البابا تواضروس.. «عطية الله» للكنيسة المصرية

كتب: مصطفى رحومة

البابا تواضروس.. «عطية الله» للكنيسة المصرية

البابا تواضروس.. «عطية الله» للكنيسة المصرية

ترك «الدكتور وجيه» الدنيا وزخرفها والتصق بالدير، تاركاً العالم وراء ظهره، باحثاً عن الله فى صحراء وادى النطرون، قدم نذور رهبنته طواعية واختار الفقر والموت عن العالم والطاعة وصار اسمه «ثيئودور»، لكن ما لبث أن خرج للخدمة كاهناً فى البحيرة وبعدها بـ7 سنوات رسِّم أسقفاً عاماً، وفى 2012 قادته الأقدار دون رغبة منه أو سعى فى يوم ميلاده الستين لأن يصبح البطريرك 118 فى تاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تحت اسم «تواضروس الثانى».

{long_qoute_1}

بكى الصيدلانى الذى تعلّم أن يصنع من السم دواء يوم أن ارتدى طيلسانه ورداءه البابويين وجلس على كرسى مارمرقس الرسولى ومسك عصا الرعاية، من هول المسئولية، فقد جاء ليمسك دفة الكنيسة فى وقت تموج فيه البلاد بالعديد من المتغيرات فقد واكب تجليسه صعود الإخوان للحكم ومعه تصاعد العنف ضد الأقباط وتشابكت الكنيسة مع السياسة، ولكن «القدر» الذى يؤمن به «تواضروس» جعله يقود سفينة الكنيسة خلال 4 سنوات إلى بر الأمان.

4 سنوات و«تواضروس» على رأس الكنيسة، ينظم ويرتب ويطور فى إدارتها ونظامها المؤسسى، وضبطت بوصلته على علاقات الانفتاح والمحبة مع الطوائف المسيحية الأخرى فى الداخل والخارج، فيما تذبذبت العلاقة فى عهده بين القصر والكاتدرائية، فقد شاهد ثلاثة رؤساء؛ الأول شارك فى عزله والثانى كرمه والثالث ظل على العهد والوعد معه بالمساندة والدعم.

تعرض «الوطن» فى عهده للعديد من المحن والتحديات، فكان «تواضروس» الذى شكل طمى النيل ملامحه باراً بوطنه وفياً له، تجسد معنى اسمه «عطية الله» لتصبح واقعاً، وتعددت مواقفه الوطنية، ليستحق عن جدارة لقب «بابا الإصلاح» فى العصر الحديث.

«الوطن» فى العيد الرابع لتجليس البابا تواضروس، ترصد كشف حساب البابا كنسياً وسياسياً، والمؤامرات التى تعرض لها، طيلة السنوات الأخيرة، وتصديه لها، ووسط هذا لم يفتنا أن نكشف أبرز الملامح الإنسانية لشخصية البابا «تواضروس».


مواضيع متعلقة