مواجهة الاحتكار والأسواق «دونت ميكس»: الحملات مستمرة.. والأسعار مولعة

08:04 م | الجمعة 14 أكتوبر 2016

«هوه ده الكلام»، هكذا حدّثت نفسها وهى تتابع أخبار الحملات التى تشنّها شرطة التموين لضبط حالة السوق ومحاربة المحتكرين، لكن الفرحة التى لازمتها أثناء متابعة تلك الأنباء عن ضبط مئات الأطنان من السكر والأرز فى محافظات مختلفة، تبدّلت إلى النقيض حين قررت النزول إلى السوق بعد انتهاء عملها لتجد الأسعار فى زيادة متواصلة.

داخل أحد المتاجر الخاصة ببيع المواد الغذائية بحى الدقى، وقفت سماح عبدالغنى، تبحث عن متطلباتها للمنزل، لكنها فوجئت بأسعار السلع التى تابعت فى الأخبار القبض على عدد من محتكريها والمتسبّبين فى زيادتها: «طب ليه يكون فيه جرعة تفاؤل وإحساس بالانتصار، وأن فيه شىء جيد هيحصل، ونتصدم بالواقع جوه السوق بعد كام يوم ونعرف أن الأسعار بتزيد مش حتى بتثبت»، لكن التاجر الذى وقف متابعاً حديثها حتى خرج عن صمته: «أنا نفسى باكون مبسوط لما أسمع خبر عن حملة لمباحث التموين، وبابقى مستنى الأسعار تنزل، علشان أقدر أبيع بسعر أرخص، ويبقى فيه إقبال على المحل عندى».

{long_qoute_1}

وزارة التموين فى مايو الماضى، أعلنت القبض على محتكرين للأرز وطرحت الكمية التى ضُبطت للبيع بسعر رخيص، تلتها حملة أخرى لضبط محتكرى السجائر فى سبتمبر الماضى، وفى مطلع أكتوبر الحالى، قامت مباحث التموين بإلقاء القبض على الكثير من محتكرى كروت الشحن، فيما تعدّدت حالياً حملات القبض على محتكرى السكر، منها القبض على محتكر 45 طناً من السكر بالمنيا، فاروق بدوى يعتبر تلك الأخبار إيجابية جداً، لكنها فى الوقت نفسه لا تُقدم حلاً للأسعار المتفاوتة للسلع فى الأسواق «الوضع على حاله، عاوزين نشوف انعكاسات الحملات دى على أرض الواقع»، الرجل الذى تخطى الستين من عمره لا يرى أملاً فى أزمة الأسعار واختفاء بعض السلع مؤخراً كالسكر، إلا بفرض تسعيرة موحّدة، حسبما يطالب كثير من المواطنين: «لما حاجة تزيد ربع جنيه أو نص بتبقى مبلوعة، لكن 3 و4 جنيه حرام»، الأمر نفسه أكده تهامى إدريس، بائع فاكهة، الذى يتضرر مثل الزبون تماماً: «لازم نشوف أثر ده على السوق وأسعار التوريد، وإلا مش هنحس بأى إنجاز أو جهد ملموس».