"شبرا" العمومي.. من حدائق للتنزه إلى أسواق تجارية

كتب: عبدالوهاب عليوة

"شبرا" العمومي.. من حدائق للتنزه إلى أسواق تجارية

"شبرا" العمومي.. من حدائق للتنزه إلى أسواق تجارية

يمتد بطول الحى العريق، يشطره إلى شطرين، بمثابة عموده الفقرى الذى يحمل جسد الحى القديم بأكمله، يشاركه فى الاسم.. شارع شبرا، تتفرع منه معظم شوارع شبرا، وتتقاطع وتتلاقى فى ثناياه، يمتاز باستقامته، واتساعه الذى يختفى وسط كثافة المارة من البشر والسيارات الراقدة على جانبيه والأخرى التى تمر منه. أسفل الشارع وتحت أرضه بعشرات الأمتار يمتد الخط الثانى لمترو الأنفاق بطول شارع شبرا، الذى يبدأ من المظلات وينتهى برمسيس، وتتناثر خمس من محطات المترو على مسافات متباعدة فى شارع شبرا، وتطل مداخلها ومخارجها من تحت باطن أرضه على أبرز ميادين منطقة شبرا. بينما فى أروقة الشارع، وعلى رصيفه يعرض الباعة الجائلون بضاعتهم على المارة من رواد المكان وساكنى الحى، محمد عبدالرسول، رجل فى منتصف العقد الرابع من العمر، حاصل على بكالوريوس خدمة اجتماعية، لم يستطع الحصول على وظيفة بمؤهله العالى، فلجأ للعمل كبائع متجول على مدار 9 سنوات بشارع شبرا، يقف أمام بضاعته التى تضم تشكيلات متنوعة من الملابس الحريمى، يبرر اختياره لهذا النوع بأن «النساء هى اللى بتشترى دلوقتى»، يبتسم بسخرية قائلا: «لكن بعد الأحداث الأخيرة، حركة البيع توقفت تماما»، فى إشارة إلى الاشتباكات التى وقعت على أثر مقتل أحد الشباب على يد ابن جمال صابر مؤسس حركة «حازمون». يرجع بالذاكرة إلى بداية عمله بشارع شبرا، قائلا: «شارع شبرا كان باريس مصر، حتى عام 2000، وكان يتوافد عليه الأهالى من مناطق مختلفة للسهر فيه والشراء منه، لكن الحال الآن تغير إلى الأسوأ، وكل يوم يمر يزداد الأمر سوءاً عن الماضى، منذ أحداث ثورة يناير». وتعود نشأة شارع شبرا إلى عام 1847، فى عهد محمدعلى، باعتباره مكاناً للنزهة والترويح لأهالى العاصمة خارج الكتلة السكنية، وكان أول خط ترام فى مصر، أنشأته الشركة البلجيكية، تم تسييره من ميدان العتبة إلى شارع شبرا عام 1903، بينما الآن رغم تحول حدائق شبرا إلى بنايات سكنية وإلغاء خط الترام من عدة سنوات، كما يقول محمد، البائع المتجول، فإنه لا يزال قبلة أهالى المنطقة للتنزه وشراء احتياجاتهم، والتردد على العديد من محلات المأكولات الشهيرة والماركات العالمية المنتشرة فى أروقة الشارع، رغم كل المشكلات والأزمات التى يعانى منها الشارع مؤخرا، والتى لخصها بائع الرصيف محمد فى انتشار أعمال البلطجة والعنف فى الشارع كما حدث خلال الاشتباكات الأخيرة، و غياب الأمن فى الشارع، كل ذلك يؤدى إلى منع الأهالى من النزول إلى الشارع، لكنهم سرعان ما يعودون إليه مجددا بمجرد عودة الأمور إلى طبيعتها. «هنا تحدث عملية اغتيال منظمة لأهم معالم شارع شبرا»، بهذه الكلمات اعتبر محمد أن هدم العمارات القديمة التى تم إنشاؤها على الطراز البلجيكى تعطى للمكان طابعاً خاصاً، يتم اغتيالها على يد أصحاب رأس المال، بهدمها وإقامة أبراج شاهقة الارتفاع مكانها، موضحاً أن هذه الظاهرة بدأت تظهر بعد الثورة بصورة أكبر فى منطقة شبرا كلها، ورغم ذلك يتجاهل مسئولو الحى ما يحدث، وهناك العديد من المحال القديمة التى كان يتميز بها شارع شبرا، بدأت تغير نشاطها التجارى، باستثناء بعض المحال التى احتفظ أصحابها بمزاولة نفس نشاطهم، منها محل «ألبير» الذى يعتبر من أقدم محال الخمور فى مصر. أخبار متعلقة: لما تلاقى المسلم جوا الكنيسة.. «يبقى أنت أكيد فى شبرا» حكايات المبانى الأوروبية التى تحولت لمدارس ومستشفيات الفاترينات تمليك.. والباعة "جامعيون".. هنا ممر " الراعى الصالح" أبراج «أغاخان» والكورنيش .. للرقى وجوه كثيرة سينما مودرن.. الأثر المنسى من مكان لخطب عبدالناصر إلى عرض «عبده موتة» جامع الخازندار.. قبلة الثوار والوحدة الوطنية "روض الفرج" من سوق "الفتوة" إلى قصر ثقافة دوران شبرا .. من هنا خرجت «جمعة الغضب» المشاهير .. "شبراوية" أباً عن جد «العسال».. عرف بتجارة المخدرات ويرفض الاتهام بالبلطجة