قلق داخل «الإخوان» بعد فوز «ترامب».. وسياسيون: مأتم فى الجماعة
![صحيفة «ستاندرد» البريطانية أبرزت فى صفحتها الأولى فوز «ترامب» «أ. ف. ب»](https://watanimg.elwatannews.com/image_archive/840x473/11037849381478714049.jpg)
صحيفة «ستاندرد» البريطانية أبرزت فى صفحتها الأولى فوز «ترامب» «أ. ف. ب»
سادت حالة من القلق والخوف داخل تنظيم الإخوان بعد فوز المرشح الجمهورى دونالد ترامب فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية، لا سيما بعد أن سبق وتعهدت حملتة بالدفع بمشروع قانون يعتبر «الإخوان» جماعة إرهابية. وأكد «ترامب» نفسه خلال لقاء مع الرئيس عبدالفتاح السيسى فى نيويورك، ضرورة العمل مع مصر من أجل هزيمة الإرهاب، وتقديم الدعم الكامل للقاهرة فى مواجهة التحديات المختلفة.
وقال جمال حشمت، القيادى الإخوانى الهارب فى تركيا، فى بيان له: «فوز ترامب يعنى أن تظهر أمريكا بوجهها الحقيقى دون مساحيق تجميل، لإحساس مجتمعها بالخطر وازدياد حالة الخوف الداخلية به». وتابع: «ازدياد حدة التطرف اليمينى فى أمريكا وأوروبا الذى يرفض التعايش مع من يخالفه ويكرهه تجعل المعادلة فى الصراع صعبة، وما نحن فيه يحتاج من الجميع حسن التوجه إلى الله لإعادة الحسابات، بعيداً عن الفرقة والخلاف الذى يسود كل بلاد العرب والمسلمين، وأن يتحقق دعاؤنا الدائم بأن يرشدنا الله ويوحّدنا ويستخدمنا ولا يستبدلنا، فتلك أسوأ انتخابات تمر بها أمريكا»، على حد قوله.
«زيادة»: وفد حقوقى يزور الكونجرس الشهر المقبل لإدراج «الإخوان» جماعة إرهابية.. و«عيد»: هناك مكتب مخصّص للجماعة فى المخابرات الأمريكية والعلاقات معهم ستستمر.. و«اللاوندى»: «التنظيم» دعم «هيلارى»
وقال ممدوح المنير، رئيس الأكاديمية الدولية للدراسات والتنمية، الموالية لـ«الإخوان»: «السيسى وصل إلى البيت الأبيض.. هذا ملخص الانتخابات الأمريكية». وقال محمد الجوادى، القيادى فى التحالف الإخوانى: «كان التآمر الأمريكى المرتبك والملتبس فى أحداث مصر مؤذناً بوضوح بأن أمريكا باتت فى حاجة إلى الخروج تماماً من ثيابها المعهودة إلى رئيس يأتى من مجهول المجهول بعقلية يمينية بحتة وقيم شعبوية وشوفونية وربما فاشية».
وقال الدكتور سعيد اللاوندى، الخبير فى الشئون الدولية بمركز «الأهرام» للدراسات السياسية والاستراتيجية: إن فوز دونالد ترامب بالانتخابات الأمريكية يعتبر مأتماً عند جماعة الإخوان، حيث كانوا يتمنون نجاح هيلارى كلينتون، لأنها كانت متضامنة معهم، وكانوا يجدون فى ذلك فرصة لاستمرار دعمهم من قِبَل النظام الأمريكى، موضحاً أن فوز «ترامب» أهدر هذه الفرصة تماماً، خصوصاً أنه أعلن أنه يكره المتطرفين بشكل أساسى، وكان لديه موقف من الأقليات بشكل عام فى أمريكا. وأوضح «اللاوندى» أن «ترامب» يعتزم اتخاذ سياسات خارجية مغايرة تماماً لسياسات أوباما وهيلارى كلينتون، وهو ما ظهر فى كلامه للرئيس السيسى، فى أنه سيكون شريكاً له فى مكافحة الإرهاب، وكلامه الإيجابى عن الأوضاع فى سوريا والرئيس بوتين والقضايا الدولية فى أوكرانيا، مضيفاً: «جماعة الإخوان تضع يدها على قلبها، بسبب تخوّفها من السياسات الأمريكية الخارجية المغايرة، ودائماً تبحث عن طرق بديلة، وستزيد من علاقتها بأردوغان فى تركيا، خصوصاً أنه رئيس التنظيم الدولى للإرهاب، على حد قوله».
وقالت داليا زيادة، مديرة المركز المصرى للدراسات الديمقراطية الحرة، لـ«الوطن»: إن «هناك تواصلاً من جانب جماعات حقوقية مع الكونجرس، وزيارة مرتقبة فى بداية شهر ديسمبر المقبل للمطالبة بالاعتراف بالإخوان كتنظيم إرهابى»، مضيفة: «هناك 49 مشروع قانون لإدراج الإخوان جماعة إرهابية، وسنطالبهم بأن يُعجّلوا بإصدار قرار بشأن الإخوان، وأتوقع الاستجابة، وهو ما يُعزّز منه بعد فوز ترامب».
فى المقابل، قال الدكتور حسن سلامة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن فوز «ترامب» لن يُغير من الواقع كثيراً فى التعامل مع الإخوان، لا سيما أن أمريكا دولة مؤسسات، لا يتحكم من يأتى رئيساً فيها كما هو متصور، وفى النهاية من فاز لن يُحقق إلا ما هو فى مصلحة الولايات المتحدة الأمريكية.
وقال سامح عيد، الباحث فى شئون الحركات الإسلامية، إن فوز «ترامب» فى الانتخابات الأمريكية لن يفرق كثيراً فى السياسات الداخلية التى تستخدمها المؤسسات الأمريكية، خصوصاً فى ملف الأمن القومى، ولا يستطيع «ترامب» أن يُغير فيه أو أن يتخلى عن طرف مستخدَم كأداة للحفاظ على الأمن القومى الأمريكى كالإخوان.
وأضاف لـ«الوطن»: «الإخوان لهم مكتب مخصّص لهم داخل المخابرات الأمريكية (CIA)، وهم دائمو التواصل مع الإدارة الأمريكية، حتى إن تظاهر ترامب بكرهه للمسلمين، فإن العلاقات التحتية بينهم ما زالت مستدامة ومستمرة، ليس فقط بإخوان مصر، ولكن بالإخوان فى جميع الدول العربية، ومنهم إخوان ليبيا وسوريا والعراق والكثير من البلدان».