل المثال أكتب لبعض المرضى فى عيادتى «بانتوجار» لفروة الرأس، وهو مصرى وثمنه 15 جنيهاً لكنهم يريدون المستورد رغم أن الفاعلية واحدة، وهكذا فى «بانادول» وغيره، فنحن جزء من المشكلة.

■ هناك صورة ذهنية مترسخة لدى المصريين بأن الدواء المستورد أكثر فاعلية من المحلى.. هل هذا صحيح؟

- هذا خطأ بنسبة 100%، فمن يشترى المستورد قليلون من المصريين، أما غالبية المواطنين فيتعاطون الأدوية المصنّعة محلياً، ومع ذلك لم يحدث لهم شىء، فبلد كمصر تزيد بمعدل مليون نسمة فى وقت قريب، هل هذا يعنى أن الأدوية المصرية غير فعالة؟ وفى النهاية أزمة الأدوية تتلخص فى أدوية الكلى، وبعض أدوية السرطان وليس كلها.

{left_qoute_2}

■ هل تعنى أن أزمة الدواء مفتعلة؟

- نعم بالتأكيد مفتعلة، وهناك جزء من الأزمة بسبب ارتفاع سعر الدولار، ولا شك فى ذلك، لكن من ناحية أخرى هناك أطراف تريد افتعال أزمة على وسائل التواصل مثل هاشتاج «ارفعوا حظر استيراد الأدوية» كما انتشرت على الفيس بوك دعوات لتخزين أدوية إسهال الأطفال بدعوى أنها ستختفى من الأسواق بعد فترة، وأنا كذّبت هذا الكلام.

■ هل تعنى أن وسائل «السوشيال ميديا» هى السبب فى تفاقم أزمة الأدوية؟

- نعم فهذه الوسائل تلعب دوراً كبيراً فى تضخيم الأزمة لأنها تنشر أخباراً غير صحيحة، ومنها دعوات لعدم استخدام دواء للشعر يسمى «بانتوجار» بدعوى أنه يسبب السرطان، وأنا كذّبت هذه الادعاءات، فالسوشيال ميديا تلعب دوراً فى مشكلة الدواء فى مصر.

■ كيف نواجه هذه الأزمة من وجهة نظرك أو نعالجها؟

- أطالب وزارة الصحة بأن يكون لديها إدارة لـ«السوشيال ميديا» تتابع عن كثب طوال الـ24 ساعة ما يُنشر عليها بخصوص الأدوية ليتم الرد عليها فوراً كسبيل لمواجهة الشائعات، والتى من بينها ترديد كلام عن التطعيمات التى تسبب وفاة الأطفال وفشل الحكومة وما إلى ذلك، فالسوشيال ميديا الآن هى القوة الناعمة لدى أى دولة ولها تأثير قوى جداً أكثر من الصحافة، خاصة فى ترديد الشائعات.

■ هل يوجد لدينا شركات أدوية مصرية خالصة؟

- نعم، ولكن هناك بعض الأدوية القليلة التى يتم تصنيعها محلياً مثل دواء «البروكسيمول»، الذى يعالج حصوة الحالب تم تصنيعه فى المركز القومى للبحوث فى الستينات ويُصنع من نبات «الحلف بر»، وغيرها من الأدوية من الأعشاب النباتية، لكن الشركات حالياً أصبحت تستسهل استيراد المادة الخام من الخارج وتصنيعها محلياً.

■ لماذا لا تمتلك مصر شركات أدوية لإنتاجها بشكل محلى خالص؟

- لدينا مستثمرون فى مجال الدواء لا يريدون الإنفاق على أبحاث الدواء لأنهم يريدون المكسب السريع دون انتظار نتائج الأبحاث وما إلى ذلك، وهذه مشكلة المستثمرين، مع أن الاستثمار فى مجال الدواء رقم واحد فى العالم يليه تجارة السلاح ثم المخدرات، وهناك شركات أدوية تتسبب فى إسقاط أنظمة أو التحكم فى أخرى، وعلى سبيل المثال الهند تنبهت لهذا الموضوع وكانت دولة فقيرة وأصبحت الآن تصدّر الدواء لأمريكا، ومصر دولة مؤهلة لأن تكون منتجة ومصدّرة للدواء على مستوى العالم لأن مصادر الدواء متوافرة، ومنها كمية النباتات والأعشاب بالآلاف التى تُستخدم فى صناعة الدواء، فضلاً عن الخامات الوسيطة عبر البتروكيماويات، كما أن مصر تمتلك العلماء والباحثين فى هذا المجال، وينقصنا فقط الإنفاق على صناعة الدواء.

■ لماذا لا تتبنى الدولة هذا التوجه وتقوم بالإنفاق على صناعة الدواء ما دام هناك عزوف من المستثمرين حسبما ذكرت؟

- الدولة يتركز عملها من وجهة نظرى على تشجيع رجال الأعمال على الاستثمار فى مجال الدواء، لأن صناعة الدواء فى كل دول العالم من اختصاص القطاع الخاص، فإبداع الدولة فى أنها تضع القوانين المشجعة للمستثمرين على الإنفاق على أبحاث إنتاج الدواء، كتخفيض الضرائب على الدواء المصنّع محلياً وعلى المواد المستوردة من الخارج لصناعته، كما أن رجال الأعمال يسيرون وفقاً لتوجه الحكومة فلو قالت إن الدولة تريد التوسع فى العقارات سنجد أغلب رجال الأعمال يتوجهون لهذا المجال، وهكذا لو فعلت فى مجال الدواء.

■ ما تقييمك للخدمة العلاجية المقدمة للمواطن فى المستشفيات العامة والجامعية؟

- هناك خدمة تقدم بدليل زيادة عدد السكان، لكنها لا تؤدى بنسبة 100% وأنا غير راض عنها.

{left_qoute_3}

■ ما السبب فى هذا التردى؟

- منظومة الصحة فى مصر عبارة عن 5 عناصر، وهى طبيب وهيئة معاونة من ممرضين وإداريين ثم مريض ثم دواء وأخيراً المكان والأجهزة من مستشفيات وأجهزة الفحص وما إلى ذلك، والعناصر الخمسة تحتاج لتطوير، فالطبيب يحتاج للتدريب المستمر، والمشاركة فى المؤتمرات وهيئات التمريض نفس الكلام، والمريض يحتاج للتوعية المستمرة من وزارة الصحة لتجنب الإصابة بالأمراض التى جزء كبير منها يحدث نتيجة الجهل، فضلاً عن التوعية بالتعامل مع الدواء فى مصر، ثم عنصر الدواء، ونحن فى حاجة لمجمعات عالمية لصناعة الدواء فى مصر، وأخيراً المستشفيات والتجهيزات وهذه تحتاج للإنفاق، وبالتالى مطلوب من وزارة الصحة إعلان استراتيجية لتطوير العناصر الخمسة السابقة خلال 10 سنوات.

■ قلت إن الاستراتيجية المطلوبة لتطوير المنظومة العلاجية تحتاج للإنفاق.. من أين يتم تدبيره؟

- من عنصرين مهمين يمثلان التفكير خارج الصندوق، وهما السياحة العلاجية التى بدأنا فى تنفيذها، وشىء آخر يسمى سياحة المسنين، ففى الخارج يتم إرسال من بلغ الستين والسبعين عاماً إلى أماكن لا يوجد بها تلوث خصوصاً اليابانيين والكوريين، ونحن فى مصر لدينا أكثر من 90% من مساحة مصر لا يوجد بها تلوث لأنها غير مسكونة وبالتالى يجب إنشاء منتجعات للمسنين وتكون بها عيادات طوارئ وإعادة التأهيل، خاصة لمرضى القلب المفتوح على سبيل المثال، فضلاً عن الاستشفاء البيئى، هذه الأشياء ستدر دخلاً لوزارة الصحة سيغطى تكلفة تحديث المنظومة العلاجية بعناصرها الخمسة التى ذكرتها.

■ وماذا عن التأمين الصحى فى مصر؟

- لا بد أن يتم عمل قانون جديد للتأمين الصحى يراعى العدالة الاجتماعية، ويشمل جميع المواطنين، وليس موظفى الحكومة فقط، كما هو الحال الآن، ويعالج بموجبه الفقير بنفس المستوى الذى يعالج به الغنى، ومن الممكن فرض رسوم أو مبالغ على المقتدر، ولكن المهم أن تكون الخدمة العلاجية واحدة بصرف النظر عن المستوى المادى للمريض، مع تشجيع القطاع الخاص على إنشاء شركات تأمين صحى لحدوث المنافسة بينها بما يصب فى صالح المريض فى النهاية.


مواضيع متعلقة