مراكز الغسيل الكلوي الخاصة بسوهاج تتوقف عن استقبال المرضى لنقص المستلزمات

02:48 م | الاثنين 21 نوفمبر 2016

أعلن عدد من مراكز غسيل الكلي الخاصة والتي تقدم خدماتها بالمجان للمرضى بمحافظة سوهاج، التوقف عن استقبال الحالات المرضية لوجود نقص كبير في المستلزمات وبخاصة الفلاتر والمحاليل وبعض المستلزمات من وصلات و"إبر"، واضطرت تلك المراكز للجوء للسوق السوداء لسد عجز المستلزمات الصارخ، ما أرهق كاهل القائمين علي تلك المراكز لاعتمادهم في تشغيلها علي تبرعات الأهالي والدعم الذي تقدمه وزارة الصحة للحالات المرضية.

وعلى الرغم من مناشدة أصحاب تلك المراكز للمسئولين في وزارة الصحة للتدخل سريعًا من أجل إنقاذ حياة المرضي، وإيجاد حلول سريعة لنقص المستلزمات إلا أنه لم يستجب إليهم أحدًا واضطر عدد من تلك المراكز وضع إعلانات على مدخل المراكز تفيد بتوقفهم عن استقبال أية حالات.

وناشد المرضى الرئيس عبد الفتاح السيسي بالتدخل، وإنقاذ حياتهم، وتكليف القوات المسلحة بتلبية احتياجات المراكز في ظل العجز الواضح من قبل المسئولين في الصحة.

"الوطن" رصدت معاناة المرضي من داخل مركز الرحمة للغسيل الكلوي بقرية أولاد بهيج، وقال السيد أحمد أبوطالب، عضو مجلس إدارة جمعية الرحمة والمشرف على مركز غسيل الكلوي، إن المركز تم إنشاءه بالجهود الذاتية بتكلفة بلغت 3 ملايين جنيه، ويوجد بالمركز 9 أجهزة غسيل كلوي، ويجري حوالي 420 جلسة غسيل في الشهر ويخدم المرضي في 4 مراكز هي "البلينا، وجرجا، والعسيرات، والمنشأه"، موضحًا أن المركز سيتم إغلاقه خلال 10 أيام فقط عقب نفاذ المستلزمات الطبية الموجودة بالمخزن، مشيرًا إلى أن مجلس إدارة الجمعية اضطر إلى تعليق لافته في مدخل العيادة يبلغ فيه المرضي، بأنهم توقفوا عن استقبال أية حالات جديدة.

وأكد أبو طالب أنهم وضعوا تلك اللافتة وقلوبهم تعتصر ألمًا على حال المرضي وخاصة أن جميعهم بسطاء لا يمتلكون ثمن العلاج، ويتم تقديم خدمات الغسيل الكلوي لهم بالمجان، موضحًا أن المركز يعاني من عدم توفير طواقم تمريض ويتم الاستعانة بالممرضات في المستشفيات الحكومية، حيث يتم الاستعانة بالممرضات خلال راحتهم، لأن وزارة الصحة لم تتمكن من توفير طواقم تمريض لنا، مضيفًا أنهم يدفعون في اليوم الواحد 200 جنيه للتمريض، مشيرًا إلى أن تلك المشكلة كانت ثانوية بالنسبة لهم رغم ما يتحملونه من نفقات.

وأضاف أبوطالب، أنه في الفترة الأخيرة حدث نقص شديد في الفلاتر والمحاليل والوصلات و"الإبر" إلى جانب ارتفاع اسعارها بشكل كبير فثمن الفلتر كان يباع بسعر 40 جنيهًا، أما الآن فأصبح سعره 160 جنيهًا والإبرة ارتفع ثمنها من 2.5 جنيه إلي 8 جنيهات، كما أن المحلول ارتفع سعره إلي 20 حنيها، ويضيف ولم يتوقف جنون الأسعار عن هذا الحد بل عجزنا عن الحصول على تلك المستلزمات نظرًا لنقصها في السوق.

وأضاف عماد عبدالرحيم مسئول إداري بالمركز، أن شركة واحدة فقط تقوم بتوريد مستلزمات الغسيل الكلوي، وعندما نتصل بهم لطلب مستلزمات يخبرونا بعدم توفرها، موضحًا أن وزارة الصحة تدفع للمركز عن كل جلسة 140 جنيهًا بينما تكلف الجلسة الواحدة المركز حوالي 300 جنيه، كما أن قرار صرف العلاج يصدر بحد أقصي 100 جنيه للمريض في الشهر بينما يتم إعطاء المريض حقنتين إيبوتين بقيمة 230 جنيها، وتصل تكلفة العلاج حوالي 300 جنيه، مشيرًا إلى أن مديرية الصحة تتأخر في صرف مستحقات المركزي وآخر دفعة تسلمنها كانت عن يونيو الماضي، ويستحق للمركز مديونيات لدي مديرية الصحة بحوالي 60 ألف جنيه، وأكد أن التبرعات في المركز قلت كثيرًا خلال الفترة الماضية، بسبب سوء الحالة المعيشية للأهالي وارتفاع الأسعار.

وأكد أن المركز خلال 10 أيام سيتم إغلاقه نهائيًا لعدم وجود مستلزمات، مشيرًا إلى أنه يوجد لديهم مشكلة أخرى وهي تتمثل في ضعف التيار الكهربائي، ما تسبب في احتراق عدد من الأجهزة التي تعمل علي تثبيت التيار الكهربائي، موضحًا أن محافظة سوهاج يوجد بها 4 مراكز فقط خيرية تقدم خدماتها بالمجان وجميعها ستغلق أبوابها بسبب نقص المستلزمات.

ومن جانبه قال محمد عبدالنبي، أحد المرضي بالفشل الكلوي، إنه يعالج داخل المركز بالمجان منذ عام ويحضر 3 مرات لعملية الغسيل الكلوي، ولا يتقاضي أحد منه أية مبالغ، مؤكدًا أنه كان سابقًا يذهب إلى المستشفيات الحكومية لعمل جلسات غسيل لكن بعد افتتاح المركزي القريب من منزله فضل الذهاب إليه فوجد المعاملة مختلفة تمامًا عن المستشفيات الحكومية، وطالب عبدالنبي الرئيس عبدالفتاح السيسي بسرعة إنقاذ الغلابة من الموت بعد أن فشلت وزارة الصحة في رعايتهم.

ومن جانبها نفت الدكتورة رفيدة سلطان وكيل وزارة الصحة بسوهاج، وجود أي عجز أو نقص في مستلزمات الغسيل الكلوي، موضحة أنها لديها مخزون كبير من المستلزمات بمديرية الصحة، ومن يتقدم بطلب يتم صرف مستلزمات له علي الفور، موضحة أن المراكز الخاصة يتم العلاج فيها إما على نفقة الدولة أو علي نفقة التأمين الصحي، وهناك رعاية خاصة للمراكز الخيرية التي لا تهدف للربح وتقدم خدماتها بالمجان، مطالبة بأن أصخاب الشكاوى بالتقدم لمديرية الصحة للعمل على حلها فورا.