بائع صحف من أيام «الباشوات»: 60 سنة.. ماشفتش زى الأيام دى

كتب: خالد الغويط

بائع صحف من أيام «الباشوات»: 60 سنة.. ماشفتش زى الأيام دى

بائع صحف من أيام «الباشوات»: 60 سنة.. ماشفتش زى الأيام دى

يجلس داخل كشكه الشهير بميدان الشبان المسلمين وسط سوهاج، يدخله فى الصباح الباكر ولا يغادره إلا فى المساء، يلقبونه بـ«مدبولى الصحافة»، نسبة إلى مكتبة مدبولى الشهيرة فى القاهرة، إنه عم على زكى، أقدم وأشهر بائع صحف فى سوهاج، قضى عمره كله فى هذه المهنة، واكتسب خبرة كبيرة جعلته غير راضٍ عما وصل إليه حال الصحافة ومستوى الكتابات فى مختلف الصحف.

«اشتغلت فى بيع الجرايد وأنا عندى 9 سنوات، كنت بحب المهنة لأن أخوالى كانوا بيشتغلوها، سبت المدرسة، واشتريت عجلة وكنت بلف مدينة سوهاج كلها علشان أبيع جرايد»، يتوقف الرجل السبعينى قليلاً ليسحب من أنفاس الشيشة الموجودة داخل كشكه: «كنت ببيع الجرايد زمان بالأجل، كنت آخد ثمن الجرايد فى نهاية الشهر مع قبض الموظفين، وكنت بكسب كويس لأن فيه ناس كانت مداومة على قراءة الجرايد خاصة الباشوات والموظفين، واللى ما يوصلهوش الجورنال بشكل يومى ممكن يعمل معايا مشكلة».

يرى «عم على» أن مستوى الكتابة تدنى بشكل كبير فى الصحف، كما أن مستوى القراء اختلف فكثير من القراء يشترون الجرايد من أجل المنظرة: «زمان كان الجورنال معناه ثقافة ومعلومات، وتحليل لأهم الأحداث العالمية، ومع تدنى مستوى الكتابة انصرف المثقفون عن الجرايد، كمان الإنترنت كان له عامل كبير فى ابتعاد عدد كبير من القراء عن الصحف». وعلى حد قوله فإن عدداً من الكتّاب تناولوا سيرته فى كتاباتهم، منهم الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل، وعادل حمودة، ويتذكر أنه عندما كان يصدر كتاب لـ«هيكل» كان بمثابة عيد له لأنه سيتمكن من تحقيق مكسب كبير من بيعه، أما الآن فتصدر يومياً عشرات الكتب ولا يلتفت إليها أحد.


مواضيع متعلقة