لاجئو سوريا على حدود تركيا يتغذون على الحشائش ويشربون مياه الأمطار الراكدة.. الثورة تأكل شعبها

لاجئو سوريا على حدود تركيا يتغذون على الحشائش ويشربون مياه الأمطار الراكدة.. الثورة تأكل شعبها
وقف مرتدياً «بلوفر» قديماً لا يحميه من برد الشتاء، ليجسد معاناة أطفال سوريا اللاجئين، الذين يقبعون على الحدود السورية التركية، الحزن الذى تحمله ملامحه أكبر من عمره الذى لم يتجاوز الثلاثة أعوام، فأهله النازحون من سوريا هرباً من بطش قوات بشار الأسد ونيران الاقتتال الداخلى، لم يجدوا ملجأ سوى مخيم «كربت الخالدية» بين جبال قرية عفرين.
«بُدائى الصنع»، هو وصف المخيم الذى كانت حدوده السماء والجبال، ويمثل أفضل ما يحصل عليه اللاجئون السوريون، بعد أن وصل عددهم إلى 200 ألف لاجئ على الحدود التركية السورية، فلا يوجد أى نوع من الإغاثة يحظون به، على الرغم من التصريحات التى تصدر يوميا عن توفير سبل الإعاشة لهم.
الحزن الذى يظهر فى عينى الطفل السورى يكشف عن مدى قسوة الظروف التى تعيشها أسرته وغيرها من الأسر السورية فى هذا المخيم، فالحشائش التى تتغذى عليها الحيوانات هو مصدر طعامهم، و«مياه الأمطار الراكدة» هى وسيلتهم لرى عطشهم، حيث يجمعونها ويخزنونها.
«الأعداد الكبيرة للاجئين هى سبب تلك الظروف القاسية»، قالها محمود كمال، مدير مكاتب الأمم المتحدة بتركيا سابقا، فعدد 200 ألف لاجئ لا يجب الاستهانة به، فمهمة مفوضية الأمم المتحدة لشئون اللاجئين هى توفير مخيمات لهم «غطا يناموا تحته فقط»، أما تمويل الطعام والشراب لهؤلاء اللاجئين فيتم من خلال المساعدات المادية من الدولة المضيفة وهى تركيا وبقية الدول الراغبة فى المساعدة، وعلق «كمال» على أوضاع السوريين حاليا قائلا: «فى النهاية هى مسئولية بشار، ذلك الرجل الذى دفع شعبه إلى العيش على الإحسان».