أعضاء تحكيم «القاهرة السينمائى»: كانت فرصة لتبادل الثقافات

كتب: سحر عزازى

أعضاء تحكيم «القاهرة السينمائى»:  كانت فرصة لتبادل الثقافات

أعضاء تحكيم «القاهرة السينمائى»: كانت فرصة لتبادل الثقافات

على مدار 10 أيام شاهدت لجنة التحكيم الدولية لمهرجان القاهرة السينمائى، برئاسة المخرج الألمانى كريستيان بيتزولد، 16 فيلماً بالمسابقة، تراوح مستواها الفنى ما بين جيد وردىء، ودارت بينهم العديد من الكواليس، وتبادل الثقافات والخبرات، واختاروا «الفلوكة» بالنيل مكاناً لاختيار الجوائز النهائية، ومن بين الأعضاء المخرج هانى خليفة، وصبا مبارك، وأروى جودة.

وقال كريستيان بيتزولد إنه فوجئ بخطاب من إدارة المهرجان لرئاسة تحكيم اللجنة الدولية، فضلاً عن لحظة تكريمه فلم يكن مستعداً له، نظراً لوصوله قبل حقائبه من المطار، ووفرت الإدارة له بدلة كى يصعد بها على خشبة المسرح، وفرح كثيراً بالحفاوة، لافتاً إلى أنه لم يكن يعلم أى شىء عن السينما المصرية ولم يسبق له زيارتها من قبل، ورغم ذلك أبدى ترحيبه ووافق على الفور، خاصة أنه يعلم أن هذا الحدث الفنى كبير، وبدأ يقرأ عنها ويشاهد أفلامها.

{long_qoute_2}

وأضاف «بيتزولد» لـ«الوطن»: «لم أتردد فى الموافقة خاصة أن هذا المهرجان سيفتح لى أفقاً واسعة حول السينما الأفريقية، وتعتبر هذه المرة الأولى لى فى حياتى أن أكون رئيساً للجنة تحكيم، واستفدت منها، فكانت تجربة رائعة واستمتعت بالمناقشات التى كانت تتم بعد مشاهدة الأفلام، مع الأعضاء الذين لا أعتبر نفسى رئيساً عليهم بل كنا متفاهمين جميعاً، ولم يحدث بيننا أى خلاف على مدار فترة المهرجان، وشاهدنا أفلاماً جيدة وأخرى رديئة والسيئ منها تعلمت منه، وأتمنى أن تكون الدورة المقبلة أفضل»، وتابع: «لم أتمكن من مشاهدة أفلام خارج المسابقة نظراً لضيق الوقت، ولاحظت أن الجمهور يحرص على متابعة العروض، لكن للأسف فى بعض الأحيان أشعر أنه غير مهتم بالشكل الكافى أثناء المشاهدة، وقال: «هناك أفلام داخل المهرجان مصرية وغير مصرية، مقتبسة مشاهد من الأفلام الأمريكية أو تسير على خطاها، وهذا كان يشعرنى بأنها مصطنعة وغير مقنعة بالنسبة لى، وأنا دائماً أفضل أن كل بلد يهتم بهويته الأصلية داخل أعماله الفنية لأنها جزء من واجبه وثقافته».

فيما قال المخرج هانى خليفة إنه تفرغ تماماً لمشاهدة الأفلام، حتى يستطيع أن يعيش لحظات المهرجان، مؤكداً أن مشاهدة ثلاثة أفلام فى اليوم شىء مرهق، ولكن هذا إيقاع جميع المهرجانات، لافتاً إلى أنه سبق وشارك كعضو لجنة تحكيم من قبل، وأضاف لـ«الوطن»: «طقوس المشاهدة المصرية كانت مهينة جداً، كنت محرجاً وبعض الجمهور يضىء هواتفه، لتبادل الرسائل، وغيرها فلا توجد ثقافة ولا تحضر، ونأمل أن الناس تتعلم أن هذه التصرفات لا تجوز فى مهرجان، وكنت أتمنى أن الناس تنتبه للأفلام، بقدر تركيزهم مع التفاصيل السطحية التى تخص المهرجان، وتابعناها عبر السوشيال ميديا وتويتر، الجميع تحدث عن المهرجان وتجاهل الأفلام المهمة التى كانت تستحق أن نلتفت إليها، ومنها فيلم «بكالوريا» فهو مهم وحصل على جائزة كبرى، كما كنت أتمنى أن أرى القاعات ممتلئة فى العروض، لأن هذه فرصة والهدف من العروض أن يحدث تواصل يتيح للجمهور رؤية إنتاجات العالم بأرقى مستوى فنى»، وتابع: «استفدت من التجربة بشكل كبير، وكان هناك تواصل وتجديد واحتكاك بأسماء مهمة وثقيلة، كلها أشياء «بتكبرنى» وتوسع مداركى، والكواليس كانت عظيمة وفيه استيعاب متبادل، وأفق مفتوح بدون أحكام مسبقة، ودائماً فى كل فيلم فيه أكثر من حد يدافع عنه، ومن خلال حلقة النقاش نقدر نفهم الفيلم أكثر من مرة ونقرأه بشكل مختلف، وأعتبرها تجربة عظيمة»، بينما أكدت الفنانة أروى جودة أنها استعدت للدورة من خلال مشاهدة أفلام عالمية وقراءة مقالات لعدد كبير من النقاد، وتعتبرها تجربة لتبادل الثقافات والأذواق والانطباعات، مضيفة: «كل شخص من الـ9 أعضاء كان مفيداً للآخر»، وعلقت على اعتراض البعض عليها قبل المهرجان قائلة لـ«الوطن»: «أنا داخل هذا المجال منذ 12 عاماً، لا أنكر أن تاريخى قليل فى السينما والتليفزيون، ولكن هذا لا يعنى أننى لا أطلع على ثقافات وأفلام بلدان أخرى، وأتحدث لغات، ولم أستطع الرد على من هاجمنى، وتحدثت مع رئيس المهرجان عن سبب الجدل فقالت إنه دار اجتماع مغلق أبدى البعض ترحيبه بوجودك، والقليل منهم اعترض، مؤكدة تمسكهم بى، وهذا دفعنى لتطوير نفسى، وحاولت أن أثبت للجميع أننى على قدر المسئولية من خلال القراءة الكثيرة للنقد، وتعلمت كأننى دخلت مدرسة من أول وجديد، واكتشفت أن الفن ليس له عمر أو سن، وأتمنى تكرار هذه التجربة»، وتابعت: «حاولت أنسى أننى ممثلة عند مشاهدة الأفلام، حتى أستمتع بها وكل هذه المدة كسرت ذلك من خلال التركيز فى التفاصيل الدقيقة للفيلم، وهى صعبة إلى حد ما، وتعلمت أشياء كثيرة، ورئيس لجنة التحكيم شخص ودود، وخلق حالة من التفاهم بيننا.


مواضيع متعلقة