جامع الخازندار.. قبلة الثوار والوحدة الوطنية

كتب: حازم دياب

جامع الخازندار.. قبلة الثوار والوحدة الوطنية

جامع الخازندار.. قبلة الثوار والوحدة الوطنية

قبة حجرية ضخمة، تقف شامخة جوار مئذنة هامتها تعانق الأعالى، تشكلان معاً صورة مسجد الخازندار، الكائن بشبرا مصر، أمامه يقف بائع الخضراوات، يجاوره بائع الموز، وتمر أمامهم السيارات بصخبها المعتاد، لا أحد يعبأ بالمسجد الأثرى، الذى اعتراه التراب، وشكل طبقة تكسوه بدلاً من الطلاء. المسجد واسع، أعمدته الرخامية الطويلة تصل إلى 16 عموداً رخامياً، قواعدها منحوتة بتيجان تم استجلابها من إيطاليا خصيصاً لبناء المسجد، الذى تقدر مساحته بـ600 متر مربع، وقامت ببنائه ‏الأميرة‏ ‏خديجة‏ ‏هانم‏ ‏ابنة‏ ‏محمد‏ ‏راغب‏ ‏أغا‏، فى عهد الأمير فؤاد الأول، تحديداً عام 1927. فى غرفته الرطبة الملحقة بالمسجد يجلس الشيخ إيهاب مطر ذو الستة والأربعين عاماً، منذ عامين تم تعيينه ليصبح إماماً لمسجد الخازندار، يرى الإمام أن للجامع طبيعته الخاصة، إذ إن شبرا منطقة تشتهر بأنها شعبية تعج بالأقباط، بحسب الشيخ إيهاب، الذى يصف الجامع بحاضن الجميع، مسلمين ومسيحيين، وحين أنشأت الأميرة خديجة المسجد كان رغبةً منها فى وجود مسجد يحتضن مسلمى المكان فى الصلاة، خاصةً صلاة الجمعة، فأسست مسجداً بجواره سبيل ومعهد تعليمى وصحى لأهل شبرا. يقع المسجد فى كنف كنائس عديدة، يصف الإمام منطقة شبرا بالخليط المقدس، التى تذيب فروق الأديان، المهم هنا الإنسان، وليس الدين أو العنوان، إذ إن المعهد التعليمى الملحق بالمسجد يوفر لعديد من الطلبة القادمين من جنوب شرق آسيا، تعليماً مجانياً، وأغلب هؤلاء الطلبة يتوجهون لتعلم القراءة الصحيحة للقرآن الكريم، حيث يجلس فى صحن المسجد شيوخ، بين أيديهم أكثر من طالب يتلقى تهجية القرآن بالعربية. يشير الشيخ إيهاب إلى كون المسجد قد أوقفت له صاحبته وقفاً مادياً كبيراً، لكنهم لا يعرفون عنه شيئاً، وسألوا عنه مراراً فى وزارة الأوقاف، لكنهم تاهوا فى دهاليزها. المسجد لا يغيب عنه المصلون صباح مساء، تكدس البشر فى المنطقة يجعل الحياة تدب باستمرار فى جنبات المسجد العتيق. يقول الشيخ إيهاب إن إشاعات كثيرة تطلق على المسجد، منها ما مفاده أن مؤسسة المسجد سيدة تدعى زينب الخازندار، وكانت من المماليك، وحين أسلمت قررت إنشاء مسجد قرباناً إلى الله. دخل المسجد نطاق الآثار بعد أن اعترفت الوزارة به منذ فترة، لكنه مجرد اعتراف بلا اهتمام بالمبانى الحجرية العتيقة، أو الحوائط والزخارف التى كادت تختفى تعاريجها خلف ستائر الإهمال. داخل المسجد سجاد أحمر غير معتنى به، حائط المسجد البارد باستمرار يتنوع لونه بين الأبيض والأسود، بجوار مكان الإمام ينتصب المنبر الخشبى، الذى خط عليه تاريخ 1346 هجرية، تاريخ تأسيس المكان، ومن قبله اسم فؤاد الأول. فى يوم الثامن والعشرين من يناير عام 2011 لم يجد الثوار مكاناً للتجمع أفضل من مسجد الخازندار بشبرا، إذ يؤكد الإمام إيهاب مطر أن حجم المسجد المتسع يتيح لأكبر عدد التجمع، لا سيما أنه يحاول أن يؤدى خطبته باعتدال شديد، إذ يسمعها كل التيارات، ويؤكد الإمام أن المسيرات ما زالت تتجمع حتى الآن كل جمعة، إذ إن الاعتراضات لم تتوقف إلا قليلاً. أخبار متعلقة: لما تلاقى المسلم جوا الكنيسة.. «يبقى أنت أكيد فى شبرا» حكايات المبانى الأوروبية التى تحولت لمدارس ومستشفيات "شبرا" العمومي.. من حدائق للتنزه إلى أسواق تجارية الفاترينات تمليك.. والباعة "جامعيون".. هنا ممر " الراعى الصالح" أبراج «أغاخان» والكورنيش .. للرقى وجوه كثيرة سينما مودرن.. الأثر المنسى من مكان لخطب عبدالناصر إلى عرض «عبده موتة» "روض الفرج" من سوق "الفتوة" إلى قصر ثقافة دوران شبرا .. من هنا خرجت «جمعة الغضب» المشاهير .. "شبراوية" أباً عن جد «العسال».. عرف بتجارة المخدرات ويرفض الاتهام بالبلطجة