أحمد يونس يكتب: الحياة ليست فيلماً يحرض الغريزة الجنسية الخاملة

كتب: أحمد يونس

أحمد يونس يكتب: الحياة ليست فيلماً يحرض الغريزة الجنسية الخاملة

أحمد يونس يكتب: الحياة ليست فيلماً يحرض الغريزة الجنسية الخاملة

بجوار الصورة: لا أدرى ما السر وراء تسمية الأفكار أو الآراء المطروحة على التويتر بالتغريدة؟ معلش خيرها فى غيرها.. سفير مرسى فى الفاتيكان الأخ محمود مكى أنجز واحداً من أعظم نماذج الفشل فى التاريخ، عندما أخفق فى اعتلاء الكرسى البابوى، إلى أن يأتى الشاطر لينجعص عليه.. أرسل من هناك برقية بالشفرة تقول: البابا فرانسيس ده أتاريه مش سهل.. شقطها منى فى آخر لحظة، الأمل الآن يتركز على ما يبدو فى شقيقه الأخ أحمد، وزير العدل المتراجع عن استقالته، النية تتجه داخل مكتب الإرشاد إلى تعيينه سفيراً فوق العادة فى دولتين تفصل بينهما آلاف الأميال: أفغانستان وفنزويلا، فإن لم يستطع الفوز على مادورو فى خلافة شافيز، يمكنه على الأقل أن ينتزع زعامة القاعدة من أيمن الظواهرى. ======== الأغلبية العظمى من أئمة المساجد أصبحوا هكذا على غير انتظار من أعتى السياسيين فى البلد، إحنا ناقصين خوتة يا شيخ؟ مش كفاية الكآبة اللى الناس فيها؟ خطبة الجمعة تحولت إلى بيان سياسى مطول، تتخلله أحياناً لكى نكون منصفين بعض الإشارات المقتضبة إلى الأمور الدينية بينما لا يتحدث الأخ مرسى إلا كخطباء الجوامع فى الأرياف. ======== لا أدرى ما السر وراء تسمية الأفكار أو الآراء المطروحة على التويتر بالتغريدة؟ أعرف بالطبع أنها ترجمة حرفية عن لغة من أوجد الموقع وهو بالمناسبة هذه المرة أيضاً إفرنجى من منطقة الثقافة الإنجليزية، الطائر الجميل الذى تتصدر صورته الموقع لا تكفى لجعل كل من يتعامل معه يغرد. وعلى الرغم من الرحلات العديدة التى قمت بها بين أرجائه، لم أسمع أبداً دعاء الكروان أو هديل الحمام أو زقزقة العصافير، أو حتى نعيق الغربان. لم أسمع أبداً شيئاً من هذا كله، ما يكتبه الكثيرون على التويتر لا يستحق فى الواقع اسماً آخر غير: التنهيقة. ====== الحياة ليست فيلماً بوليسياً أو عاطفياً أو أكشن، أو من النوع الذى يدفع إلى التثاؤب أو يحرض على استنفار الغريزة الجنسية المتكاسلة أو يثير داخلنا الرغبة فى الضحك أو يبعث على تنشيط الغدد الدمعية أو ينشر فى الجو قليلاً من الرعب، ليست فيلماً نتابعه من على مقاعدنا فى الصالات المظلمة بدور العرض أو بينما نحن نتناول العشاء بالبيجامة أمام التليفزيون فى أوضة القعاد قبل أن نأوى إلى الفراش، الحياة ليست فيلماً تحت أى مسمى كذلك فإنها ليست البروفة الأخيرة لمسرحية يجرى الاستعداد فى مكان ما من العالم لافتتاحها قريباً. الحياة هى المسرحية ذاتها، الفيلم الوحيد المتاح لنا أن نعيش أحداثه، النزوع المرضى إلى إراحة الضمير أو التهرب من المواجهة هو الذى يجعل الحياة تظل بالنسبة لنا مجرد فيلم إلى أن نصادر الشريط ونصر على ألا نكتفى من الآن فصاعداً بلعب أدوار المتفرجين. ===== لو أن المدن كالسيدات لقلت إن نابولى غجرية تكره القيد، وإن أجمل ما فى ملامح أثينا هو هذه التجاعيد التى تصرخ من تحت طبقات الماكياج، وإن مارسيليا مغنية فى بار، تحب أن يتشاجر من أجلها البحارة، وإن إسطنبول أميرة من أصل شرقى أصبحت تبيع أفلام البورنو على نواصى العالم، وإن برشلونة أرملة بنفسجية الأحزان لكننى بالضبط، كصديقى البحر، لا أعرف رعشة القلب إلا مع الإسكندرية.