"جامعة حلون والمسرح".. كثير من المواهب.. قليل من الاهتمام

"جامعة حلون والمسرح".. كثير من المواهب.. قليل من الاهتمام
"حيث يوجد المسرح.. توجد الحياة".. هكذا يمكن وصف حال كثير من طلبة جامعة حلوان، الذين رأوا في المسرح الحاضن الأكبر لأحلامهم.. يخاطبون العالم الخارجي من وراء ستار.. لهم رسالتهم الخاصة التي لا يفهمها الكثير ممن لا يقدِّرون قيمة ما يتم تقديمه فيخلقون العقبات الواحدة تلو الأخرى، ودائما ما تكون المبررات موجودة، والتي يمكن تلخيصها في جملة واحدة "دا النظام".
ورغم ما يقابل الطلبة من عقبات وهدم للأحلام، إلا أنهم يتشبثون بـ"الصبر" و"الأمل"، فما واجهوه من صعوبات واجهه كثير من نجوم المجتمع الآن، وأصبحوا أعلام المسرح والفن حاليًا، أمثال عمر قطامش، علي الحجار، أحمد الحجار، هاني شاكر، أحمد البنا، سامح حسين، محمد شومان، فتحي عبدالوهاب، صلاح الدالي، هشام إسماعيل، خالد الصاوي، معالي زايد، الذين تربعوا على الساحة الفنية.
"المسرح يجعلنا نرى العالم بصورة فوقية".. هكذا يقول محمد زكريا، رئيس منتخب فريق الجامعة، في وصفه للمسرح، مؤكدًا أنه "بمثابة عالم آخر مواز للعالم الخارجي" "وهو الملاذ الذي من خلاله نطرح أفكارنا ورؤيتنا للمتلقين".
ومع تنوع كليات الجامعة، تتنوع المسارح، إلا أن المشاكل واحدة، وهي "الميزانية المحدودة" و"عدم فتح المسارح لإجراء بروفات"، فمسرح الجامعة لم يفتح أبوابه للطلاب حتى الآن، بحسب زكريا، والذي أضاف: "الميزانية، فضلا عن أنها محدودة، إلا أن معظمها يُنفق على تأجير مسارح خارج الجامعة.
وبالإضافة إلى مشاكل الميزانية، وغلق المسارح، يؤكد زكريا، أن المسؤولين برعاية الشباب لا يقدرون العمل الفني، فهم يتعاملون بـ"شكل تجاري"، حسب وصفه، حيث إن شغلهم الشاغل هو "الروتين"، وهو عكس ما يحدث بجامعة عين شمس التي يولي فيها مسؤولو رعاية الشباب اهتماما خاصا بالفن والمبدعين.
أحمد يحيى، رئيس فريق المسرح بكلية فنون جميلة، يتعجب ألا يكون هناك اهتمام بمسرح الجامعة، وتحديدًا في كليته، مبينًا أنه لا توجد أماكن لإقامة البروفات، حيث يقام تدريب فريق المسرح أعلى مبنى عميد الكلية، وهو سطح مكشوف، يتأثر بعوامل المناخ بشكل كبير، مضيفا أن أمن الجامعة كان يتدخل بأنواع المسرحيات التي يُسمح بعرضها. لكن ذلك توقف بعد الثورة.
هشام صبري، رئيس فريق مسرح أداب، يتفق مع يحيى وزكريا، في أن "المكان" و"الميزانية" عائقان أمام طموحهم، وسعيهم وراء الابداع، فيؤكد على كثرة تنقل فريق المسرح بالكلية، فما إن ينتهوا من تجهيز غرفة للبروفات، يتم إبلاغهم بتغييرها.
كما أن الميزانية المقررة للنشاط المسرحي، منخفضة جدا، حسب صبري، والذي أشار إلى أنه توجد الكثير من الكليات التي تبلغ فيها ميزانية المسرح أضعاف ميزانية المسرح بالكلية.
كرم عبدالمقصود، مدير إدارة النشاط الفني والثقافي بالجامعة، أرجعت قلة الموارد المادية المقررة للنشاطات الفنية، والمسرحية على وجه التحديد، لعدم سداد الطلبة المصاريف الدراسية، فالطلبة، وحسب كلامها، يؤجلون دفع المصاريف إلى نهاية سنة التخرج؛ لاستلام الشهادة، وهو ما يعني وجود عجز في ميزانية الجامعة، والتي تؤثر بطبيعة الحال على ميزانية الاتحاد، فضلاً عن أن موارد الجامعة فقيرة، فلا يوجد بها مستشفى جامعي أو تعليم مفتوح، يأتي لها بالأموال.
واقترحت عبدالمقصود، أن يتم إقامة ورش فنية مركزية، كحل لهذه المشكلة، مؤكدة أنها قد تكون حل لمشكلة نقص التمويل للمسرح، ويكون قادرًا على خلق جيل يحترف الفن، مشددة على ضرورة وضع درجات على التفوق الفني والثقافي، كي يكون الأمر حافزًا للطلاب.
وعن السبب في عدم فتح مسرح الجامعة، يوضح الدكتور أسامة النمر، مدير عام إدارة رعاية الشباب، أن هناك إشكالية بين إدارة الرعاية وشركة المقاولون العرب منذ أكثر من عامين، مشيرًا إلى أن المشكلة رهن "القضاء" الآن.
وشدد النمر، على أن إدارة الجامعة، لا تدّخر جهدًا في محاولة توفير المكان المناسب، لإقامة عروض مهرجان الطلاب؛ لكن مع الظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد بشكل عام والجامعة بشكل خاص؛ حيث تواجه الجامعة مشكلة في الدعم في ظل أن عددًا كبيرًا من الطلاب لا يدفعون مصاريف الكلية.
ونفى النمر، وجود مشكلة فى الأماكن التي يتدرب بها الطلاب، حيث توجد أماكن كثيرة في كل كلية، ولم تأتِ أي شكوى إلا العام الماضي من كلية حقوق، وتم حلها من قبل عميد الكلية.
"العميد رئيس جمهورية الكلية" هكذا يقول النمر، وعليه يحدد حسب الإمكانيات المتوفرة لديه، الميزانية والإمكانيات التي يوفرها لطلاب المسرح، فليس من تخصصي أن أحدد للعميد من يوفر له الأماكن وماذا يعطي لطلاب المسرح".
وأوضح النمر، أن ميزانية المسرح بكل كلية تختلف باختلاف عدد الطلاب بها، فكلية تجارة في أعدادها تختلف عن كلية تمريض، مشيرًا إلى أن هناك العديد من الخطط؛ لتطوير النشاط الفني بشكل عام، كما أن الإدارة تبحث عن الجانب القانوني لتنفيذها براعي عام في إطار من القانون في ظل الروتين وقانون تنظيم العمل.
أخبار متعلقة:
مسارح ومبدعين.. حين يقتل "الروتين" الفكر الخلّاق
"المسرح الجامعي".. ماكينة إنتاج المبدعين
"مسرح الجامعة" .. طاقات إبداعية تخشى "الإهمال" و"التحجيم"
"مسارح جامعة القاهرة" تطلق "جرس إنذار" لإنقاذ مبدعيها الصغار