«أبوالنور»: محدش عاين الخساير.. وناس أخدت تعويضات على أراض غير مزروعة.. وأصحاب المزارع ضاعت حقوقهم بسبب الفساد

كتب: جهاد عباس

«أبوالنور»: محدش عاين الخساير.. وناس أخدت تعويضات على أراض غير مزروعة.. وأصحاب المزارع ضاعت حقوقهم بسبب الفساد

«أبوالنور»: محدش عاين الخساير.. وناس أخدت تعويضات على أراض غير مزروعة.. وأصحاب المزارع ضاعت حقوقهم بسبب الفساد

على بعد 8 كيلومترات على طريق دير البراموس فى وادى النطرون، تقع مزرعة محمد لقمة، التى تمتد على مساحة 60 فداناً، يقول أبوالنور محمد، مدير المزرعة، 40 سنة، الأب لأربع أولاد، تولى إدارة المزرعة منذ عامين ونصف، إن الخسائر التى طالت المزرعة قضت على 10 أفدنة مزروعة بالرمان، و20 فدان عنب، حيث اقتلع السيل الأشجار من جذورها، وبمجرد تعرض جذور الأشجار لأشعة الشمس، جفت ولم تعد صالحة لإعادة زرعها مرة أخرى. {left_qoute_1}

ويضيف «أبوالنور»: «الخسارة الأكبر كانت فى ضياع الصوبة، التى تكلفت 300 ألف جنيه لبنائها، وكانت مزروعة فلفل، لأنه محتاج عناية معينة بعيداً عن الرياح، وفيها شبكات رى، وإعادة ترميمها كانت صعبة»، مؤكداً أن الصوبة تهدمت بالكامل بفعل السيل، واحتاج العمال أسبوعين ليقوموا بترميم بعض الأجزاء فيها، وبناء ما تهدم منها. ويتابع: «السيل دمر كل شبكات الرى بالمزرعة، لكن الخسارة الأكبر كانت فى ردم البئر التى أصبحت غير صالحة تماماً للاستخدام، وحفر بئر جديدة ستبلغ تكلفته ما لا يقل عن 350 ألف جنيه، حيث يحتاج معدات مكلفة، ليتم الحفر على أعماق كبيرة».

وعن التعويضات يقول إن صاحب المزرعة تقدم بكافة المحاضر فى مركز شرطة وادى النطرون، لكن لم يأت أحد لمعاينة خسائر المزرعة، أو لعمل حصر لها، وأضاف: «فيه ناس طبعاً أخدت تعويضات على أراضى غير مزروعة، والعيب على الموظفين اللى استغلوا الفرصة واتربحوا من أزمة الناس»، مؤكداً أنه لم يستوعب حتى الآن الطريقة التى سرت بها التعويضات، حيث تمت بعشوائية، على حد قوله.

«فيه 40 فدان فى منطقة اسمها البحر الفارغ فى وادى النطرون، صاحبها حصل على تعويضات، رغم إن الأرض ماكانتش مزروعة»، يضيف «أبوالنور» أن ضياع حقوق أصحاب المزارع يرجع إلى فساد بعض الموظفين فى الإدارة الزراعية الذين استغلوا الكارثة الإنسانية التى حلت بالمنطقة، وأوجدوا منها وسيلة للتربح من خلال مساومة أصحاب المزارع للحصول على جزء كبير من أموال التعويضات، حيث بلغت المساومة أحياناً الحصول على نصف مبلغ التعويض، على حد قوله. «الفساد الإدارى اللى حصل فى التعويضات أمر متوقع، لأننا نواجه نفس الأزمة فى توفير السماد من الإدارة الزراعية، ناس بتجيلها عربيات السماد مباشرة، وناس بتُجبر تشتريه من بره»، هكذا وصف «أبوالنور» أزمة المزارعين مع الإدارة الزراعية فى وادى النطرون. ويؤكد: «أكثر المتضررين من خسائر السيول هم العمال البسطاء الذين يعملون باليومية، وتوقفوا عن العمل مضطرين بعد خراب المزارع، وجميعهم كانوا يتركون بيوتهم فى المحافظات من أجل العمل فى المزرعة ليوفروا دخلاً لأولادهم»، مضيفاً: «10 عمال من محافظة المنوفية رجعوا بيوتهم، و10 عمال زيهم من البحيرة رجعوا على بلدهم، واتبقى 4 عمال بس من الصعيد». يقول «أبوالنور» إنهم شهدوا أياماً مريرة أثناء السيول، حيث شعر بأن الموت قريب، على حد وصفه، وأنه لن يتمكن مرة أخرى من رؤية أولاده الذين تركهم فى بلدته فى أسيوط فى سبيل توفير لقمة العيش، مشيراً إلى أنه بعد السيل اضطر للبقاء فى المزرعة مع العمال لمدة 3 أيام، ولم يتمكن صاحب المزرعة من الوصول لهم أو إمدادهم بالطعام لأن مياه السيول أغلقت الطريق بالكامل، وأكد أن رحيل العمال وتركهم للمزرعة بمجرد فتح الطريق يعود إلى أنهم شعروا بأنهم نجوا من الموت بأعجوبة، وأقنعهم أهلهم بالعودة إلى محافظاتهم وترك المزرعة.


مواضيع متعلقة