الإرهاب يمنع المزارعين من جنى ثلث محصول الزيتون فى شمال سيناء

كتب: حسين إبراهيم

الإرهاب يمنع المزارعين من جنى ثلث محصول الزيتون فى شمال سيناء

الإرهاب يمنع المزارعين من جنى ثلث محصول الزيتون فى شمال سيناء

حرمت الأوضاع الأمنية المزارعين فى شمال سيناء من الوصول إلى مزارع الزيتون لجنى المحصول، بسبب الاشتباكات المستمرة بين قوات الجيش وعناصر تنظيم بيت المقدس الإرهابى، مما أدى إلى نقص فى السلعة وارتفاع جنونى لأسعارها بالأسواق. ويعيش مزارعو سيناء معاناة سنوية مع بداية موسم جنى الزيتون، بسبب استمرار الأعمال الإرهابية والاشتباكات بين قوات مكافحة الإرهاب وعناصر تنظيم بيت المقدس، ما يضع أصحاب مزارع الزيتون أمام خيارين إما جنى المحصول مبكراً وبالتالى حدوث خسائر فادحة أو الانتظار لحين نضوج المحصول وجمعه وهو ما يمثل مخاطرة بالنسبة للمزارعين.

{long_qoute_1}

صالح الدربى، أحد المزارعين، أكد أن معظم أصحاب المزارع جنوا محصولهم مبكراً خوفاً من تهديدات الجماعات الإرهابية كما حدث العام الماضى، الذى شهد حرمان أغلبهم من جنى محصوله بسبب الاشتباكات، وظل المحصول على الشجر حتى تساقط على الأرض دون أن يجرؤ المزارعون على الدخول لأراضيهم خوفاً من الرصاص الطائش الناتج عن الاشتباكات، مضيفاً: «المزارعون بين نارين إما أن تجمع أشجارها مبكراً، وتبيعه حبات بالكيلو، ولن تكون هناك مكاسب والخيار الآخر هو أن تصبر وتغامر والمغامرة غير مضمونة كما حدث فى العامين الماضيين، حينما صبر الناس شهراً ولكنهم لم يتمكنوا من دخول مزارعهم بسبب الاشتباكات وبسبب نشر العبوات بين الأشجار عن طريق عناصر ملثمة تابعة للتنظيم الإرهابى». وأضاف أن موسم جنى ثمار الزيتون يبدأ فى شهر أكتوبر من كل عام، بدخول الوسم، والوسم معناه نزول أول حبات المطر، والتى غالباً ما تتساقط فى شهر أكتوبر من كل عام.

سليمان أبوشتيوى قال إن نسبة الأشجار والمزارع التى يمكن الوصول لها العام الحالى هى ثلث المزارع فقط، وإن ثلثى مزارع الزيتون لا يستطيع أصحابها الوصول إليها بسبب الاشتباكات، مثل «المهدية وشيبانة وحق الحصان وجوز أبورعد وجوز رفيعة جنوب رفح»، بالإضافة إلى مزارع أخرى كائنة فى جنوب غرب الشيخ زويد، رحل عنها أصحابها خوفاً من الاشتباكات وبقيت الثمار والأشجار لا تجد من يجنيها أو يقترب من حدودها، والأمر نفسه يعانى منه المزارعون فى مناطق «المقاطعة والعكور والظهير وأبورفاعى والعوايضة والتومة والملافية والزوارعة»، فجميع تلك المناطق بها أعداد كبيرة من المزارع لا يستطيع أصحابها الوصول إليها.

وعن طريقة جنى ثمار الزيتون قال سالم السلايمة من سكان منطقة غرب رفح: «نستقدم سيدات من الأرامل أو من لا عائل لهن وأولادهن الصغار، لتجنى الثمار، ويتم محاسبة العائلة بالبوكسة، ومعنى البوكسة، هو صندوق بلاستيك يتسع إلى 30 كيلوجراماً، حيث تتقاضى العاملة وأسرتها 12.5 جنيه على الصندوق الواحد، وقد تستطيع أن تجنى 7 صناديق فى اليوم الواحد، ومنهن من تتقاضى 50 جنيهاً فى اليوم بالكامل من السابعة صباحاً حتى الساعة الثالثة عصراً، ليتمكن الجميع من مغادرة المزرعة قبل أوقات الحظر المفروضة على مدينتى الشيخ زويد ورفح».

وأوضح سليمان أبوملفى، من سكان جنوب الشيخ زويد، أن أغلب أصحاب مزارع الزيتون لجأوا إلى الضمان، بمعنى أن يقوم بتضمين مزرعته إلى أحد التجار ويتفق على مبلغ معين كثمن للثمار ويبدأ التاجر بجلب عمال وتنقية الثمار ونقلها إلى منطقة المَعاصر فى العريش، نظراً لأن التاجر له معارفه ويكون لديه ضمانات كثيرة، والمزارع الصغير يخاف من المغامرات وغلق الطرق أو حدوث أى طارئ.


مواضيع متعلقة