رنا خليل لـ«الوطن»: التقيت أكثر من 120 حالة بينهن فتيات ونساء متزوجات تعرضن للعنف

09:19 م | الخميس 24 نوفمبر 2016

قالت رنا خليل، صاحبة حملة «قطرة أمل» لمواجهة العنف ضد المرأة، إن تسليط الضوء على الانتهاكات التى تتعرض لها المرأة فى مصر أصبح ضرورة ملحة، وأكدت فى حوارها لـ«الوطن»، أن مكتب الأمم المتحدة بالقاهرة أرسل لها خطاب شكر، تقديراً لجهودها فى مواجهة العنف ضد المرأة، ما يدل على أن الحملة حققت صدى عالمياً قد يساعدها على تحقيق أهدافها.

■ لماذا قررت تدشين حملة «قطرة أمل»؟

- لأننى أعتبر نفسى صاحبة رسالة لا بد من توصيلها، وأعتبر مواقع التواصل الاجتماعى أسهل طريقة لربط العالم ببعضه، وتوصيل ونشر الأفكار من خلال هذه المواقع التى تتسم بالسرعة.

{long_qoute_1}

■ متى بدأت فى التخطيط للحملة؟

- منذ عامين، عندما روت لى إحدى صديقاتى عن واقعة عنف تعرضت لها، ومن هنا قررت أن ألتقى سيدات أو فتيات تعرضن لحوادث عنف من قبل الرجال، كى أستطيع أن أتعايش مع هذه القصص، وأجسدها بنفسى.

■ هل وجدتِ صعوبة فى إيصال فكرة الحملة؟

- بالعكس وجدت الكثير من الذين أعجبوا بالفكرة، وقدموا لى الدعم المعنوى، وشاركوا معى فى الحملة، ومنهم المصور شريف يمانى، الذى تولى عملية التصوير للحملة، وشروق القصبى، التى تولت عملية المكياج لكل الحالات التى جسدتها.

■ ما أهم أشكال العنف التى تناولتها الحملة؟

- بعد لقاءاتى مع كثير من الحالات التى تعرضت لعمليات عنف قمت بتقسيم الحملة إلى ثلاثة أقسام، هى «العنف ضد الزوجة، وخدش الحياء، والاغتصاب»، وقمت بإدراج كل مجموعة من هذه الحالات تحت تصنيف من هذه التصنيفات.

{long_qoute_2}

■ وكم عدد الحالات التى تواصلتِ معها؟ وما وسائل اتصالك بهن؟

- التقيت أكثر من 120 حالة، واستمعت إليهن وروين لى قصصاً بشعة من العنف الواقع على الفتيات ونساء متزوجات، وفى بعض الأحيان كانت الحالة تخجل من الحديث عما حدث معها وتترك أقاربها من الدرجة الأولى، مثل الأخت أو الأم تروى لى ما حدث معها.

■ وما واقعة العنف التى توقفت أمامها؟

- كانت لفتاة عمرها 4 سنوات، التى بدأت قصتها عندما قام جارها فى السكن وهو رجل متزوج ولديه أبناء بتقبيلها من فمها، وعندما أخبرت أمها خافت الأم من إخبار الأب وتشاجرت مع الجار، وطلبت من ابنتها أن تصرخ إذا اقترب منها، لكنه احتال على الفتاة واشترى لها حلوى وأخذها فى «خرابة» وعندما حاول اغتصابها تعالى صراخها فقام بقتلها خوفاً من افتضاح أمره، وأهلها لا يملكون المال لتوكيل محام فى هذه القضية، والجانى لم يلق العقاب المناسب لأن المحكمة اعتبرت أن القتل ليس عمداً، لأنه كان ينوى اغتصابها فقط! كما اعتبرت أنه لم يغتصبها، وإنما فقط خدش حياءها.

■ وما الذى يشجعك على الاستمرار فى الحملة؟

- لأننى مؤمنة برسالتى، كما أن الحملة حققت نجاحاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعى، فعندما أطلق بان كى مون، الأمين العام للأمم المتحدة «الهاشتاج البرتقالى» جاءت الحملة على موقع «إنستجرام» فى المراكز الأول والثانى والثالث من حيث التفاعل، وكذلك على الفيس بوك، حيث حصلت على المركزين الأول والثالث، كما أن المواقع الإخبارية فى مصر كتبت 99 مقالاً عن موضوع الحملة، بالإضافة إلى وسائل الإعلام العالمية مثل «بى بى سى» و«سى إن إن» و«دويتش فيله».

■ هل لاقت الحملة نجاحاً على أرض الواقع؟

- نعم، وذلك من خلال عدة أشياء؛ منها الوقفة التى نظمها الصحفيون على سلم نقابتهم بعنوان «محاربة العنف بالمكياج»، وكذلك الممثلة البريطانية إيما واتسون، سفيرة الأمم المتحدة للمرأة فى بريطانيا، التى نشرت صوراً للحملة على صفحتها الشخصية، وأشادت بأن العرب بدأوا يعترفون بما لديهم من مشكلات عنف ضد المرأة، وبدأوا فى التصدى لها ومواجهتها، كما أن مكتب الأمم المتحدة بالقاهرة أرسل لى خطاب شكر على المجهود الذى قمت به فى الحملة.